محتويات
تعريف حول رواية قصة حب مجوسية
من هو مؤلّف رواية قصة حب مجوسية، وما هي ظروف تأليفها؟
رواية قصة حب مجوسية من روايات الأدب العربي التي لاقت رواجًا كبيرًا بين القرّاء، وقد كتبها الروائي السوري الجنسية عبد الرحمن منيف، وقد صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، وصدر منها عدة طبعات وكانت طبعتها الخامسة في عام 1990م، ووصل عدد صفحات الرواية إلى 129 صفحة، عكس فيها عبد الرحمن منيف صورًا من الحياة الاجتماعية، ومن عنوانها يتّضح الظروف التي مر بها الكاتب حتى استطاع تأليف الرواية، فلا بد من قصة حب غريبة ومحيرة دفعته إلى التعبير عن مشاعره بهذه الرواية، ومما يجدر ذكره أن الرواية على أنّها موضع بحث لكثير من القراء لكن لم يرد أنها حصلت على جوائز أدبية عربية أو عالمية، ولم تنل نصيبها من الترجمات حتى الآن.[١]
لعل ما ميز هذه الرواية وجعلها مرغوبة عند كثير من قراء الروايات وقصص الحب أنها غارقة في الوصف التفصيلي، إضافة إلى ما فيها من اللفظ اللطيف الرقيق، والكلمات العذبة التي تستهوي هواة هذا النمط من النصوص الأدبية، وهذا ما يتسم به الروائي عبد الرحمن منيف.[١]
شخصيات رواية قصة حب مجوسية
ما هي الشخصيات التي بُنيَ عليها السرد الروائي في قصة حب مجوسية؟
تركزت أحداث رواية قصة حب مجوسية على شخصيات معينة، فلم يكن فيها تعدد للشخصيات، وشخصياتها هي:[٢]
- البطل العاشق: لم يكن لهذه الشخصية اسم أو وصف، ولعل ذلك لأن الرواية تركز على عشقه للمرأة المتزوجة التي التقاها صدفة في الفندق، ووقع في حبها وبدأ يهيم باحثًا عنها وعن تفاصيلها.
- ليليان: السيدة المتزوجة التي التقاها البطل العاشق وأُغرم بها وأحبّها، وبسبب هذا الحب تتوالى أحداث الرواية التي تتمركز حول ليليان وحب البطل لها.
- زوج ليليان: لم يُذكر له اسم، وذلك ليبيّن الكاتب أنّ تركيز البطل كان على ليليان وحدها، ولم يرد له وصفًا إلا أنه سمين وأنه زوج ليليان.
- طفلين: ورد ذكرهما في الرواية على أنها أولاد ليليان التي أحبها البطل، كما أنه لم يُذكر اسمهمها في الرواية للسبب نفسه الذي لم يُذكر من أجله اسم الزوج.
مما يجدر ذكره أن الرواية وردت فيها أسماء بعض الفتيات اللواتي تذكرهن البطل العاشق وأخذ يقارن بينهنّ وبين ليليان، مثل باولا وميرا ودارميلا، إلا أنه لم يكن لهنّ دور في سرد أحداث الرواية أو تغيير مجرى الأحداث، فقط ورد ذكرهن مرورًا سريعًا، وفي هذا دلالة إلى انشغال عقل العاشق وقلبه بليليان ولذلك لم يُعِر لهذه الذكريات انتباهًا.
مضمون رواية قصة حب مجوسية
ما هو ملخّص رواية قصة حب مجوسية؟
يبدأ الكاتب في الرواية من لحظة التأزم، اللحظة التي وقع فيها في غرام ليليان، ويبيّن كيف بدأ العشق والغرام يملأ قلبه تجاهها، ومع أنه كان قد علق بحب ثلاث فتيات أخريات، إلا أن سحر ليليان جعله ينسى كل ما مر به في حياته وكل ما رآه وكل تجاربه السابقة، ومن ثم تبدأ رحلة بحثه عن كل ما يخص ليليان، يبحث عن معلومات عنها في كل مكان يتوقع أن يراها به، لكن دون جدوى.[٣]
من ناحية أخرى تبدأ علاقاته السابقة مع الفتيات الثلاثة بالفشل واحدة تلو الأخرى، ويستمر في البحث عن ليليان مع أنها متزوجة ولديها طفلان، إلا أن الحب العذري في قلبه لها لم يجعله يرى هذا الواقع، واكتفى بما يشعره تجاهها من حب، ولم يفقد الأمل باللقاء بها حتى آخر حرف في روايته، وسبب تسمية الرواية بهذا الاسم، هو أن عشق البطل لليليان كعبادة المجوس للنار تحرقهم ويعبدونها، وهو يحب ليليان مع كل المعاناة وعذاب الحب الذي يلاقيه جراء هذا العشق المجنون.[٣]
تكاد لا تخلو رواية قصة حب مجوسية لعبد الرحمن منيف من حالات السخط والغضب على كل شيء في الكون، على الأقدار والحظوظ التي تحول دون وصوله للمحبوبة، وعلى زوج ليليان الذي نعته بالسمين، وما هذا إلا انعكاس لما في قلبه من كره له وغيرة على محبوبته منه، وهو حب من طرف واحد، وقد اعتمد في كل ذلك على السرد بلغة مُحكمة.[٣]
تقييم رواية قصة حب مجوسية
ما هي القراءات النقدية لرواية قصة حب مجوسية؟
إنّ رواية قصة حب مجوسية من الأعمال الأدبية التي اختلفت فيها الآراء، وتعددت وجهات النظر بين معجب بلُغتها وتسلسل أفكارها، وبين رافض لأسلوبها وطريقة عرضها، أو معترض على طريقة عرض قصص الحب وتعدُّد العشيقات، إلى أن يصل إلى حب ليليان والهيام بها راميًا كل ما سبق وراء ظهره، ومع كل هذه الاختلافات لا يمكن تجاهل إعجاب القرّاء إعجابًا كبيرًا بهذا العمل الروائي.[٤]
حتى أنّ بعض القراء قد استطاع أن يتخيل شخصية البطل العاشق وقد أنهكه الحب، وقضى على رونقه وشبابه، فصار كهلًا منحني الظهر، حيًّا من غير قلب، والبعض شعر بألم الانتظار الذي عاناه البطل في المحطة وهو ينتظر أن يرى ولو طيفًا للمحبوبة، وهذا يدل على إبداع الكاتب وعظيم جهده؛ إذ إنه نقل المتلقي من الواقع إلى عالم الرواية، وجعله متماهيًا كل التماهي مع الشخصيات.[٤]
مع التعارض إلى حد ما بين مضمون الرواية وبين مبادئ وقيم المجتمعات التي طُرحت فيها الرواية، إلا أن الإبداع اللغوي عند كاتب الرواية استمال الكثير من القرّاء، وجعلهم يتعلقون بالرواية وأحداثها لما في عمله من وصف وإبداع لغوي يخلب الألباب، ويأسر العقول، ويجعل القارئ يتعاطف لا شعوريًا مع البطل، فهو من اللحظة الأولى من الرواية متمرد على كل شيء يحيط به.[٥]
اقتباسات من رواية قصة حب مجوسية
لم تكن رواية قصة حب مجوسية شبيهة ببقية روايات عبد الرحمن منيف من حيث المضمون والفكرة والسرد أيضًا، فهي من أعماله الأولى التي بدأ بها شقَّ طريقه الأدبي الوَعِر الذي وصل في نهايته إلى ضوء الأدب الأعلى وأمسى به منارة تضيء درب الأدب للسائرين عليه من بعده. من اقتباسات الرواية:[٦]
- " اللغةُ ذليلةٌ متخاذلةٌ، وتشبُهُ عنقودًا من العنبِ المجرود".
- "أيَّتُها المدينة أنتِ تلدينَ البشرَ ثم تقتلينَهُم، تخلقينَ الحبَّ حتَّى إذا تكوَّن و كبرَ وأصبحَ جحيمًا تخنقينَهُ، تمزِّقينه دون رحمةٍ، أنتِ أيَّتها المدينة، تعزفين الموسيقا، تطبعينَ الكُتب، حتَّى إذا تشبَّع الإنسانُ بحضارتكِ وأراد أن يفعلَ مثلما تقولُ الكتب أو مثلما يرى على الشَّاشة سخرتِ، هزأتِ بهذهِ المخلوقاتِ الَّتِي تشتهي أن تردِّدَ وراءَكِ بعض الأمور التي علمَتْها".
- "أيُّها الآباءُ المقدَّسون: تعالوا و اسمعوا اعترافاتِ رجلٍ حزينٍ، الأرضُ مليئةٌ بالرِّجال الحزانى، وحتَّى الآن لم تسمعوا سِوى اعترافاتِ المخطئينَ، أمَّا الذين يموتونَ كلَّ لحظةٍ فأنتم لا تعرفونَهم وحتَّى الذي في السَّماء يستند على يدٍ ويعبثُ باليدِ الأُخرى لا يعرف الآلامَ الَّتي يعاني منها الحزانى، وإذا كان يعرفُ فلماذا خلقَ هذا المقدار كلَّه من الحزن؟".
- "أيُّها الغريبُ الذي لا مأوى له، مأواكَ عَيناي".
المراجع
- ^ أ ب عبد الرحمن منيف، قصة حب مجوسية، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن منيف، قصة حب مجوسية، صفحة 1-129. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "قصة حب مجوسية"، القارئ الجيد، اطّلع عليه بتاريخ 20/02/2021م. بتصرّف.
- ^ أ ب "قصة حب مجوسية"، أبجد، اطّلع عليه بتاريخ 20/02/2021م. بتصرّف.
- ↑ " قصة حب مجوسية"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 20/02/2021م. بتصرّف.
- ↑ "قصة حب مجوسية"، مكتبة أبجد، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019م. بتصرّف.