نبذة عن رواية عتمة الذاكرة

كتابة:
نبذة عن رواية عتمة الذاكرة

الروائية أثير عبد الله النشمي

أثير عبد الله النشمي الأسعدي العتيبي، كاتبةٌ وروائية من السعودية ولدت في الرياض في شهر حزيران عام 1984، كاتبة اسبوعية في جريدة الشمس، اهتمّت بالتربية وأدب الطفل، كتبت عددًا من الروايات المؤثرة المليئة بالمعاناة والمشاعر الصادقة القوية، والتي لاقت صدىً لافتًا في العالم العربي، وهي رواية أحببتك أكثر مما ينبغي عام 2009، في ديسمبر تنتهي كلّ الأحلام عام 2011 ، فلتغفري عام 2013، وهي الجزء الثاني لرواية أحببتك أكثر مما ينبغي، ذات فقد عام 2015، عتمة الذاكرة عام 2016، و رواية عتمة الذاكرة ستكون موضوع هذا المقال، فهي على العكس تمامًا من النمط المعتاد لروايات أثير الذي تقدم فيه نموذج المرأة المستضعفة، تُبرز في عتمة الذاكرة نموذج الرجل المستضعف المضطرب.[١]

رواية عتمة الذاكرة

بدأت أثير روايتها بوقوف مشهور بطل الرواية على الإشارة الضوئية، وصدمته بوصول رسالة من طليقته تخبره فيها كم تمقته، وكم تتمنّى لو لم تعرفه يومًا، ليُحدِث بعدها نفسه بأن الصوت دوى في رأسه كالقنبلة "لا أعرف أين أنا وكيف وقعت في هذا الظلام، لا أعرف إن كان هذا الموت؟ أم أنا عالق تحت مبنى منهار أو سيارة منقلبة؟ كل ما أعرفه أنني أسمع ولا أقدر على الحركة"، وكأن حديثه يأتي من عتمة ذاكرته، حيث علّق في نقطة ما بين الموت والحياة، في مشهد يعبر عن فكرتي الغياب والوجود، يعاني فيه من اختلال النفس جراء قسوة التربية، إلى أن وصل لدرجةٍ أضاع فيها مكون ذاته.[٢]

لم يستطع مشهور التخلص من ثقل ماضيه ووطأته، فاتخذ من حبه لمنتهى مهربًا من سطوة ذكرياته الأليمة، ورغبته الدائمة كطفل يعاني من عنف الأب وقسوة الأم بأن يسُدَّ الشروخ المتأصلة في نفسه من ماضي بعيد، فبحث في منتهى عن كل ما افتقده في أمه، فكان حبه لمنتهى حبًا لا يشبه قصص الحب، رواية عتمة الذاكرة إحدى إبداعات الروائية أثير النشمي نشرت من قبل دار الساقي للطباعة والنشر وبلغت عدد صفحات الرواية 192 صفحة.[٣]

شخصيات رواية عتمة الذاكرة

بشخصيات قصصية خارجة عن كلِّ التوقعات، موجودةٌ في واقع مجتمعاتنا بكثرة، تروي أثير في رواية عتمة الذاكرة قصة مشهور شاب عاش في أسرة مفككة، مع أم متحجرة القلب، ما تملكه من عاطفة وعطاء لا يروي عطش أطفالها على عكس ما هو معروف عن حنان الأمهات، وأب قاسٍ يمارس عليها ألوان العنف، فكان نمط الطفولة ذلك النمط الذي يصنع شخصية تستجدي الحب وتبحث عنه، وبهذا الألم والتشتت تصف الراوية حال البطل، وحالة النقص والإضطراب وكيف لجأ للبحث عن أم جديدة تداوي جروحه، فكانت منتهى هي الإختيار.[١]

مشهور بطل الرواية

مشهور في رواية عتمة الذاكرة رجل تمزقت حياته بين امرأتين، مارست عليه الأولى وهي أمه القسوة فبادلها كرها، والثانية كانت له الحب والزوجة، أحبها فقتلت روحه بمقتها له، وما بينهما مر شريط الذاكرة أمام روحه الغائبة، فكانتا متلازمة ألم.[٤]

شبح الأم

في غيبوبته يتذكر مشهور قسوة أمه عليه وعلى أخوته السبعة، حيث لم تعبر لهم عن الحب المنتظر، ولم تهتم بأن توفر لهم أدنى درجات الحنان، هكذا يتذكر مشهور انتقامها من صورة والدهم فيهم، ولم يبلغ سن العاشرة بعد، فخلقت معها هاجسه الأبدي، من هي التي ستحبه، إذ لم تحبه أمه.[٤]

شبح الأب

تغيب ملامح ذكرى أبيه من مخيلته، فلا يذكر منه إلا ذلك الأب الذي لا يكترث لهم إلا لمامًا، فغيابه زرع فيهم شوقًا إليه، وتتكرر مشاهد عراكه مع الأم وضربها، فكان وبتطليقه لـمنتهى صورة أخرى عن أبيه في ذاكرته، "لكنني وجدت نفسي فجاة أتحول تدريجيًا وتلقائيًا إلى رجل يشبه أبي، رجل أدرك أن قسوته قد تصنع امرأة كأمي".[٤]

منتهى امرأة لا تشبه أمي

منتهى كانت منتهاه في الحب، امرأة تتصف بالنضوج والثقة والتطلع للسعادة، أثقلها انعكاس كره مشهور لوجه أمه المفزع وهي تنهال ضربًا على جسده الصغير، فكان وجهه بالنسبة إليها ذات الوجه بعدما قوي جسده واشتد عوده، وأرهقها بشكه المستمر في جميع تصرفاتها، فحول بذلك عش الزوجية إلى جحيم فكانت الذكريات التي لا تموت تُميت.[٤]

اقتباسات من رواية عتمة الذاكرة

في رواية عتمة الذاكرة وعلى غرار روايات أثير الأخرى، حيث احتفظت بروعة الأسلوب وجمال السرد، أصبحت العبارات التي تلامس القلوب على لسان الشخصيات إضاءات تعلق في ذاكرة قارئي الروايات الرومانسية، ومن أبرز هذه العبارات ما يأتي:[٥]

  • "أشعر بأن الله قد خلق الشيطان لا ليختبر مدى إيماننا فقط ، بل يعلمنا من خلال الشر أن طريق الله دائما هو الأسهل حتى وإن حاول الشيطان أن يعرقلنا".
  • "هناك أمور عندما تنتهي يصبح من الصعب أن يتحدث الإنسان فيها، من الصعب أن يطرق بابها من جديد، أن يبررها، أن يفسرّها، حتى وإن كانت تحمل وجوها تفسر و أمور تبرر".
  • "فلِمَ نعيش أسرى قيود لم يفرضها الله علينا، بل اختارها المجتمع لنا".
  • "كيف تنتهي علاقة حب لم ينتهِ الحب فيها بعد".
  • "لم أكن أعرف أن شجاعتي في الإقدام على النهاية بقلبٍ جسور لم تكن إلا حماقة لا تُغتفر".

آراء حول الرواية

تباينت الآراء حول رواية عتمة الذاكرة للروائية المبدعة أثير عبدالله النشمي، فمنهم من رآها رواية تستحق القراءة والتأمل، وأنها تحمل موضوعًا رائعًا، ووزن الفكرة فيها لا يختلف على ثقله اثنين، إلا أن البعض استاء من طغيان طابع الكآبة ووجد أنها رواية محفوفة بالسوداوية وأن أثير لم توفق بالسرد فكانت الأحداث بطيئة واحتاجت لتفاصيل أكثر تشوق القارئ وتضفي عمقًا أكبر على الرواية وتكسر الملل فيها، كما وصف البعض لغة السرد بالركاكة، إلا أنه ومن الملحوظ ملامسة الموضوع لمشاعر الغالبية خصوصًا، وأنه يعبّر عن حالة تسود المجتمعات العربية بكثرة.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب "أثير عبد الله النشمي: روائية اتخذت الحزن لونًا لرواياتها!"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
  2. أثير عبدالله النشمي، رواية عتمة الذاكرة، صفحة 9-11. بتصرّف.
  3. "عتمة الذاكرة"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث أثير عبدالله النشمي، رواية عتمة الذاكرة، صفحة 9-187. بتصرّف.
  5. "عتمة الذاكرة-اقتباسات"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
  6. "عتمة الذاكرة-مراجعات"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
4324 مشاهدة
للأعلى للسفل
×