نبذة عن رواية مسمار جحا

كتابة:
نبذة عن رواية مسمار جحا

علي أحمد باكثير

هو عليّ بن أحمد بن محمد باكثير الكندي، مؤلّف رواية مسمار جحا، مصريّ الجنسية حضرميّ الأصل، وُلد في أندونيسيا، وعندما كان في العاشرة سافر مع والده إلى حضرموت ليتلقّى التعاليم الإسلامية والعربية، درس العربية والشريعة على يد كبار العلماء في حضرموت، ومن أشهر شيوخه: الفقيه "محمد بن هادي السقاف" الذي أشرف على تعليمه العلوم الدينية، علامات النبوغ والاجتهاد ظهرت مبكرًا على علي أحمد باكثير، فقد نظم الشعر العربي وهو في سن الثالثة عشرة، وتولّى إدارة المدرسة التي درس بها "مدرسة النهضة العلمية"، وهو دون العشرين من العمر، كان علي أحمد باكثير مطلعًا على اللغات الأخرى فكان يتقن الفرنسية والإنجليزية والملايوية ما فتحَ له الباب للعمل في الترجمة، أمّا على صعيد التأليف فأعماله متنوعة بين الرواية والمسرحية، ونالت روايته "وإسلاماه" شهرة واسعة ومُثلت في فيلم سينمائي، وكذلك رواية "الثائر الأحمر" حصدت شهرة واسعة، عُرف باكثير بكثرة أسفاره ما زاد من ثقافته وبعد نظره، ونال العديد من الجوائز العربيّة.[١]


وصف رواية مسمار جحا

ذاعَ صيت رواية مسمار جحا ولاقى قَبولًا في الوسط الثقافيّ لارتباطه بالمثل العربي "مسمار جحا"، وبحسب آراء النّقاد حول هذا العمل فإنه ذو أسلوب أدبيّ إبداعيّ جَمَع الفكاهة والنوادر ليُظهر المآسي التي تُصيب الأوطان بسبب الاحتلال والاستعمار، فكان الكاتب ينقل الأحداث مُظهِرًا دهاءَ جحا الذي يمثّل المستعمِر والمحتل، فحاول الكاتب التورية عن ذكر اسم المستعمر والمحتل باسم جحا الذي عُرف عند العرب بدهائه، فوظّف الكاتب التراث لتجسيد الحالة التي تعيشها الشعوب العربية، أمّا المسمار الذي يشكّل الرّكيزة للعمل الأدبيّ الذي قدمه أحمد علي باكثير، فإنّه يرمز للحُجج الواهية التي يروج لها المستعمِر والمحتل لسلب ونهب الشعوب.[٢]

وتمتّع العمل بحبكة فنيّة أضفت عليه الفكاهة والسخرية من جهة، والواقعيّة من جهة أخرى، فنقل الكاتب هذه الأحداث على لسان جحا، ومن هنا كان لهذا العمل الأدبي "مسمار جحا" متعة خاصة لا يعرف نكهتها إلا مَن اكتشفها، فالكاتب لجأ إلى التورية في ذكر الأحداث، ولم يذكرها صراحة، ما جعل القراء يقبلون على هذا العمل الإبداعي لعلي أحمد باكثير، وقد عمد كاتبُها إلى التشويق في الحبكة، فيود القارئ ألا ينتهي الكتابُ للمتعة التي يشعر بها كلّما قلب صفحة من صفحاته.[٣]


ملخص رواية مسمار جحا

العمل الأدبي "مسمار جحا" بطله جحا، وجحا من الشخصيات التي كثُر ذكرها في التراث العربي، وعُرف عن جحا الذكاء والفطنة، وكان يجد لنفسه في المواقف الصعبة مخرجًا لما يملك من حيلة ودهاء، وله الكثير من القصص التي أصبحت أمثالًا عن العرب، منها مسمار جحا، فيُروى أن جحا كان رجلًا فقيرًا ضيق الحال، وكان له دار قد ورثها عن والده، ولشدة ضيق الحال عرض الدار للبيع، وعند بيعه الدار اشترط على مالكها الجديد الذي اشتراها أن يبقي مسمارًا في الحائط، فوافق المالك الجديد على مَضَض، ولكن الحيرة والإعجاب لم يفارقانه من تصرف جحا، ولما جاء اليوم التالي ذهب جحا للدار التي باعها، في البداية رحب المالك الجديد بجحا، لكن مع تكرار تصرف جحا ضاق ذرعًا، وكان جحا يزور البيت بحجة أنه يريد الاطمئنان على مسماره، ويريد النوم تحت ظل مسماره، إلا أن المالك الجديد في النهاية ترك الدار لجحا ورحل عنها، وأصبحت القصة مضرب مثل لمن يستغل غيره بحجة واهية.[٤]

وقد وظّف الكاتب هذه القصة التراثية في عمله الأدبي، مستفيدًا من شخصية جحا لتجسيد الحالة التي يعيشها الشعب العربي من ظلم المستعمرين والمحتلين، فالمستعمرون والمحتلّون دخلوا البلاد العربية بحجج واهية ليأخذوا ما ليس لهم، فالكاتب لم يعبر عن ذلك صراحة بل لجأ إلى قصة جحا والمسمار ونسجها بقالب فكاهي ساخر معبرًا برمزية عن المآسي التي تتعرّض لها الشعوب العربيّة بسبب حجج واهية وبالية مثل الحرية والديموقراطية، وإن لم يصرّح علي أحمد باكثير بذلك، بل وظّف التراث العربي القديم ليعبّر عمّا يصيب الأمة العربية برمزية ساخرة متقنة، فكان لكل من الشخصيات قالب وكاركتر يساعد في رسم الحالة التي أراد علي أحمد باكثير إيصالها، وكان لأقوال الشخصيات الكثير من الدلالات، فأظهر بساطة الشعب العربي، وجهل القاضي والحاكم، والرمزية في التعبير منتشرة في التراث العربي.[٥]


اقتباسات من رواية رواية مسمار جحا

إن هذا العمل الأدبي "رواية مسمار جحا" عمد إلى الرمزية في إيضاح وكَشْف ما يحاول المستعمرون والمحتلّون فعله لخداع الشعوب عمومًا، والعربية خصوصًا وسلب خيراتها، فكان للعبارات التي أوردها الكاتب الكثير من الدلالات التي تتجاوز المعنى الحقيقيّ إلى معنى ضمنيّ يشعر بالمتعة من اكتشفه:[٦]

  • سُئل جحا أيهما أفضل عند الله، الغني الشاكر أم الفقير الصابر؟ فأجاب جحا: الغني الشاكر أفضل، فطُلب منه أن يبرهن على صحة ما قال، فأجاب: لأن الغني الشاكر لا وجود له في هذه الأيام ، أمّا الفقراء الصابرون فهم أكثر من الهم على القلب ولا يحصي عددهم إلا الله.
  • من فطر على إنكار الجميل لا يعدم المعاذير ليجحد بها إحسان من أحسن إليه ، بل ليدعي أنه هو المحسن المتفضّل.
  • الحكمة التي أنضجتها طول التجارب كالخمر التي عتقها تقادم السنين.
  • كل ما يُباع به حق فهو قليل وإن كثر.
  • حقًا إن السلام لثمين، ولكن أثمن منه العدل والحرية.
  • يا ربَّ المسمار، انزع مسمارَك، من دار الأحرار، إذ ليست دارَك.
  •  لعلّك تنقم مني أنّني أعظ الناس في الربا، والله لو استطعت أن أفتيهم بحله إكرامًا لخاطرك لفعلت.
  • يا سيدي ولكن أُمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم.
  • القضاء ينبغي أن يقول كلمته في معزل عن شهوات الحاكمين ونزوات المحكومين.
  • الشعب الضّعيف هو الذي يُغرينا باستعماره.

المراجع

  1. "علي أحمد باكثير"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-10. بتصرّف.
  2. "مسمار جحا"، www.goodreads.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-10. بتصرّف.
  3. "مسمار جحا"، noor-book، اطّلع عليه بتاريخ 27/02/2021. بتصرّف.
  4. "مسمار جحا"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-10. بتصرّف.
  5. "تحميل كتاب مسمار جحا "، foulabook.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-10. بتصرّف.
  6. "مسمار جحا"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-10. بتصرّف.
4839 مشاهدة
للأعلى للسفل
×