نبذة عن صمويل مارينوس زويمر

كتابة:
نبذة عن صمويل مارينوس زويمر

صمويل مارينوس زويمر

يعدُّ صموئيل مارينوس زويمر واحدًا من أشهر الشخصيات في مجال التنصير في القرن العشرين، وعلى الرغم من أنَّه مستشرق بارز إلا أنَّه اشتُهر بكونِه منصرًا أكثر من كونه باحثًا في قضايا الاستشراق، كان زويمر يتحدَّث اللغة العربية بالإضافة إلى عدة لغات أخرى وضليعًا في الإسلاميات ويعملُ منصِّرًا بشكل مقنَّع، كان والده يخدم في الجيش الهولندي وبعد أن أنهى الخدمة انتقل إلى العملَ في مجال التعليم ثمَّ في مصلحة الضرائب، بعد ذلك رحلَ إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت عائلته بشكل عام تتميَّز باهتمامها بالعلم، وكان ترتيبه الثالث عشر في أسرة تتألف من خمسة عشر فردًا، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول مولد ونشأة صمويل مارينوس زويمر ونشاطه التبشيري وأعماله وبعض أهم أقواله.[١]

مولد ونشأة صمويل مارينوس زويمر

ولدَ المبشِّر والتنصيري صمويل مارينوس زويمر في الثاني عشر من إبريل عام 1867م في بلدة زيلاند تشارتر أو ميشغان في الولايات المتحدة الأمريكية، يعدُّ باحثًا ورحالةً ومستشرقًا شهيرًا،[٢] نشأ زويمر في الولايات المتحدة الأمريكية وتخرَّج من كلية هوب في ميشغان وكان عمره عشرون عامًا فقط، كان يتحدَّث اللغة الهولندية واللغة الإنجليزية إضافةً إلى اللغة العربية التي أتقنها لاحقًا، كان شغوفًا بالقراءة، بعد ذلك التحق بالمعهد العالي في مدينة نيوبرونسوك أو نيوجيرسي، ثمَّ تلقَّى دروسًا في الوعظ والتعليم، والتحق بصفوف الطلبة المتطوعين ثمَّ التحق بالجمعية الإنجيلية الأمريكية في مدينة نيويورك،[١] حيثُ كان قد حصل في عام 1890م على شهادة الماجستير من المدرسة اللاهوتية في نيوجيرسي، ونال درجة الدكتوراه عام 1904م من كلية هوب، ونال درجة الحقوق عام 1918م من كلية مسكنكم، وحصل على الدكتوراه عام 1919م من جامعة روتجرز، وكان قد بدأ بالتبشير منذ أن تمَّ تعيينه في الكنيسة البروتستانتية في آيوا عام 1890م، تنقَّل في كثير من بلدان العالم وخصوصًا بلدان العالم الإسلامي، وكان قد انتُخِب زميلًا في جمعية لندن الجغرافية الملكية في إنجلترا، توفي في مدينة نيويورك في عام 1952م عن عمر يناهز 84 عامًا.[٢]

نشاط صمويل التبشيري

بدأت الإرسالية الأمريكية التنصيرية الشهيرة باسم الإرسالية العربية بإرسال البعثات التنصيرية إلى العالم الإسلامي منذ عام 1830م في تركيا ثمَّ في مصر منذ عام 1854م، وفي عام 1891م انتدبت الإرسالية صمويل مارينوس زويمر من أجل إنشاء مركز تنصيري في مدينة البصرة في العراق، وبعدها بعامين في عام 1893م افتتحَ زويمر مركزًا لها في البحرين،[٣] ومنذ ذلك الحين اتَّخذ زويمر البحرين محطةً له في التبشير، لذلك ارتبط اسمه بتاريخ البحرين كثيرًا لما تركه من آثار وشواهد ماتزال قائمة إلى هذا الوقت، من أهمها مشفى الإرسالية والذي كان يطلق عليه آنذاك مشفى ميسون التذكاري، ولا بدَّ في كلِّ حديث عن التبشير في منطقة الخليج العربي أن يُذكر اسم ذلك المبشِّر لما له من نشاط كبير قام به في نهاية القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، حيثُ يعدُّ الأب الروحي لجميع حركات التبشير في العالم الإسلامي ولذلك أطلِق عليه لقب الرسول إلى الإسلام وأمير المبشرين،[٤] وقد كان زويمر في كتابه الذي يتناول سيرة رامون ليول قد قسَّم نشاط ليول التبشري إلى ثلاثة أقسام رئيسة، ويمكن أن تستخدم نفس الأقسام في دراسة نشاط زويمر التبشيري، وتلك الفئات هي: التبشير والكتابة والتوظيف،[٢] وسيتمُّ فيما يأتي الحديث عن كل منها على حدة وبالتفصيل:

التبشير

بعدَ أن تمَّ تعيين صمويل مارينوس زويمر في الكنيسة البروتستانتية في آيوا عام 1890م، كان قد بدأ بمباشرة عملية التبشير في كلٍّ من البصرة والبحرين كما سبق، وقد لامس في أول رحلة له إلى منطقة جزيرة العرب منعطفًا هامًّا في حياته، وقرَّر مباشرةً الاستمرار بالعمل في المحتمعات الإسلامية، وقد اعتمدَت طريقته الأساسية في التبشير بدايةً على توزيع الكتب وبناء الحوارات الشخصية، وكان يتَّبع في حواراته أسلوب الأشخاص الحانقين الذين يهدفون لتقديم محبة المسيح بادئ الأمر، ومعظم الروايات تشير إلى شخصية زويمر القوية وقدرته على توجيه الخطابات من خلال تفاعل الناس بشكل عفوي معه، وقد توسَّع نشاطه لاحقًا في مناطق كثيرة من الخليج العربي حيثُ كان عضوًا في البعثة إلى الجزيرة العربية من عام 1890م وحتى عام 1913م، ثمَّ توجَّه إلى مصر ليباشر نشاطاته هناك من عام 1913م وحتى عام 1929م، كما سافرَ إلى مناطق مختلفة في آسيا الصغرى.[٥]

وقد اشتُهر بكثرة رحلاته التبشيرية وسفره في أنحاء العالم العربي والإسلامي، حيث سافر بالإضافة إلى البصرة والبحرين إلى القاهرة وبيروت وصنعاء والمكلا ومسقط والإحساء والهفوف وبغداد وبور سعيد والخرطوم وأسيوط وينبع وجدة والجزائر وتلمسان وقسنطينة وتونس ووجدة وسوسة والقيروان وفاس والمراكش والدار البيضاء وطنجة وغيرها، كما سافر إلى بلدان إسلامية أخرى خارج الوطن العربي مثل: القسطنطينية وجزيرة جاوة وسومطرة في إندونيسيا وتبريز وأصفهان وطهران وحمدان في إيران، وسافرَ أيضًا إلى بلدان كثيرة حول العالم منها: هولندا وبريطانيا والسويد وألمانيا والهند وجنوب أفريقيا والصين وغيرها من الدول.[١]

الكتابة

في المرحلة الثانية من عملية التبشير لدى صمويل زويمر انتقل من توزيع الكتب وإجراء الحوارات إلى الكتابة في التبشير، وكانت من المراحل الهامة من مراحله لما تركه من آثار ومؤلفات كثيرة تمثِّل أبحاثًا قيِّمة في الاستشراق ودراسات المواد الإسلامية من قبل علماء الغرب، وقد تراوحت كتاباته بين أسلوب الشدَّة واللين، فتارةً يقسو وتارة يحنو بأسلوب أقرب للإغراء، حيثُ دعا إلى تطبيق مبدأ إعطاء الزكاة للمؤلفة قلوبهم على زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، إذ كان يعتقد أنَّ إعطاء المال وتقديم الإحسان المادي أحد الأساليب المؤثرة في التبشير وتحول البشر إلى الدين المسيحي، ولذلك فإنَّ الخطط والبرامج التبشيرية والاستعمارية التي وضعها زويمر كان لها أثر كبير وما يزال العمل بها قائمًا حتى هذا العصر، ويتَّضح ذلك من خلال المناهج التعليمية والتربوية والثقافية في مختلف بلدان العالم الإسلامي.[٦]

التوظيف

كان زويمر من رؤوس التبشير في العالم وقد ألَّف كثير من الكتب الإسلامية وأنشأ مجلة العالم الإسلامي في عام 1911م، وكان له دور كبير في العالم العربي، وقد ترأس وأدار العديد من المؤتمرات والخطط التبشيرية من الولايات المتحدة غربًا إلى الهند شرقًا، وقد كان له فريق من المنصرين يعملون معه، حيثُ خرج من مرحلة توزيع الكتب إلى كتابة المؤلفات الإسلامية والتنصيرية إلى توظيف عملية التبشير وتطبيق تلك الخطط والنظريات على أرض الواقع، وقد نجح زويمر بطريقة أو بأخرى بتسريب أفكاره وخططه إلى المجتمعات الإسلامية حتَّى أصبحت روحًا وفكرًا يتمُّ اعتناقه، وأصبحت أثرًا ملموسًا يمكن أن يشعر بوجوده الجميع دون جهد، وقد تكون تلك الأفكار والخطط قد تمَّ تطبيقها في الأمة الإسلامية بنسبة لا بأس فيها وقد تكون مهلكة، حيثُ استطاع أن يسرِّب خططه من خلال التقنُّع والتخفي والمراوغة، لذلك يرى بعض الباحثين أنَّ العالم الإسلامي ما زال يعيش الآثار المسمومة التي دسَّها زويمر قبل أكثر من قرن من الزمن، بأساليب الخداع وخصوصًا أنَّ البعض يعتقد أنَّه كان يهوديًّا تخفى بعباءة مسيحية، ومرَّر الأفكار والمؤامرات الصهيونية، وذلك من أجل تجهيز المناخ لبعثرة المسلمين وإبعادهم عن دينهم،[٧] ويرى البعض أنَّ زويمر بدوره ونشاطاته الميدانية مهَّد ونظَّر لحركات الاستعمار في الشرق.[٦]

وتعدُّ البعثات والإرساليات التي قامت بها الإرسالية الأمريكية التنصيرية أخطر الحركات التنصيرية التي شهدها العالم الإسلامي على الإطلاق، وخصوصًا في منطقة شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، ويعدُ صمويل مارينوس زويمر أحد أهم روَّاد هذه الحركة وقد كان يلقَّب أيضًا زعيم منصري المسلمين، وكان يبذلُ في سبيل تنصير المسلمين في مختلف بقاع الأرض كل غالٍ ونفيس، ويمتهن مختلف الوسائل الممكنة والكفيلة بتحقيق تلك المهمة، ومن أهم الأعمال التي قام بها من أجل حركته التنصيرية تعلُّم اللغة العربية، ثمَّ بناء المستشفيات للمسلمين لكسب ودِّهم وجرِّهم من خلال الأعمال الخيرية، كما قام بتقديم خدمات إنسانية كثيرة للمحتاجين من المسلمين والاهتمام بهم، وكان القائمون على تلك الأعمال يجمعون بين القيام بالأعمال الإنسانية جهرًا والدعوة إلى المسيحية والقيام بمختلف الأعمال التنصيرية سرًّا، من خلال نشر نسخ مترجمة من الإنجيل بين الناس الذين يستفيدون من الخدمات الإنسانية التي يقدمونها لهم بالإضافة إلى غيرها من الكتب التنصيرية والمطبوعات الأخرى، وقد نتج عن جهود زويمر تشكل كتل تنصيرية تابعت نشاطها في تنصير المسلمين.[٨]

أعمال صمويل مارينوس زويمر

وكان زويمر قد أطلق دورية علمية فصلية بعنوان "إلى جانب تحرير العالم الإسلامي" من عام 1911م وحتى عام 1947م تقع في 37 مجلدًا، كما ألَّف زويمر عددًا كبيرًا من الكتب المختلفة من أهمها:[٢]

  • العربية السعودية مهد الإسلام، في عام 1900م.
  • أرض رأسًا على عقب، في عام 1902م.
  • رامون لول، في عام 1902م.
  • عقيدة المسلمين في الإله، في عام 1906م.
  • العالم المحمدي اليوم، في عام 1906م.
  • الإسلام تحديات الإيمان: دراسات في الدين المحمدي والاحتياجات والفرص في العالم المحمدي، في عام 1907.
  • أخواتنا المسلمات: صرخة الحاجة من الأراضي المظلمة فسرت من قبل أولئك الذين سمعوا، في عام 1907م.
  • العالم المسلم، في عام 1908م.
  • مسيح المسلم، في عام 1911م.
  • الطفولة في العالم الإسلامي، في عام 1915م.
  • محمد أو المسيح؟ في عام 1916م.
  • وقال الباحث المسلم بعد الله يظهر الإسلام في أفضل حالاته في حياة وتعليم الغزالي، في عام 1920م.
  • تأثير الروحانية على الإسلام : سرد الخرافات الشعبية، في عام 1920م.
  • قانون الردة في الإسلام، في عام 1924م.
  • المرأة المسلمة، في عام 1926م.
  • مجد الصليب، في عام 1928م.
  • في جميع أنحاء العالم الإسلامي، في عام 1929م.
  • تفكير البعثات مع المسيح، في عام 1934م.
  • فن الاستماع إلى الله، في عام 1940م.
  • فوق الصليب والهلال الأحمر، في عام 1941م.
  • الإسلام في مدغشقر، في عام 1941م.
  • في كل العالم، في عام 1943م.
  • بشارة اليوم: الرسالة ليست طريقة، في عام 1944م.
  • ورثة الأنبياء، في عام 1946م.
  • مجد القبر الخالي، في عام 1947م.
  • مدى ثراء الحصاد، في عام 1948م.
  • أبناء آدم: دراسات العهد القديم من الشخصيات في ظل العهد الجديد، في1951م.

أقوال صمويل مارينوس زويمر

في نهاية المطاف لا بدَّ من الوقوف على بعض أقوال صموئيل زويمر لملامسة أعماله المختلفة وأسلوبه الذي اتَّبعه في التنصير، والتعرُّف على بعض آرائه مكتوبةً بكلماته وأسلوبه، وفيما يأتي سيتمُّ إدراج بعض أهم أقوال صموئيل مارينوس زويمر:

  • يجب أن نعمل حتى يصبح المسلمون غير مسلمين، إنَّ عملية الهدم أسهل من البناء في كل شيء إلا في موضوعنا هذا، لأنَّ الهدم للإسلام في نفس المسلم معناه هدم الدين على العموم.[٦]
  • الذي نحاوله من نقل المسلمين من دينهم هو باللعب أشبه منه بالجد.[٦]
  •  ولكن مهمة التبشير الذي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية فإن في هذا هداية لهم وتكريمًا، وإنَّما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام، ليصبح مخلوقًا لا صلة له بالله.[٦]
  •  إنَّ الانقسام السياسي الحاضر في العالم الإسلامي دليل بالغ على عمل يد الله في التاريخ.[٦]
  • إنَّ محمدًا كان ولا شك من أعظم القادة المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضًا بأنه كان مصلحًا قديرًا وبليغًا فصيحًا وجريئًا مغوارًا، ومفكرًا عظيمًا، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء.[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "ملخص بحث صمويل زويمر : حياته ورحلاته "، units.imamu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-09. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "صمويل مارينوس زويمر"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-09. بتصرّف.
  3. ناصر بن إبراهيم بن عبد الله آل تويم، صمويل زويمر: حياته وجهوده التنصيرية، صفحة 15. بتصرّف.
  4. "صموئيل زويمر"، www.goodreads.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-09. بتصرّف.
  5. "صمويل مارينوس زويمر"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-09. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح "صمويل مارينوس زويمر"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-09. بتصرّف.
  7. "كيف دخل اليهود من بوابة الاستشراق ؟"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-09. بتصرّف.
  8. "صمويل زويمر حياته التنصرية"، jarirreader.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-10. بتصرّف.
  9. "زويمر"، ar.wikiquote.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-09. بتصرّف.
3568 مشاهدة
للأعلى للسفل
×