جابرييل جارسيا ماركيز
يُعد الروائي الكولومبيّ جابرييل جارسيا ماركيز 6 آذار 1927م - 17 نيسان 2014م، واحدًا من أعظم كتاب القرن العشرين، وقد حاز جابرييل على جائزة نوبل للأدب عام 1982م خاصةً على تحفته الأدبية رواية مائة عام من العزلة، وهو رابع أمريكي لاتيني يحصل على هذا التكريم بعد الشاعرة التشيلية جابرييلا ميسترال عام 1945م، والروائي الغواتيمالي ميغيل أنخل أُستورياس 1967م، والشاعر التشيلي أيضًا بابلو نيرودا 1971م، وإلى جانب الشاعر وكاتب القصص القصيرة خورخي لويس بورخيس يُعد جابرييل جارسيا أشهر كاتب في تاريخ أمريكا اللاتينة، فبالإضافة إلى نهجه الإبداعي في الرواية فقد كان محترفًا بالقصص القصيرة والكتابة في الصحافة، وخلال المقال سيتم التعرف على رواية مائة عام من العزلة والتي تُعد التُّحفة الأدبية لجابرييل.[١]
رواية مائة عام من العزلة
تحكي رواية مائة عام من العزلة الصادرة عام 1967م باللغة الإسبانية والتي تُرجمت إلى 37 لغة، وبِيع منها أكثر من 30 ألف نسخة منذ نشرها للأول مرة قصة الأجيال المتعددة لعائلة بوينديا، التي أسس بطريكها خوسيه أركاديو بوينديا الذي غادر مدينته بعد أن قتل أغيلار مدينة تُدعى ماكوندو، والتي يحلم بها أثناء التخييم على ضفة النهر وهي مدينة المرايا التي تعكس العالم، وهي مدينة خيالية في كولومبيا، وفي رواية مائة عام من العزلة يعتقد خوسيه أركاديو بوينديا أن ماكوندو التي قام بتأسيسها محاطة بالمياه ومنها يخترع العالم وفقًا لتصوراته، وبعد فترة من تأسيسها تصبح ماكوندو مدينة الأحداث العادية والاستثنائية التي تشمل الأجيال من عائلة بوينديا والذين لا يستطيعون أو غير قادرين على الهرب من مصائبهم المتكررة، وتمضي مدينة ماكوندو في رواية مائة عام من العزلة سنوات وهي منعزلة وغير متصلة بالعالم الخارجي باستثناء الزيارة السنوية لمجموعة من الغجر.[٢]
ويَعرض هؤلاء الغجر على سكان المدينة تقنيات مثل المغناطيس والتلسكوب، ويحتفظ زعيم الغجر المدعو ميلكيادس بصداقته الوثيقة مع خوسية أركاديو الذي يصبح أكثر انعزالًا ومهووسًا بدراسة أسرار الكون التي قدمها له الغجر، وبالنهاية تأخذه هذه الدراسات إلى الجنون لتقوم عائلته بربطه بشجرة الكستناء لعدة سنوات حتى وفاته، وفي النهاية تصبح مدينة ماكوندو مكشوفة للعالم الخارجي والحكومة الكولومبية المستقلة حديثًا، ويصل خط سكة الحديد إلى ماكوندو جالبًا معه تكنولوجيا جديدة والعديد من المستوطنين الأجانب، وتقوم شركة فواكه أمريكية بتشييد مزرعة موز خارج المدينة وتبني قريتها المنعزلة عبر النهر، وقد أدى هذا إلى فترة من الرخاء التي تنتهي بالمأساة، وهذه الحادثة تستند على مذبحة الموز عام 1928م، وتنتهي رواية مائة عام من العزلة والتي تُعد واحد من أهم أعمال الأدب الإسباني برياح تدمّر كل آثار وجود ماكوندو.[٢]
مآخذ على الرواية
على الرغم من الإشادات الواسعة والجوائز التي حققتها الرواية وكاتبها والتي أصبحت واحدة من-إن لم تكن- أكثر نصوص أمريكا اللاتينية تأثيرًا في كل الأوقات، إلا أن الرواية وكاتبها قد تلقّيا انتقادات من حين إلى آخر، فمن ناحية الأسلوب فقد أبدى الناقد الأدبي الأمريكي هارولد بلوم رأيه قائلًا: أن انطباعه الأساسي في إعادة قراءة مائة عام من العزلة هو نوع من التعب في معركة جمالية، وأن كل صفحة مليئة بالحياة تفوق قدرة أي قارئ فردي على استيعابها، لا توجد هناك جمل ضائعة ولا مجرد تحولات في هذه الرواية يجب ملاحظة كل شيء أثناء القراءة، بالإضافة إلى ذلك يزعم ديفيد هابرلي المتخصص في الأدب والثقافة البرازيلية والمهتم في أدب القرن التاسع عشر في أمريكا اللاتينية والوالايات المتحدة وإسبانيا أن جابرييل جارسيا قد يكون استعار موضوعات من العديد من الأعمال مثل مقاطعة يوكناباتوفا لوليام فوكنر، ومع ذلك فإن هذا ليس بالضرورة أن يكون نقدًا سلبيًا لأنه ينطوي على مفهوم التعالق النصي.[٣]
المراجع
- ↑ "Gabriel García Márquez", www.britannica.com, Retrieved 08-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "One Hundred Years of Solitude", www.wikiwand.com, Retrieved 08-12-2019. Edited.
- ↑ "One Hundred Years of Solitude", www.wikipedia.org, Retrieved 08-12-2019. Edited.