محتويات
الرواية العربية
كانت بدايات القرن العشرين هي الفترة التي شهدَت فيها الرواية العربية أولى المحاولات الخجولة، ودارت في تلك الفترة حول مواضيع تاريخية واجتماعية وعاطفية، وكان الأسلوب المتَّبع فيها بسيطًا ومباشرًا، ومن أوائل الروايات في تلك الفترة: رواية دعاء الكروان للأديب طه حسين، رواية زينب للكاتب محمد حسين هيكل، حسن العواقب للكاتبة زينب فواز، وأمَّا أول محاولة ناجحة في كتابة الرواية العربية فقد كانت رواية جلال خالد للكاتب محمود أحمد السيد، فيما بعد شقَّت الرواية العربية طريقها بقوة لتقف بعد سنوات قليلة إلى جانب الأعمال الروائية العالمية العظيمة، ومن أشهر الروائيين: نجيب محفوظ، الطيب صالح، عبد الرحمن منيف، يوسف زيدان صاحب رواية عزازيل والتي سيدور حولها الحديث في هذا المقال.[١]
يوسف زيدان
أديب وكاتب وفيلسوف وأستاذ جامعي مصري، ولدَ يوسف زيدان في مدينة سوهاج في صعيد مصر عام 1958م، رحلَ مع جده إلى مدينة الإسكندرية في صغره فدرسَ في مدارسها، بعد أن درس الثانوية دخل إلى قسم الفلسفة في كلية الآداب في جامعة الإسكندرية، حصل على شهادة الليسانس في الفلسفة والماجستير في الفلسفة الإسلامية ثمَّ على الدكتوراه فيها أيضًا، وفي عام 1999م حصل على درجة الأستاذية في الفلسفة وتاريخ العلوم، تخصص يوسف زيدان في التراث العربي، ونشر الكثير من المؤلفات والأبحاث العلمية في الفكر الإسلامي وتاريخ الطب العربي والتصوف، وكتب الكثير من المقالات الدورية وغير الدورية في عدد كبير من الصحف العربية، كما كتب العديد من الروايات، ومن أشهر مؤلفاته: رواية محال، كتاب دوامات التدين، كتاب فقه الثورة، كتاب التراث المجهول، مجموعة قصصية بعنوان حل وترحال، رواية نور وغيرها كثير.[٢]
رواية عزازيل
رواية عزازيل هي إحدى أشهر روايات الكاتب والفيلسوف المصري يوسف زيدان، نُشرت الرواية في عام 2008م، وقد أبدع فيها يوسف زيدان متناولًا الديانة المسيحية في القرن الخامس الميلادي في صعيد مصر مرورًا بمدينة الإسكندرية وصولًا إلى شمال سوريا، ويتناول فيها الخلافات اللاهوتية القديمة بين المسيحيين، فيما يتعلق بطبيعة المسيح ومكانة السيدة العذراء ووضعها، كما يشير إلى الاضطهاد والظلم الذي كان المسيحيون يمارسونه على الوثنيين المصريين بعد أن أصبحت الديانة المسيحية هي الديانة المنتشرة والسائدة في مصر، فازت الرواية بالجائزة العالمية للرواية العربية وهي النسخة العربية لجائزة البوكر البريطانية العالمية للأدب، كما حصلت في عام 2012م على جائزة أنوبي البريطانية لأفضل رواية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية.[٣]
تلخيص رواية عزازيل
تمثِّل رواية عزازيل ترجمة لمجموعة رقع كتبت باللغة السريانية ووضعت في صندوق خشبيّ ودفنت في المنطقة المحيطة بقلعة القديس سمعان العمودي قرب مدينة حلب في شمال سوريا، وقد كتبت تلك اللفافات في القرن الخامس الميلادي، وتمَّ العثور عليها وهي في حالة جيدة، وكلمة عزازيل تعني الشيطان، وتلك الرقوق عبارة عن سيرة الراهب المسيحي المصري هيبا الذاتية، كتبها بطلب من عزازيل نفسه، وكان هيبا يعيش في فترة اضطرابات كبيرة من تاريخ الدين المسيحي، وتلا هذه الفترة انقسامات ضخمة بين الكنائس الكبرى بسبب الخلاف على طبيعة المسيح نفسه، وهنا تكمن أهمية الرواية فهي تتطرق إلى فترة زمنية تاريخية لم يتناولها الأدب العربي رغم أهميتها.[٤]
تبدأ القصة بخروج الراهب هيبا من منطقة أخميم في صعيد مصر متوجهًا إلى الإسكندرية ليدرس اللاهوت والطب، ولكنه هناك يتعرف على امرأة وثنية تدعى أوكتافيا تستطيع إغواءه لكنها تطرده بعد أن تعلم أنه راهب مسيحي، يخرج من الإسكندرية هاربًا بعد أن يشهد مقتل العالمة هيباتيا الوثنية على أيدي غوغاء مسيحيين وذلك بتحريض من البابا في الإسكندرية، يتوجه بعد ذلك إلى فلسطين ليبحث عن أصول الديانة ويستقر في القدس، ويلتقي بالقس نسطور الذي يحبه كثيرًا، ويرسله إلى دير قريب من أنطاكيا، وهناك تزداد شكوك الراهب هيبا وصراعه النفسي حول العقيدة، ويقع في حب امرأة تدعى مرتا، وتنتهي الرواية بقرار هيبا أن يخرج من الدير ويتحرر من جميع مخاوفه من غير أن يتم معرفة الجهة التي خرجَ إليها.[٤]
اقتباسات من رواية عزازيل
في رواية عزازيل يستخدم يوسف زيدان إلى جانب أهمية الموضوع المطروق التاريخية لغةً عربية متينة وفصيحة وشاعرية في كثير من الأحيان، تقترب من الطابع الصوفي كثيرًا وخاصة في مناجاة الراهب لربه، وفيما يأتي بعض الاقتباسات من الرواية:[٥]
- أدركت بعد طول تدبر أنَّ الآلهة على اختلافها، لا تكون في المعابد والهياكل والأبنية الهائلة، إنّما تحيا في قلوب الناس المؤمنين بها، وما دام هؤلاء يعيشون، فآلهتهم تعيش فيهم، فإن اندثر أولئك انطمر هؤلاء.
- الحقائق التي نصل إليها بالمنطق وبالرياضيات، إن لم نستشعرها بأرواحنا، فسوف تظلُّ حقائق باردة، أو نظلُّ نحن قاصرين عن إدراك روعة إدراكنا لها.
- الأشياء مثل بقية الأشياء، لا يمتاز منها إلا ما نُميِّزه نحنُ بما نكسوه به من وَهْمٍ وظنٍ واعتقاد.
- لا ينبغي أن نخجل من أمر فرض علينا، مهما كان، ما دمنا لم نقترفه.
- أي ذكرى مؤلمة بالضرورة، حتى لو كانت من ذكريات اللحظات الهانئة، فتلك أيضًا مؤلمة لفواتها.
- هذا العالم بكل مافيه وكل من فيه لا يستحق قلق المؤمنين.
- النوم هبةٌ إلهية، لولاها لاجتاحَ العالم الجنون، كلُّ ما فى الكون ينام، ويصحو وينام، إلَّا آثامنا وذكرياتنا التى لم تنم قط، ولن تهدأ أبدًا.
- الله لا يخلق الشر ولا يفعله ولا يرضى به، الله كله خير ومحبة.
- لا يوجد فى العالم أسمى من دفع الآلام عن إنسان لا يستطيع التعبير عن ألمه.
- إن اليقين لن يكون إلا بإخماد الشكوك، ولن يخمد الشك إلا بتفويض الأمر إلى الرب، وتفويض الأمر إليه لن يكون إلا بمعرفة معجزاته في الكون، ومعرفة المعجزات لن تكون إلا بالإقرار بتجسّد الله.
المراجع
- ↑ "رواية (أدب)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "يوسف زيدان"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "عزازيل (رواية يوسف زيدان)"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 05-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "عزازيل (رواية)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "عزازيل"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-12-2019.