غسان كنفاني
وُلد الأديب غسان كنفاني في عكّا، شمال فلسطين في 9 نيسان عام 1936م، وعاش مع عائلته في يافا حتى عام 1948م، وأُجبر بعد ذلك مع عائلته على النزوح، وانضمّ كنفاني إلى حركة القوميين العرب عام 1953م، وسافر للتدريس في الكويت عام 1955م، وعمل محررًا في إحدى الصحف فيها، ثمّ انتقل إلى بيروت عام 1960م، ووجد فيها مجالًا أدبيًا واسعًا، ولذلك بدأ العمل في مجلة "الحرية"، وكان يكتب مقالًا أسبوعيًا لجريدة المحرر البيروتية، وقد لفتت مقالاته النظر إليه بسبب عمقها، واهتمامها بالقضية الفلسطينية، كما أصبح الأديب مرجعًا لكل المهتمين بهذه القضية، فقد دافع عنها بقلمه، استشهد كنفاني في 8 تموز عام 1972م في بيروت.[١]، وستتناول هذه المقالة روايته "رجال في الشمس".
أهم الأعمال الأدبية لغسان كنفاني
كتب غسان كنفاني في القصة القصيرة، والرواية، والمسرحية، وقد لاقت أعماله الأدبية اهتمامًا كبيرًا من النقاد؛ إذ اتصلت أعماله بواقع الإنسان العربي، والأحداث السياسية حوله، ومن أبرز القضايا في أدبه القضية الفلسطينية، مما جعله أديبًا مقاومًا، ومن أعماله الأدبية الآتي:
- موت سرير رقم 12، 1961م، قصص قصيرة.[٢]
- أرض البرتقال الحزين، 1963م، قصص قصيرة.[٢]
- رواية رجال في الشمس،1963م. [٢]
- رواية أم سعد، 1969م.[٢]
- رواية عائد إلى حيفا، 1970م.[٢]
- مسرحية الباب، 1964م.[٣]
- مسرحية القبعة والنبي، 1967م.[٤]
رواية رجال في الشمس
تعد رواية "رجال في الشمس" من أهم روايات غسان كنفاني، فهي تمثل أدب المقاومة عنده، وتجسد المعاناة التي يعانيها اللاجئون الفلسطينيون، الذين هجّروا من وطنهم قسرًا وظلمًا بسبب احتلال وطنهم وأرضهم من قِبَل الصهاينة، وتمثل هذه الرواية الأسلوب الواقعي المبسط، ولكن هذا لا يعني أن الرواية كتبت بأسلوب تسجيلي تقريري، وإنما استخدم فيها كنفاني الأسلوب الرمزي، فالرواية حمّالة أوجه، وهي قابلة للتأويل، وهذا ما يجعل الرواية منفتحة على فضاءات أوسع ودلالات أرحب. [٥]
تناولت الرواية المعاناة التي عاشها الشعب الفلسطيني في كثير من الجهات منها: محاولة عبور الحدود هربًا لدول الخليج من أجل الحصول على المال؛ لإعالة أسرهم الفقيرة، وجسد غسان كنفاني ذلك من خلال أربع شخصيات وهم رجال من أجيال مختلفة جمعتهم الظروف القاسية من أجل الهرب إلى الكويت للعمل فيها.[٦]
فـ "أبو قيس" و "مروان"، و"أسعد" هم الشخصيات التي تدور حولها أحداث الرواية، وهم مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين الذين تجمعهم أحلام بسيطة، يحاولون تحقيقها من خلال السفر إلى الكويت للعمل فيها، والحصول على المال الذي يمكنهم من تحقيق أبسط أحلامهم في الحياة، ويضاف إلى هذه الشخصيات شخصية أخرى وهي: "أبو الخيزران" سائق سيارة صهريج الماء الذي حاول نقلهم فيه؛ ليعبروا الحدود وهذه بالنسبة له تعد فرصة جيدة أمامه لكسب بعض المال، حتى لو كان على حساب معاناة الناس، وهذا يبين مدى صعوبة الظروف الاجتماعية التي تجعل الناس متناقضة، وتعاني من الازدواجية، وتظهر الرواية صورة من الجشع الإنساني واستغلال الظروف، من خلال تصوير رحلة لمجموعة من الرجال في حر الصحراء، مختبئين في خزان تلتهب جدرانه بحرارة الشمس المفرطة، وتحملهم لتلك الحرارة من أجل النجاة.[٦]
وقد أنهى الأديب رواية "رجال في الشمس" بنهاية مؤلمة تنتهي بموت الرجال داخل الخزان، وتحولهم إلى جثث هامدة، وكأنّ الخزان قد تحول إلى مقبرة جماعية لهم، ولكن السؤال الذي بقي معلقًا في رأس سائق السيارة "لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟ لماذا لم تقولوا؟ لماذا؟"[٧]
المراجع
- ↑ "من هو غسان كنفاني - Ghassan Kanafani؟"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج "غسان كنفاني"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
- ↑ غسان كنفاني (1993)، الآثار الكاملة- المسرحيات (الطبعة الثالثة)، بيروت: مؤسسة الأبحاث العربية ، صفحة 27، جزء 3.
- ↑ غسان كنفاني (1993)، الآثار الكاملة- المسرحيات (الطبعة الثالثة)، بيروت: مؤسسة الأبحاث العربية، صفحة 9، جزء 3.
- ↑ "غسان كنفاني: من جعل القلم أشرس من البارود"، www.ida2at.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "غسان كنفاني: أيقونة الأدب المقاوم"، www.ida2at.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
- ↑ غسان كنفاني (1999)، الآثار الكاملة- الروايات (الطبعة الخامسة)، بيروت: مؤسسة الأبحاث العربية ، صفحة 152، جزء 1.