محتويات
صاحب رواية في ممر الفئران
هو الكاتب المصريّ أحمد خالد توفيق، الأديب الذي لمع اسمه في سماء أدب الرعب والفنتازيا والخيال العلمي الروائي أحمد خالد توفيق، كان أول وأشهر كاتب يكتب الرعب في العالم العربي، ولدَ توفيق في مدينة طنطا في عام 1962م، درس في كلية الطب وتخرج منها وتابع دراساته فيها ليحصل في عام 1997م على شهادة الدكتوراه، أُطلق عليه لقب العراب بعد النجاح الكبير الذي حققته كتاباته وخصوصًا سلسلة الرعب التي بدأ بإصدارها في عام 1993م، وهي السلسلة التي أطلق عليها سلسلة ما وراء الطبيعة، وقد حققت نجاحًا كبيرًا في العالم العربي، فبالرغم من عدم شيوع مثل هذا النوع لكنه لاقى قبولًا واسعًا، أصدر بعدها العديد من الروايات والسلسلات الأدبية والقصص كما قام بترجمة عدد من الروايات العالمية الشهيرة.[١]
لقراءة المزيد عن المؤلّف، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: نبذة عن أحمد خالد توفيق.
ومن أشهر مؤلفاته: سلسلة ما وراء الطبيعة، سلسلة فنتازيا، سلسلة سافاري، موسوعة الظلام، يوتوبيا، الغرفة رقم 207، عقل بلا جسد، في ممر الفئران، شآبيب وغيرها، ويعدُّ أحمد خالد توفيق أديب الشباب الأول وكتاباته هي أدب الشباب، وقد شجعت كتاباته الكثير من الناس على القراءة وخصوصًا الشباب، في عام 2018م وفي شهر نيسان أصيب الكاتب بأزمة قلبية حادة دهمته بشكل مفاجئ فتوفي على إثرها تاركًا خلفه ميراثًا أدبيًّا كبيرًا يشهد على نبوغه وبراعته.[٢]
للتعرف أكثر على أشهر مؤلفات الكاتب، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: كتب أحمد خالد توفيق.
تعريف حول رواية في ممر الفئران
إحدى أشهر روايات الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، صدرت الرّواية قبل وفاة الكاتب بسنتين عامَ 2016م عن دار الكرامة للنشر والتوزيع، وقد استوحى الكاتب قصة هذه الرواية من قصة أسطورة أرض الظلام التي كتبها في سلسلة ما وراء الطبيعة والتي كانت تصور آخر المغامرات التي جمعت سالم وسلمى في قصص السلسلة وكان رقمها 68، ولكنَّ رواية في ممر الفئران تختلف عن تلك القصة اختلافًا كبيرًا بالشخصيات والحبكة والعمق الموجود فيها وفي نهايتها أيضًا، كما عمل توفيق على تطويرها أكثر، وكما في غيرها من مؤلفاته يسود الجو الكئيب المأساوي في الرواية ضمن عوالم كابوسية، وهي رواية ديستوبية مشوقة في عالم لا يعود فيه النور حق من الحقوق الطبيعية للإنسان.[٣]
شخصيات رواية في ممر الفئران
كيف انتقل الشرقاوي إلى عالم الظلام؟
- الشرقاوي: بطل الرواية وهو شاب في الأربعين من عمره، هو إنسان ناجح يعمل في شركة هندسية، متزوج ولديه طفلان، ويمتلك شقة مريحة وواسعة، لكنَّه يعيش عذابات كثيرة، ويشعر بأنَّه ضعيف وغير قادر على إبداء رأيه في أي شيء وعاجز عن مواجهة أي شيء، يعيش في مجتمع يقمعه في كل شيء، يدخن كثيرًا لينسى حالته تلك، لكنَّ ذلك لم ينجيه من أفكاره ويبحث عن طريقة للخروج من حالته، يأخذ حبوب منومة للدخول في غيبوبة طويلة وينتقل خلالها إلى عالم آخر مظلم.[٤]
- رامي المليجي: هو أحد شخصيات عالم الظلام الذي تحدَّث عنه أحمد خالد توفيق في روايته، وهو شاب مثل بقية الناس لا يميزه شيء عن غيره كما أشار له الكاتب، وجهه غطاء لرأسه، تصرفاته وكل شيء فيه من النوع الذي لا يعلق في الذاكرة، فهو باهت لدرجة تثير الانتباه، تخرَّج من قسم الجيولولجيا في كلية العلوم، لم يكن فاسدًا ولا مثاليًا وأسرته متوسطة الحال.[٥]
- الدكتور مصطفى: أحد الدكاترة الذين درَّسوا رامي في الجامعة، كانَ مدرسًا بارعًا وحاصل على جائزة الدولة التشجيعية، وله احترامه في المحافل التي تقام في الدول الغربية، يبلغ الخمسين من عمره، أصلع الرأس ويمتاز بقصره ويبدو أنَّه ما من امرأة في حياته.[٦]
- علاء: شقيق رامي الأصغر الذي بدأ يعرف أنَّ في العالم نساء وفي جسده هرمونات جنسية.[٧]
- علياء: شقيقة رامي وبدأت باكتشاف أنوثتها واستخدام مساحيق التجميل، ولكنَّها تتقن الكذب وتحافظ على حياتها الخاصة.[٧]
- عزة: الأخت الكبرى لرامي، لم تتزوج فقد أوشك قطار الزواج على أن يتركها إلى الأبد، تعمل مدرسة، تدعي أمور كثيرة ولكنَّها الحقيقة تكون عكس ذلك.[٨]
- فاتن: زميلة رامي في الجامعة، تتميَّز بجمالها التي تتباهى به، وقد أنقذها رامي من محاولة تحرَّش كان يقوم بها الدكتور مصطفى في مكتبه، ويقع رامي في حبها.[٩]
- ماهر: أحد زملاء رامي في الجامعة، له طابع ثوري يميل فيه إلى أفكار جيفارا.[١٠]
- نجوان: زميلة من زميلات رامي وماهر ولها طباع ماهر الثورية المندفعة.[١٠]
ملخص رواية في ممر الفئران
يدخل بطل الرّواية "الشرقاوي" في غيبوبة طويلة، ويعجز الأطباء عن إيجاد علاج لحالته، فيكتفي الجميع بانتظار إفاقته من تلك الغيبوبة، وفي ذلك الوقت وبينما الشرقاوي في غيبوبته ينتقل بشكل غرائبي إلى عالم مظلم جدًّا، كان هذا العالم قد تكوَّن بعد سقوط نيزك على كوكب الأرض سبّبَ بحجب أشعة الشمس عنها إلى الأبد، وهذا بدوره أدّى إلى اختفاء جميع مصادر الطاقة، وبدأ العالم كله بالتعفن بسبب غرق العالم في الظلام الشديد.[١١]
في ذلك العالم المظلم تظهر شخصية ديكتاتورية تدعى القومندان، يقوم القومندان بفرض عقيدة الظلام على اعتباره مذهبًا جديدًا للبشر عليهم أن يؤمنوا به ويكفروا بغيره، ووفق هذه العقيدة فإنَّ كل من يتم رؤيته يقوم بإنتاج النور مهما كان فإنه يعدم مباشرةً دون محاكمة حتى لو حاول إشعال نار خفيفة، وفي هذا الجو المشحون بالجهل والخرافات والضعف، يظهر الشرقاوي على أنه المخلص والمنقذ وهكذا ينظر الناس إليه رغم تعجبه واندهاشه من هذا الأمر، فينضمُّ لمجموعة من الشباب الذين يتمردون على عقيدة الظلام ويطلقون على أنفسهم جماعة النورانيين، ويطالبون بجعل النور والضوء حقًّا لجميع البشر، فيتعرض للمطاردة من قبل الشرطة.[١١]
وفي مغامرة غير مدروسة الخطوات وغير محسوبة العواقب، يذهب الشرقاوي مع جماعة النورانيين إلى جبال الهيمالايا بحثًا عن قليل من الضوء علَّهم يستطيعون إعادة سطوع الشمس على الأرض أو أن ينتقلوا من عالم الظلام إلى عالم الضوء الذي يصبح فيه النور للجميع دون استثناء، لكنَّ النهاية تكون غير متوقعة، وبعكس النهايات السعيدة، فبعد طول معاناة وبحث من قِبل الشرقاوي وزملائه ينقلب الشرقاوي كليًّا على أصدقائه النورانيين وينضم إلى أصحاب عقيدة الظلام ويصبح أحد زعمائهم أيضًا بشكل يعكس مرارة الواقع وتناقضاته.[١١]
نقد رواية في ممر الفئران
عن أيّ قصة أخذ أحمد خالد توفيق روايته؟
رواية في ممر الفئران هي رواية ديستوبيا تتحدث عن عالم متخيَّل مليء بالسوداوية، عالجَ الكاتب أحمد خالد توفيق في هذه الرواية مواضيع سلب الحريات والقمع والظلم والتخبُّط والجهل التي تعيشها المجتمعات بشكل أعمق وأكثر تخفيًّا ومواراة[١٢]، فمن خلال عالم الظلام الذي تناوله رمزَ إلى انعدام القدرة على التمييز بين الناس، وقد يرمز الظلام إلى الفقر أو الجهل أو القمع أو الاستبداد وغير ذلك، وقد تنوَّع أسلوب السرد في الرواية، فكان يتحدث بصيغة المتكلم على لسان إحدى الشخصيات وتارة بضمير الغائب وتارةً يتحدث الكاتب بلسانه عن الشخصيات، قلَّل من الحوار ولكنَّه برعَ فيه، ولكن أخذَ البعض على الرواية أنَّ الكاتب أعاد فيها صياغة قصة أرض الظلام التي نشرها في سلسلة ما وراء الطبيعة لتكون رواية طويلة مع بعض التّغييرات فيها.[١٣]
اقتباسات من رواية في ممر الفئران
خاضت الرواية مواضيع اجتماعية مهمّة مشيرةً إلى الفقر والفساد والجهل، وإلى التناقضات التي يعيشها المجتمع، وفيما يأتي أهم الاقتباسات من الرّواية:[١٤]
- كما هُمُ العامّة الجَهلة في كلّ مكان وزمان، يَعشقون العبوديّة ويَهْوون الخضوع، ويقنعون أنفسهم أنَّهم يكرهون ما يكرهه الحاكم ويحبّون ما يحبّه، أيْ أنّك لا تطيع الحاكم، بل تطيع نفسك أولًا، فإذا حاول أحد أن يوقظهم من غيبوبتهم مزّقوه تمزيقًا.
- كان يجد في الأمل الذي لا يستندُ إلى منطق أو قُدرات نوعًا فاحشًا من الإهانة، محاولة مثيرة للشفقة، ثَمّة درجة من النُّبل في القنوط، ثَمّة بطولة في اليأس بالتّأكيد.
- الثورات لا تقوم ضدّ الطغاة، بل تقوم ضدَّ البلهاء أولًا، عندما يصير ثلاثة أرباع الشعب ضدك، وقد آمنوا بأنَّ الطغيان أمر إلهيّ، وأنهم أسعد حالًا تحت سلطة أبوية غاشمة، عندها يصيرون متأهبين لرَجْمِك.
- البشر لا يُقدّرون على توزيع الثروات منذ فجر التاريخ، لذا اكتفوا بأنْ يوزّعوا الفقر.
- تلك الأرواح التي تولد شائخة خامدة لا يَقدِرُ شيء على إيقاظِها، أرواح المحظوظين الذين لن يشقيَهم شقاء العالم، ولن تعذّبهم أحلام لم تتحقّق.
- أحيانًا نسخرُ ممَّن يتوقعون منا الأفضل، ثمَّ نكتشف أنّهم كانوا على حقّ، وأنّنا أفضلُ ممّا تَصوّرْنا.
المراجع
- ↑ "أحمد خالد توفيق"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 19/02/2021م. بتصرّف.
- ↑ "أحمد خالد توفيق"، مؤسسة هنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 19/02/2021م. بتصرّف.
- ↑ "في ممر الفئران"، مكتبة أبجد، اطّلع عليه بتاريخ 19/02/2021م. بتصرّف.
- ↑ أحمد خالد توفيق، في ممر الفئران، صفحة 13-18. بتصرّف.
- ↑ أحمد خالد توفيق، في ممر الفئران، صفحة 21-22. بتصرّف.
- ↑ أحمد خالد توفيق، في ممر الفئران، صفحة 28. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد خالد توفيق، في ممر الفئران، صفحة 23. بتصرّف.
- ↑ أحمد خالد توفيق، في ممر الفئران، صفحة 23-24. بتصرّف.
- ↑ أحمد خالد توفيق، في ممر الفئران، صفحة 29-33. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد خالد توفيق، في ممر الفئران، صفحة 37-39. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "في ممر الفئران: هل حقًا جف نهر العَرّاب؟"، إضاءات، اطّلع عليه بتاريخ 19/02/2021م. بتصرّف.
- ↑ "في ممر الفئران"، غود ريدز، اطّلع عليه بتاريخ 19/02/2021م. بتصرّف.
- ↑ "في ممر الفئران"، أبجد، اطّلع عليه بتاريخ 19/02/2021م. بتصرّف.
- ↑ "في ممر الفئران"، مكتبة أبجد، اطّلع عليه بتاريخ 19/02/2021م. بتصرّف.