محتويات
الأدب التركي
الأدب التركي هو جميع الأعمال الأدبيّة التي تمَّت كتابتها باستخدام اللغة التركية الحديثة، فقد كانت اللغة التركية لفترة طويلة من الزمن تكتب بالأبجدية العربية نتيجة تأثر الأتراك بالإسلام، لذلك أولى الأتراك اهتمامًا كبيرًا بالأعمال التي كُتبت في عصر الدولة العثمانية بالأبجدية العربية تحديدًا، وتأثر الأدب التركي أيضًا بالأدب الفارسي في تلك المرحلة، لكن بعد قيام تركيا الحديثة تغيَّرت الأبجدية وبدأت الكتابة بالأبجدية اللاتينية، ومن أهم الكتاب الأتراك في العصر الحديث: يشار كمال، عزيز نيسين، نديم غورسيل، إليف شافاق صاحبة رواية لقيطة إسطنبول التي سيدور حولها الحديث في هذا المقال.[١]
إليف شافاق
إليف شافاق روائية تركية من أشهر الروائيين الأتراك في العصر الحديث، ولدَت إليف شافاق في مدينة ستراسبورغ في فرنسا عام 1971م، وقضت حياتها الأولى في فترة المراهقة في مدريد لتعود بعد ذلك إلى بلدها الأصلي تركيا، حصلت على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية، خلال حياتها تنقلت بين عدد من الدول والمدن مثل تركيا والأردن وألمانيا وإريزونا وميتشيغن وغيرها، لكنها كانت شديدة التعلق بإسطنبول، ظهرت في كتاباتها آثار ثقافات متعددة نتيجة لتنقلها، حازت على كثير من الجوائز الأدبية العالمية، كتبت مؤلفاتها التي ترجمت إلى أكثر من 25 لغة حول العالم باللغة الإنجليزية إلى جانب اللغة التركية، فلها عدد من الروايات والقصص التي لاقت انتشارًا واسعًا، وتعدُّ أكثر كاتب يقرأ له في تركيا، ومن أهم مؤلفاتها رواية قواعد العشق الأربعون التي منحتها شهرة كبيرة بعد كتابَتها بالإضافة إلى رواية حليب أسود، لقيطة إسطنبول، مدينة المرايا، رقاقة، إسكندر وغيرها.[٢]
رواية لقيطة إسطنبول
من أشهر روايات الكاتبة التركية إليف شافاق، وهي ثاني رواية تصدر عن الكاتبة باللغة الإنجليزية، صدرَت رواية لقيطة إسطنبول في عام 2006م، لتصبحَ أكثر الروايات مبيعًا في تركيا في تلك الفترة[٣]، وقد تمَّ ترشيح الرواية لنيل العديد من الجوائز، تعرَّضت إليف شافاق بسبب الرواية للعديد من الانتقادات وتمَّت ملاحقتها قضائيًّا في تركيا، لأنَّها تعرضت في الرواية لعدة قضايا شائكة منها قضية الأرمن والمذابح التي تعرضوا لها قبل وأثناء الحرب العالمية الأولى، لكنَّ تلك القضية والملاحقة القانونية أسقطَت فيما بعد، ورصدت شافاق أيضًا العلاقة الشائكة التي كانت دائرة بين الأتراك والأرمن، من خلال أحداث مشوقة تدور حول عائلتين إحداهما تركية تقيم في إسطنبول والأخرى أرمينة تقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، وتربط بينها صلة قرابة تعود لأجيال بعيدة.[٤]
تلخيص رواية لقيطة إسطنبول
تتناول رواية لقيطة إسطنبول العلاقات الشائكة التي كانت تربط بين الأرمن والأتراك من خلال حياة عائلتين كبيرتين أولاهما عائلة تركية تقيم في إسطنبول، وثانيهما عائلة أرمينة تقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، بداية من قصة الشاب مصطفى الذي يصبح مسؤولًا عن أخواته الأربع بعد وفاة والده، لكنه يعتقد أن تلك الوصاية تتجلى بفرض الأوامر والتحكم بأخواته البنات، وهذا ما ترفضه أخته الصغيرة زليخة، ومن قصة إحدى شخصيات الرواية شوشان وهي فتاة أرمينة هاجرت مع أسرتها من تركيا هروبًا من المجازر التي كان الأرمن يتعرضون لها في تلك الفترة، لتستقر مع الأسرة في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلال سرد الأحداث على لسان الحفيدة أرمانوش، التي تعود إلى بلدها الأم إسطنبول باحثةً عن أصولها وجذورها هناك، وبمساعدة آسيا اللقيطة وهي ابنة زليخة التي كانت تملك صالونًا للوشم، تكتشف أرمانوش الكثير من الأسرار الكبيرة عن تاريخ العائلة وعن تاريخ تركيا الحديث، وكل ذلك من خلال قصص نساء أسرة قزانجي التي كانت تسكن في منزل كبير بأحداث مشوقة وتفاصيل مهمة، فالرواية قاسية بأحداثها لكنَّها رفيعة المستوى كرِّست شافاق كنجمة روائية عالمية.[٤]
اقتباسات من رواية لقيطة إسطنبول
لا بدَّ بعد المرور على قصة الرواية أن يلامس القارئ أسلوب إليف شافاق الأدبي من خلال بعض العبارات والجمل التي وردت فيها، فالقصة تحمل رسالة إنسانية سامية مشيرة إلى الإبادة التي تعرض لها الأرمن في بداية القرن العشرين، وفيما يأتي سيتمُّ إدراج بعض الاقتباسات من الرواية:[٥]
- هناك أشياء سيئة جدًا في هذا العالم، لا يعرف عنها شيئًا ذوو القلوب الطيبة.
- يولد الإنسان حرًّا لكنه مقيد بالسلاسل في كل مكان، ولكن الفرق يتمثل في أن المتوحش يعيش داخل نفسه، فيما يعيش الرجل الاجتماعي خارج نفسه، ولا يستطيع أن يعيش في آراء الآخرين، لذلك يبدو أنه يحصل على الإحساس بوجوده من حكم الآخرين عليه فقط.
- امرأة تتمتع بثقة كبيرة بنفسها، وتؤمن بأنه يمكن حل جميع المشاكل في هذا العالم عن طريق الحوار والعقل.
- كانت تعاني من مشكلة النظر في العين مباشرة، بل كانت تشعر بارتياح أكبر عندما توجه كلامها الى أشياء.
- وكم من مرةٍ تهدَّمت قلوبنا ومضينا في آخر اليوم نبكي بهدوء على وسائدنا، ثمَّ نستيقظ كأن شيئًا لم يكن، كأنَّ شيئًا لم ينكسر، حتى بعد مرور الزمن نُدرك أنَّنا لسنا ما كُنَّا عليه، فاستيقاظنا بعد نوبات البكاء المتكررة قدّ حولنا إلى جمادات.
- إن الماضي حلقة مفرغة، إنه أنشوطة، إنه يمتصنا ويجعلنا نجري مثل جرذ فوق عجلة، ثم نبدأ نكرر أنفسنا مرات ومرات.
- أحيانًا يكون الماء باردًا كالثلج، ولكنّها لم تمانع وتردّد في نفسها: الروح بحاجة إلى أن ترتجف كي تستيقظ، الروح بحاجة إلى أن ترتجف.
- كانت تعرف جيّدًا أنّها بدأت تتجاوز حدودها، ولكنَّها كانت واثقة من أنَّها لا تعرف حدودها إلا بعد أن تكون قد تجاوزتها.
- كان هو هذا الشيء المتعلق بالمطر الذي تشبهه بالحزن، أن تبذل قصاري جهدك كي تبقي بعيدًا سليمًا وجافًا لا يلمسك شيء، وعندما تفشل تبدأ ترى المشكلة لا كقطرات بل كسيل جارف ولذلك تقرر أن تبتل حتى العظام.
المراجع
- ↑ "أدب تركي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "من هي إليف شفق - Elif Şafak؟"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "إليف شافاق"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 07-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "لقيطة إسطنبول"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "لقيطة إسطنبول"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-12-2019. بتصرّف.