محتويات
الأدب السوداني
يَرجع تاريخ الأدب السوداني إلى ما قبل الميلاد بأكثر من سبعمئة سنة تقريبًا في الكتابات المروية، غير أن الأدب الحديث في السودان لم يظهر إلا في القرن السادس عشر وفي القرن السابع عشر، وأدب السودان كله تقريبًا مكتوب باللغة العربية، لكن هناك بعض الأشكال في اللغات المحلية مثل الشعر في اللغة الفوراوية، ومن بين أكثر القصص والتقاليد الشفوية انتشارًا هي الأحاجي والمديح، فالأولى عبارة عن أساطير وخرافات والثانية في مديح النبي محمد، ومن أهم أدباء السودان: الطيب صالح، محمد الفيتوري، إبراهيم إسحاق، محمود مدني وغيرهم، وهذا المقال سيلقي الضوء على إحدى الروايات السودانية وهي رواية شوق الدرويش.[١]
نبذة عن الكاتب حمور زيادة
كاتب وصحفي ومدوِّن وروائي سوداني، ولدَ الروائي السوداني حمور زيادة في مدينة أم درمان وفيها نشأ وترعرع، عمل لفترة زمنية في المجتمع المدني قبل أن يتوجه للعمل العام والكتابة في الصحافة، فكتب في الجريدة والمستقلة وأجراس الحرية واليوم التالي، كما تولى مسؤولية الملف الثقافي في صحيفة الأخبار السودانية، وبعد أن نشر قصة عن الاعتداء الجنسي على الأطفال تعرض لموجة من الانتقادات شديدة من بعض أتباع التيارات الإسلامية المحافظة، وبعد التحقيق معه تعرض منزله لعملية اقتحام وتمَّ إحراقه في عام 2009م، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادثة، وقبل ذلك كان قد اصطدم مع الجماعة الإسلامية إثر خلافها مع أعضاء الحزب الشيوعي وتكفيرهم، بعد ذلك هرب زيادة إلى مصر وكتب في مجلة روز الوسف وغيرها، حصل على جائزة نجيب محفوظ في الجامعة الأمريكية في القاهرة عام 2014م عن رواية شوق الدرويش، أهم أعماله: سيرة أم درمانية، رواية الكونج وغيرها، يقيم حاليًا في القاهرة.[٢]
رواية شوق الدرويش
هي أهم روايات الكاتب السوداني حمور زيادة، صدرت رواية شوق الدرويش في عام 2014م عن دار العين في القاهرة، ورشِّحت للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر في عام 2014م ووصلت للقائمة القصيرة فيها، يركز في الكاتب على أسلوب المقاطع القصيرة متنقلصا بين حكاياتها وحوادثها بشكل سلس ورشيق يشدُّ القارئ ويدفع عنه الملل والسأم، وقد زيَّنها بتدفق سردي بديع، ومن خلال تنقل الكاتب بين أزمنة متعددة تظهر خطته المحكمة من أجل ذلك وجهده المبذول لتلك النقلات، وفي عام 2014م حصلت الرواية على جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية في الجامعة الأمريكية في القاهرة.[٣]
يقول الكاتب بلال فضل عنها: "فوز حمور زيادة بالجائزة تكريم للأدب السوداني الذي توقفنا عن متابعته بعد أن شغفنا بحب الطيب صالح رحمه الله، لكن في السنوات الأخيرة ظهرت فيه أسماء رائعة في الفترة الأخيرة"، ويقول أيضًا: "مع أنك وأنت تقرأ تظل متلهفًا لمتابعة رحلة الانتقام التي يقوم بها بطل الرواية بخيت من أجل حبيبته حواء، إلا أنك تعيش خلال تلك الرحلة جزءًا مجهولا من تاريخ السودان، وتعيش قصة حب مستحيلة ومجنونة وجميلة، وتستمتع بلغة من أروع ما يمكن قراءته في الفترة الأخيرة"، وقد وصفها بعض النقاد بأنها عمل روائي عظيم وعلامة بارزة في تاريخ الأدب السوداني في العصر الحديث.[٣]
تلخيص رواية شوق الدرويش
تدور أحداث رواية شوق الدرويش في فترة مجهولة من تاريخ السودان، يصوِّر فيها جوانبَ من الصراعات الاجتماعية بين أكبر مجتمعين في السودان، ثقافة المجتمع المسيحي وثقافة المجتمع الصوفي المسلم، وذلك في ظل سقوط الدولة الدينية، فتتناول الرواية تساؤلات عظيمة حول الدين والحب والصراع السياسي والغدر، من خلال قصة حب أشبه ما تكون بالمستحيلة يقع فيها بطل الرواية وهو شاب يدعى بخيت منديل يتمُّ إطلاق سراحه من السجن بعد فترة عبودية مؤلمة قضاها في السجون وعانى فيها من الأسر والاستغلال الجسدي المرير، وتترافق فترة إطلاق سراحه مع حدث بارز في تاريخ السودان وهو دخول القوات المصرية بدعم من الإنجليز وذلك في أواخر القرن التاسع عشر وتلقينها الدولة المهدية هزيمة فادحة مدوية أسقطتها وأدت لهرب المهدي ومؤيديه، وقد كتب حمور زيادة جميع تلك الأحداث بلغته الشعرية الرائقة، مستخدمًا التكنيك المتقدم، مما أنتج رواية مليئة بالأحداث والوقائع والشخصيات.[٤]
وفي خضم الأحداث يقع بخيت في حبِّ فتاة نصرانية كانت قد جاءت مع البعثة الأرثوذكسية إلى الخرطوم قبل أن تسقط تحت حكم ثورة المهدي، وهي فتاة من أصول يونانية نشأت في مدينة الإسكندرية اسمها ثيودورا، ولكن عندما دخل جيش المهدي إلى العاصمة الخرطوم وأخرج منها الإنجليز والمصريين وقعت ثيودورا في الأسر، وأصبحت خادمة لدى أحد التجار الكبار وأطلق عليها اسم حواء، ولكنها لا تقبل بالعبودية أبدًا، وتحاول الهرب من عند سيدها غير أن بعض الأتباع يلقون القبض عليها ويقتلونها، مما يدفع بخيت للانتقام من القتلة مهما كلف الأمر، فاستطاع أن يقتل منهم خمسة أشخاص، أما القاتل السادس فقد حظي بالنجاة بسبب وقوع بخيت في سلاسل الأسر.[٤]
اقتباسات من رواية شوق الدرويش
كانت لغة رواية شوق الدرويش لغة شاعرية عذبة، أضفى عليها الكاتب حمور زيادة أسلوبه المميز ضمن سلسلة من الأحداث التاريخية المشوقة، وفيما يأتي بعض الاقتباسات من الرواية التي يمكن أن تعطي صورة جليَّة نوعًا ما عن لغة الرواية وأسلوبها الأدبي:[٥]
- في اللحظة التي يدرك فيها الإنسان كل شيء يعلم أنها لحظة الموت.
- الإنسان كائن وحيد، مهما أحاط به ضجيج البشر، لا يمشي معه درب وجعه سواه.
- الحب لعنة الرجال يا سوداني، لكنه للمرأة راحة.
- الحزن ككل شيء يذبل، يبدو في فورانه جامحًا لا نهاية له، يعربد في النفس ويصيب كل الحياة بالمرارة لكنه يخفت رويدًا رويدًا حتى لا يبقى منه إلا دليل خافت في الجوف.
- لا تحب بعنف لأنك ستتألم بعنف.
- شعرها البندقي يتحدى خمارها ويسيل كالنهار المشرق، كيف تحبس النهار المشرق داخل ستر قماش؟.
- أيامه تنقر قشرتها كسولة كفرخ مهتز تتشقق عنه بيضة.
- هادئة كأنها ليست هناك، تلفُّها سكينة قديسين، تشبه أيقونات الكنائس.
المراجع
- ↑ "أدب سوداني"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "حمور زيادة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "شوق الدرويش"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "شوق الدرويش"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "شوق الدرويش"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.