محتويات
عباس حسن
عبّاس حسن من أشهر النحاة المصريّين وأجدرهم، وُلد عام 1901م في منوف، وهي مدينة مصريّة تقع بمحافظة المنوفية شمال مصر [١]، وتوفّي عام 1979م، عمل أستاذًا للّغةِ العربيّةِ في جامعة القاهرة بكلية دار العلوم، وكان عُضوًا مهمًّا في مُجمّعِ اللغة العربيّةِ بالقاهرة سابقًا، اشتهر عباس حسن بكتابه الشهير النحو الوافي، الذي ضمّهُ في أربعةِ أجزاءٍ، ووُصف كتابه بأنّهُ من أفضل الكتب التي أُلّفت في النحو، ومن أبرز ما يجدر ذكره في هذا السياق، أنّ عباس حسن أقدم على حفظ القرآن الكريم في كُتّاب قريته التي يسكن بها، والتحق فيما بعد بالأزهر الشريف، فأتمّ فيه المرحلة الابتدائية والثانوية، ثُمّ التحق بدار العلوم وتخرّج فيها وكان ذلك عام 1925م[٢]، حيث كان من أوائل دُفعته، ثُمّ عمل في التدريس لمدة عشرين عامًا وشارك في هذه الفترة في تأليف الكتب المدرسيّة، وفي عام 1944م ترقّى حتى عُيِّن رئيسًا لقسم النحو والصرف في الكلية، وفي هذا المقال سيتم التعرُّف على العلّامة عباس حسن.[٣]
حياة عباس حسن
توفّرت أخبار قليلة عن حياة عبّاس حسن، إلّا أنّ بعض الدّراسات تحدّثت بصورةٍ موجزة عن بعض الجوانب في حياته، ومن هذه الدراسات ما تذكر أنّه ولد مدينة منوف في محافظة المنوفية في مصر عام 1900م، ومن هنا بدأت طفولته في كنف والده الذي عمل في التّجارة، ثُمّ بدا له أن يرحل إلى مدينة القاهرة ليمارس فيها أنشطته التجارية، وممّا لا شكّ فيه أنّ رحيل الوالد عن الأسرة حين كان عباس في سنيّه الأولى غيّر في حياة الأسرة كثيرًا، وطال هذا التغيُّر في عبّاس حسن، إذ رحل إلى قرية سروهيت التي كانت من أعمال مركز منوف ومنشأ لأسرته ومقرّها الأوّل، وكفله خاله هناك ونشأ وشبّ في كنفه وتحت عينه، ولا شكّ أن لهذه البيئة الجديدة كبير الأثر في تكوين شخصية عبّاس حسن، من حيث تأثّره برعاية خاله له وليس والده في هذه المرحلة من عمره، ولما كبُر واشتدّ عوده وبدت مخايله، أرسله خاله إلى الكتّاب في القرية التي يقطنون بها؛ ليتعلّم مبادئ القراءة والكتابة ويحفظ ما يتيسّر لهُ من القرآن الكريم، وبقي فيها حتى بلغ من ذلك أربه أرسل به خاله إلى الأزهر الشريف، فدرس فيه المقرّرات من علوم الدّين واللّغة، وشكّلت هذه المرحلة أهمّ المحطّات في حياته التي يُمكن أن تحمل في طياتها الأسس والقواعد الأولى التي أسهمت في توجيه عباس حسن والتحضُّر بنجاح للمراحل والمحطات الأخرى المقبلة في حياته.[٤]
ابتدت المحطّة التّالية في حياة عبّاس حسن بقبوله طالبًا من طلاب دار العلوم التي استحدثت لتكون لإصلاح اللغة العربيّة، وإذ بعبّاس حسن تتملّكه النزعة للهجرة من القديم الجديد، فيتحوّل إلى دار العلوم وإذ به يعمد إلى إحراز قصب السّبق في لغته العربيّة، ويستأثر بالجائزة التي رُصدت لها على طول سنوات دراسته في دار العلوم التي ما فاتته عامًا، وبذلك وصل عباس حسن لما يريد وحقّق ما كان يتمنّاه كغيره من الطّلاب المميّزين ذوي الكفاءات والطموحات الكبيرة، وبقي طوال مدّة دراسته في دار العلوم متفوّقًا ينتقل من صفٍّ إلى صفٍّ تباعًا حتى أقبل على مختار الصحاح في اللغة العربية ليعني نفسه بحفظه.[٤]
إنّ لِهذه البيئة العلميّة والتربوية التي نشأها عباس حسن في كنف خاله كانت لها آثارها التي لا يمكن لأيٍّ كان تجاهلها وإغفالها عند الحديث عن حياة عباس حسن، بالإضافة إلى العوامل التي أثّرت فيه والمؤسّسات العلمية التي التحق بها، ولا بيدَ أنّ دار العلوم كانت في ذلك الوقت جمهور الطلاب في الأزهر الشريف، يستبقون إليها، ويعمدون إلى الدراسة فيها، وبذلك لم تكن هذه العوامل والمؤثرات في حياة عباس حسن وليدة الصدفة، إنّما هي وليدة التطوّرات التعليمية والاجتماعية والاقتصادية.[٤]
آراء عباس حسن في اللغة العربية
وقف عبّاس حسن من اللغة العربية موقفًا يُذكر لهُ؛ فقد وقف تجاهها موقف الدارس المُتعمّق، والمحبّ والشغوف لها، والمدافع عنها وعن جميع علومها ومسائلها التي تعرّض لها أعداء اللغة العربية وأعداء العرب وحاولوا أن يُشوّهوا صورتها وأن يبتعدوا بها عن الانتشار والشُّهرة والذّيوع والاستمرار، كما حارب أعداء اللغة العربية بشتى الطُّرق والوسائل والسُّبل؛ فكانت مواقف عباس حسن القويّة والجريئة مُعلنة عن أُستاذٍ كبير ومُتمرّسٍ في اللغة العربية وفي نحوها وعلومها، استطاع أن يحمي لغته ويعمل على تيسيرها للطلبة والمتعلمين لها مع اختلاف مستوياتهم التعليمية، وما كان ذلك إلّا لكونه وفيًّا للغته الوفاء كلّه وكان يعدّ نفسه حارسًا وحاميًا لها ومُدافعًا عنها.[٤]
كان النحويّ عباس حسن يرى في لُغته العربيّة والعلوم التي تنتمي إليها بمثابة سلاحًا من أسلحة العلم والثقافة والحضارة العربية، وإلّا لَما كان أخذ على عاتقه حماية اللغة بجرأة وعزمٍ وحزمٍ وعنف أحيانًا، وتسلّح لهذه المهمّة بجميع ما توافر لهُ من علمٍ ومعرفةٍ، فوقف لكلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ بالمرصاد، يقوم بتصحيح ما يصحّح ويرفض ما يُرفض، ويُطالبُ دائمًا بالأصل والسند، حيث كانت أسانيده حاضرةً دومًا ومراجعهُ التي يستند إليها مُرقّمة غالبًا، ويُعنى بالمبادئ والقواعد الثابتة ولا يُبيح بتاتًا الخروج عليهما.[٤]
لقد بنى النحوي عباس حسن آراءه اللغة العربية مُستندًا على الأسس والأسانيد التي عرفها من معارفه المُختلفة وخبراته وعلمه، مُتناولًا في ذلك القضايا والمسائل المُختلفة والظواهر اللغويّة، فعمل على إبداء الآراء وتصويب الأخطاء ومناقشة الآخرين وإثبات الصواب مُستدلًّا ومُستشهدًا بالشواهد والحجج، مُبتدئًا في هذا المسار بغريب الظواهر اللغوية التي أقدم بعض الباحثين والدارسين في اللغة من قصّار الباع على الإساءة إليها وجهل قيمتها القوميّة والثقافية والحضارية[٤]، وقد تعرّض عبّاس حسن كذلك للبحث في نشأة اللغة العربية مُنطلقًا فيذلك من التساؤل فيما إذا كان الأصل في نشأتها توقيفية أم وضعية، فقال:"أطال القُدماء الجدل في نشأة اللغات المُخلفة؛ أتوقيفيّة هي أم وضعية، أم خليط من هذا وذالك؟"، ودَعا للوقوف على آراء بعض اللغويّين الذين قاموا بالبحث عن أصل اللغة ونشأتها، كابن فارس وابن جني وابن عباس وغيرهما.[٤]
آراء عباس حسن النحوية
يعدّ عبّاس حسن من كبار الأعلام المُعاصرين الذين كان لهم الدور الكبير في أهمّ علم من علوم اللغة العربية، ألا وهو علم النحو، كما قدمّ في هذا العلم جهودًا جبّارةً تُذكرُ لهُ، وقد دفعت جهوده هذا الكثيرين إلى العودة لعلم النحو العربي والخوض فيه من خلال دراسة أصوله وجذوره اللغوية والتقعيدية، فتجعل تعلّمه مُيسّرًا وسهل الاستخدام والتوظيف في الحياة اليوميّة، وقد تجلّت خدمات عبّاس حسن في النحو في إبداء آرائه وأفكاره والكثير من التصوُّرات والاعتقادات في قضايا اللغة العربية والنحو العربي ومسائله، فركّز في بحوثه على اللغويين والنحويين وما خلّفوه من مُؤلّفات ومُصنّفات وقام بإخضاعها للبحث المُتعمّق والدرس المستفيض، فعمل على تأييد بعض المسائل في النحو وترجيح أحكامًا وآراء على بعضها الآخر، وكان يدرس المثال والحجّة ويُبيّن الشوائب والمغالطات أو الأخطاء المُتعلّقة بالنّقص في التحليل والاستنتاج، ثمّ يقوم بإبداء الآراء والأحكام بما يراه متناسبًا مع المادة اللغوية والنحويّة وما تشتمل عليه من قواعد وأصول يستند إليها الكلام الفصيح الخالي من الأخطاء، وقد وصف عباس علم النحو وصفًا دقيقًا مال فيه إلى التقنين، أي شبّهه بالقانون الذي يقعد للغة العربية ويُعين علومها الأخرى، وقد التفت عباس حسن إلى المكانة المتميّزة والرّفيعة التي مكّنت النحو العربيّة لأن يكون دستورًا للغة العربيّة وعلومها، حيث قال في ذلك:"إنّ منزلة النحو من العلوم اللسانية منزلة الدستور من القوانين الحديثة"، ويُؤكّد أيضًا إلى حاجة جميع العلوم العربية إلى علم النّحو بوجه خاصّ، إذ يقول في ذلك:"وهذه العلوم النّقلية على عظيم شأنها وعميق أثرها، لا سبيل إلى استخلاص حقائقها والنفاذ إلى أسرارها بغير هذا العلم الخطير".[٤]
آراء عباس حسن في القياس والاستماع
اتّجه عبّاس حسن من خلال دراسته للنحو العربي باعتباره واحدّا من علوم اللغة العربيّة إلى دراسة باب القياس والسماع في اللغة، وربطه بصورةٍ وثيقةٍ وواسعةٍ بعلم النحو، وليس ذلك غريبًا باعتبار عباس حسن نحويًّا مُجيدًا وإمامًا مُستظهرًا للقواعد النحويّة، حتى طغى نحوه على ثقافته كلّها، وعندما نما تفكيره النحوي في مراحل عمره المتقدّمة وجد أنّ الباب الأكثر أهميّة في النحو هو باب القياس والسماع، فعكف على التعمّق في دراسته ومسائله وقضاياه، انطلاقًا من التعريف الذي وجده عند القُدامى من علماء اللغة العربية، وانتهاءً بما وصل إليه المحدّثون في هذا المجال، وقد أخذ عباس حسن القياس عن البصريّين والكوفيّين، ومن الأمور ما عارضها ومنها ما أيّدها، حتى اتّضحت المسائل وانجلت معالمها في ذهنه، وأصبح قادرًا على إصدار الأحكام والآراء بأمانة وموضوعية.
دعا عباس حسن وأشار إلى أنّ جمع اللغة العربية كان وقفًا على السماع من شفاه العرب الذين انتشروا في البوادي العربية، فتحمّل اللغويون الكثير من العناء والتّعب في سبيل التقاط الكلمات العربية من الأفواه، واستدلّ كذلك أنّ تعلّم اللغة واكتسابها من الطبيعيّ أن يأتي من السمع والقياس والتعلم والتعليم، وقد رأى عباس حسن ضرورة تحقّق القياس والسماع من خلال بيان العربي الذي من الممكن الاقتداء به في اللغة دون سواه، ومعرفة اللغة التي يُقاس عليها، وأكّد على أنّ القياس يعتمد بشكلٍ أساسيٍّ على اللغة العربية التي قاموا بالاحتجاج عليها في عصور الاحتجاج، كما حدّد مفهوم القياس وحدّد عناصره وضرورته، وذلك نظرًا إلى حاجة اللغة العربية بالدرجة الأولى والمهمّة له، ليعبّر الإنسان من خلاله على احتياجاته للتعبير عن الأصوات والتراكيب بأساليب لغوية صحيحة وسليمة، وحاول جاهدًا أن يلمّ بجميع القواعد المتعلقة بالقياس والسماع في النحو للإحاطة به وأخذه بعين الاعتبار.[٤]
دعوة عباس حسن إلى تيسير النحو وإصلاحه
لقد رأى الكثير من علماء العربية وممّن يعملون في المجالات التدريسية والتعليمية في المدارس والجامعات والمعاهد، أنّ قضية التيسير والإصلاح للنحو العربي هي ضرورة لازمة لا بدّ منها، ولا سبيل كذلك لتيسير النحو لدى عباس حسن إلا من بعد تهذيبه وحلّ جميع مشكلاته،[٥] حيث إنّ تيسير النحو يلزم له قبل كل شيء تحديد معنى النحو وفَهمه بصورة صحيحة تغوص في أعماق معانيه، وممّا لا شكّ فيه أنّ دعوة عباس حسن إلى تيسير النحو، تأخذ مكانتها بين دعوات علماء اللغة والنحو، فجاءت مبنيّة على الأسس والقواعد الثابتة، وقد تمثلت دعوته في تيسير النحو وإصلاحه بما يأتي:[٦]
- معالجة جميع مشكلات النحو وعيوبه وآفاته عند القدامى والمحدثين على حدٍّ سواء، وتحرير عقل المتعلمين من شرورها.
- نبذ الأوهام النحوية وما يترتب عليها ليظلّ النحو سهلًا ميسّرًا في متناول الجميع فهمه.
- أزال الشوائب وعالج الأخطاء والخلافات في الآراء النحويّة، ودعم رأيه بالأمثلة الكثيرة التي تغصّ بها كتب النحو.
- طهّر النحو العربي من تعدّد العوامل للمعمول الواحد، وإجراء الأمور على ظواهر الألفاظ الصحيحة المستندة إلى الحجج والبراهين والفرضية.
- دعا إلى التفحُّص الجيّد للتأويلات والتعليلات التي صدرت عن النحاة للوصول إلى الإعراب الذي يروه مناسبًا.
منهج عباس حسن في التأليف النحوي
انفرد عباس حسن بمنهجه الخاص في التأليف النحوي حيث اتّبعه في جميع أعماله التي قدّمها، حيث تفرّدت شخصيّته بالبحث النحوي واللغوي تدريسًا وتأليفًا، ووُصف بأنّه الأستاذ النحويّ الضليع من خلال تأليفه للنحو بطريقة محببة إلى النفوس، وقد اعتمد عباس حسن في تأليفه النحويّ على ما يأتي:[٦]
- اتّبع عباس منهجًا مبنيًّا على الأهداف التي يراد تحقيقها، وعلى خطة ذات خطوات متتابعة ومنتظمة ومتواصلة.
- اعتمد في تأليفه على نظرية البحث والتأليف التي تجمع بين المستوى النظري والتطبيقي للمنهج.
- تميّز منهجه بالجمع بين عناصر متعددة من مناهج البحث المختلفة، ومنها المنهج الوصفي والاستقصائي.
- ركّز على اللغة المستعملة في المراجع القديمة والكتب الحديثة، ليقوم ببناء لغة مؤلفاته معتنيًا بها عناية كاملة.
- استخدم المصطلحات النحوية كما وردت عند النحاة القدامى من غير تغيير أو تبديل.
- نحا منحى خاصًا في الإيجاز واللمح أحيانًا، أو الإطالة والتفصيل أحيانًا أخرى.
- اعتمد على عدد من الطرق في التأليف، خاصّة التأليف الهادف إلى التدريس، فاعتمد في ذلك الطريقة الاستنباطية والإلقائية.
مؤلفات عباس حسن
لم تكن هناك أيّ مُبالغة من علماء اللغة العربية حين أجمعوا على وصف كتاب النحو الوافي بأنّه من أفضل الكتب التي أُلّفت في النحو، وأنّه كتاب الجيل العديد من الدراسات النحوية، فلقد صدر هذه الكتاب والكثير من الكتب غيره من عقلٍ فذٍّ، هندسَ هذه الكتب الضخمة بما يتناسب مع المتعلمين والدارسين، وتاليًا يُمكن ذكر أشهر المؤلفات التي قدّمها النحوي الكبير عبّاس حسن.[٧]
كتاب النحو الوافي
من أفضل الكتب التي ألّفها عباس حسن على الإطلاق، ونال من خلاله شهرةً كبيرة، حتى قيل أنّه كتاب العصر في ذلك الوقت،[٨] وقد احتوى هذا الكتاب على أربعة أجزاءٍ استوعب من خلالها جميع الأبواب النحوية والصرفية، من خلال ربطها بأساليب الحياة اللغوية والمتجددة، ثُمّ أعدّهُ عباس حسن إعدادًا مُحكمًا على حدّ قوله، ليتناسب مع طلبة الدراسات النحوية والصرفية وليتناسب مع مناهج الدراسات في الجامعات، كما وذيّلهُ ببعض التعقيبات الوافية والشروح المُضافة، لتكون بمثابة المرجع الوافي لكلّ من الأساتذة والعلماء والمختصين في هذا المجال من غير إغفال الضوابط والقواعد والأحكام اللغوية التي أقرّتها المجامع اللغوية والمؤتمرات الرسميّة[٩]، كما جمع فيه عباس حسن ألفية ابن مالك والكثير من شروحها إلّا أنّه لم يورد الشواهد الشعرية.[١٠]
كتاب المتنبى وشوقي - دراسة ونقد وموازنة
أصدر هذا الكتاب عام 1951م، وأراد عبّاس حسن في كتابه هذا أشياءً عديدةً، أوّلها: إثبات إمارة الشاعر أحمد شوقي في الشعر العربي، ليس على الشعراء المعروفين في عصره وحسب، إنّما على شُعراء العربية كافّة، ردًّا على القائلين بأنّ الموازنات تقوم بين أبناء عصر واحدٍ فقط، فعمل تلك الدراسةِ للموازنة بين المتنبي شاعر العصر العباسي ونادر زمانه وأعجوبة عصره وأحد مفاخر الأدب العربي[١١]، وأحمد شوقي الشاعر المصري، شاعر العصر الحديث ويعدُّ من أعظم شعراء العربية في العصور الحديثة ولقبه أمير الشعراء،[١٢] وقد اختار الأوّل كونه مُتصدّرًا قائمة الشعراء بتفوّقه وتميّزه، بالإضافة إلى شهادة الشاعر أحمد شوقي نفسه للشاعر المتنبي وإعجابه به، فتناول في دراسته هذه جميع العناصر التي تقيّم المقارنة بين الشاعرين مستندًا إلى الألفاظ والأمثلة والفلسفة والحكمة بالإضافة إلى الموضوعات لكلّ منهما.[١٣]
اللغة والنحو بين القديم والحديث
أصدر عام 1971م، ويُوضّح عباس حسن من خلال كتابه هذا الجهود التي بذلها الأقدمون في جمع اللغة وتدوينها، وإعادة بنائها بناءً شامخًا، وينشر لهم كذلك أنصع صفحات التاريخ في البحث الدؤوب والدراسات المستوعبة[١٤]، بالإضافة إلى الاجتهاد العقلي البارع، كما تصدى في كتابه لكلّ من عمل على إقامة جدلٍ بين القضايا اللغويّة العليا وشكّك في التراث الأدبيّ ونادى إلى ترك الإعراب، ودعا إلى اصطناع اللغة العامية والحروف اللاتينية[١٥]، فقام بالردّ على أولئك بالرأي الرشيد والمنطق السديد وأيّد الحقّ وتدارك الشوائب.[١٦]
المراجع
- ↑ "منوف"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.
- ↑ "عباس حسن"، shamela.ws، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.
- ↑ "عباس حسن"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ إلهام الجدوع (2006)، جهوج عباس حسن النحوية-دراسة وتحليل، الجامعة الأردنية:كلية الدراسات العليا، صفحة 6 7 8. بتصرّف.
- ↑ "تيسـير النحـو العربـي بين المحـافظـة والتجـديـد (الأستاذ عباس حسن أنموذجًا)"، www.voiceofarabic.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.
- ^ أ ب إلهام الجدوع، جهود عباس حسن النحوية دراسة وتحليل، الجامعة الأردنية:كلية الدراسات العليا، صفحة 140. بتصرّف.
- ↑ "عباس حسن وهندسة النحو الوافي"، web.archive.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.
- ↑ "عباس حسن وهندسة النحو الوافي"، www.ida2at.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.
- ↑ "النحو الوافي"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.
- ↑ "ترجمة لعباس حسن"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.
- ↑ "المتنبي"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.
- ↑ "أحمد شوقي"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.
- ↑ "المتنبى وشوقى / دراسة ونقد وموازنة"، www.raffy.me، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.
- ↑ "اللغة والنحو بين القديم والحديث"، www.neelwafurat.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.
- ↑ عبد الله أحمد بن أحمد محمد، النحو العربي بين القديم والحديث، دراسة وتحليل، صفحة 1 - 9. بتصرّف.
- ↑ "اللغة والنحو بين القديم والحديث"، raffy.me، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-18. بتصرّف.