محتويات
نبذة عن رواية أم سعد
نشرت رواية أم سعد أول مرة في عام 1969م في بيروت، وتقع الرواية في 75 صفحة، وهي من تأليف الكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، وكان قد كتبها بعد انقطاع ثلاث سنوات عن الكتابة الأدبية، وتندرج الرواية تحت المذهب الواقعي الاشتراكي انطلاقًا من شخصية أم سعد نفسها التي يعرفها غسان كنفاني وعاشَ معها، هذا ويشار إلى أنّ غسان كنفاني توفي بعد ثلاث سنوات من نشر هذه الرواية.[١]
ملخص رواية أم سعد
تدور أحداث رواية أم سعد حول شخصية المرأة الفلسطينية المكافحة، وأم سعد امرأة حقيقية كما يقول كنفاني، فقد عاشت مع أهله سنوات طويلة، وفيما يأتي تلخيص الرواية:
نهاية الحرب
تبدأ رواية أم سعد بجلوس غسان كنفاني وزوجته في الصباح الباكر يستمعون إلى خبر الهزيمة في الحرب على موجات الراديو، وكان الخبر مثل الصاعقة على نفوسهم، ولكنَّهم كانوا مشغولين بحال أم سعد، فلا بدَّ أن يكون وقع ذلك الخبر عليها أشد، وانتظروا قدومها بفارغ الصبر حتى يتبينوا حالها، فأتت حاملة بيدها داليةً لتزرعها أمام باب منزل غسان، وتحمل صرة على رأسها.[٢]
وعندما وصلت وارتاحت بدأت بالحديث عن الدالية، ولكنَّ غسان أصرَّ على معرفة أثر خبر الهزيمة عليها، فأخبرته أنها كانت ستحطم الراديو لولا زوجها، لأنَّ الراديو لا يأتي إلا بأخبار الهزائم والمصائب، وقد التحق ابنها سعد بالفدائيين الفلسطينيين ولكنَّه وقع في قبضة الأسر، ورفض أن يوقع على تعهُّد للخروج من السجن، وتلقى تعذيبًا شديدًا، وكانت تتمنى أن يموت شهيدًا ويرتاح من السجون.[٢]
التحاق سعد بالفدائيين
جاءت أم سعد في أحد الأيام وهي تكاد تطير من الفرحة، فقد نجح ابنها في الالتحاق بالفدائيين، وكانت فرحتها بذلك كبيرة جدًّا، حتى أنَّها أخبرت إحدى النساء في الحافلة عن ذلك، وقالت لها بأن ابنها البكر نجح بالالتحاق بالفدائيين، وأنَّها تتمنى لو أنَّ لها عشرة أولاد حتى يلحقوا جميعًا بالفدائيين.[٢]
وقد كانت تتساءل دائمًا لماذا يجب على المرأة الفلسطينية أن تقدم أبناءها للموت؟، ولماذا على النساء الفلسطينيات أن يعشن مرارة الفقد والبعد والحرمان والبرد في المخيمات؟، في المقابل يعيش المحتل دافئًا هانئًا في منازلهم، وكانت تلك الكلمات تؤثر كثيرًا في نفسية غسان، رغم أنَّ أم سعد لم تدخل المدرسة قط، وفي أحد الأيام بكت بكاءً شديدًا وقد شعرت بدنو أجلها، وتمنَّت لو قضت أيامها في بيت نظيف، وأن ترتاح من المخيم والبرد والتعب والعناء والوحل الموجود فيه.[٢]
هدية سعد لأمه
في أحد الأيام الماطرة وبينما كانت أم سعد مع بقية نساء المخيم ينظفن المخيم من الوحل تحت المطر، جاء إليها رجل وأوصل إليها سلامًا من ابنها سعد، وأخبرها أنَّه يهديها سيارة هدية لها، وعرفت بذلك أنَّه يجهز لضرب سيارة إسرائيلية، وكانت هي وغسان على أحر من الجمر، وعندما علم غسان بأمر السيارة انطلق إلى أم سعد ليجدها في سعادة غامرة لذلك الخبر.[٢]
عودة سعد مصابًا
بعد تسعة أشهر وأسبوعين أصيب سعد برصاصة في ذراعه أجبرته على القعود للتعافي، فقرر الذهاب إلى المخيم للاطمئنان على عائلته، وكانت أم سعد تمشي في المخيم في إحدى الليالي فسمعت صوتًا من جهة الغابة، وتكرر ذلك الصوت أكثر من مرة فعادت إليه ووجدت سعدًا ومجموعة من رفاقه وهم مسلحون، وقد تعرضوا لكثير من الصعاب في الوصول إلى المخيم.[٢]
اهتمَّت بهم أم سعد وكانت تحضر لهم الطعام كل يوم، وبعد عدة أيام قرر الرفاق العودة، فودَّع سعد أمَّه وطلب منها ألا تحزن عليه؛ لأنه يراها قريبةً منه في جميع الأحوال ومهما كانت المسافات التي تفصل بينهما.[٢]
نضال أم سعد
كانت أم سعد تتولى بعض المهمات النضالية حتى وهي في المخيم، فقد كانت الطائرات تلقي بالقذائف على المنطقة القريبة، وصارت تحلق قريبًا من المخيم، فعرفت أم سعد أنها ستهبط على الشارع المخصص للسيارات، فتوجهت مع بعض النسوة والأطفال وصاروا يبحثون عن بعض القطع الحديدية المسننة والزجاج المكسر ويلقونه في الطريق لتنفجر به إطارات السيارات.[٢]
وانتهت الرواية بالخبر الذي أرسله ولدها سعد بأنَّ ليث وهو أحد الفدائيين معه قد وقع في الأسر، وقد تلجأ عائلته إلى شخص خائن ومتعامل مع الإسرائيليين لإخراجه من السجن، ويطلب من والدته أن تخبر تلك العائلة ألا تلجأ إلى ذلك الخائن حتى لا يموت جميع أفراد العائلة، وكان ذلك رمزًا لإصرار الجميع على عدم التعامل مع إسرائيل.[٢]