محتويات
عكرمة بن أبي جهل
ما صلة القرابة بن عكرمة وخالد بن الوليد؟
هوعكرمة بن عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرَّة بن كعب بن لؤي القرشي المخزوميّ، والده أبو جهل هو عمرو بن هشام،[١] وأمُّه من بني هلال وكنيتها أم مجالد،[٢] أمَّا زوجته فهي أم حكيم ابنة عمِّه الحارث بن هشام بن المغيرة من بني مخزوم، وخالها هو خالد بن الوليد -رضي الله عنه- وهو ابن عم والده.[٣]
حياة عكرمة بن أبي جهل
لماذا هرب عكرمة من مكة يوم الفتح؟
كان عكرمة بن أبي جهل فارسًا مشهورًا في الجاهلية، وكان من أشد أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم،[٤] حتى أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهدر دمه وفي الحديث: "لما كان يومُ فتحِ مكةَ أمَّن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الناسَ إلا أربعةَ نفرٍ وامرأتينِ وقال اقتلوهم ولو وجدتموهم متعلقينَ بأستارِ الكعبةِ : عكرمةَ بنَ أبي جهلٍ وعبدَ اللهِ بنَ خطَلٍ ومقيسَ بنَ صبابةَ وعبدَ اللهِ بنَ سعدِ بنِ أبي سرحٍ".[٥][٦]
وكان من الذين أجمعوا على قتل الصحابي خبيب بن عدي الأنصاري رضي الله عنه.[٧]تأخَّر إسلامه إلى ما بعد فتح مكة، وكان قد قاتل الصحابي الجليل خالد بن الوليد -ضي الله عنه- في يوم فتح مكة، ولذلك هرب من مكة يوم الفتح بعد أن أهدِر دمه.[٨]
استشفاع زوجة عكرمة بن أبي جهل عند النبي
كيف رجع عكرمة بن أبي جهل إلى مكة المكرمة؟
أسلمت أم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة عكرمة بن أبي جهل يوم فتح مكة، فقالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن زوجها هرب منه إلى اليمن لخوفه من أن يُقتل، لأنه كان قد أهدرَ دمه، فطلبت منه الأمان على زوجها، فقال لها -صلى الله عليه وسلم- بأنه آمن، دون أن يبدأ كلامه بأن زوجها مهدور الدم، أو يذكر تاريخ عداوته معه، فخرجت في طلب زوجها، فأدركته راكبًا في السفينة متجهًا إلى اليمن، فطلب منه ملّاح السفينة -وكان مسلمًا- بأن يشهد أن لا إله إلا الله، فأجاب بأنَه هرب من مكة المكرمة بسببها.[٩]
فجاءت زوجته أم حكيم تلحُّ عليه، وطلبت منه العودة إلى مكة المكرمة، فطمأنته وقالت له بأنها استأمنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على روحه، وأكَّدت هذا لزوجها عند استفهامه أنها حقًا قامت باستئمان روحه عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فرجع معها إلى مكة المكرمة دون تردُّد.[١٠]
إسلام عكرمة بن أبي جهل
ما الدعاء الذي دعاه رسول الله لعكرمة بن أبي جهل؟
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد رأى في منامه أنَّ أبا جهل يبايعه، وعندما أسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه، قيل أن ذلك تصديق الله لرؤياه، فأكَد بأنَّه سيكون غيره أيضًا، وكان إسلام عكرمة تصديقًا لرؤياه، وقبل دخول عكرمة إلى مكة المكرمة طلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أصحابه بألّا يسبوا أباه حين يأتي مسلمًا، لكي لا يؤذوه، وما إن وصل عكرمة ورآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وثب عليه فرحًا به، فجلس عكرمة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عكرمة عمَّا يطلبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منه وقد استأمنه على حياته.[١٠]
فطلب منه الإسلام وتأدية الشهادة وأمورًا من خصال الإسلام،[١٠] فما كان منه إلا الاستجابة لأنه ما دعاه إلا للحق والخير، وأنه كان قد عرف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل بدء الدعوة أنه أصدقهم وأبرهم، فنطق الشهادتين، وطلب من رسول الله -صلى الله عليه وسلم بأن يغفر له كل عداوة كان قد عاداها له،[١١] فدعا له رسول الله بالغفران عما كان قد صدر منه من عداوة حيث قال: "اللهم اغفر له كل عداوة عادانيها، وكل مسير سار فيه إلى موضع يريد بذلك المسير إطفاء نورك، واغفر له ما نال مني من عرض في وجهي، أو أنا غائب عنه فقال عكرمة: رضيت يا رسول الله".[١٢]
لكنه حين أسلم حسُن إسلامه، فكان محمود البلاء في الإسلام، ومحمود الإسلام حين دخل فيه، ومما ورد عنه: "كان عِكْرِمةُ بنُ أبي جهلٍ إذا اجتهَد في اليمينِ قال والَّذي نجَّاني يومَ بَدْرٍ وكان يأخُذُ المُصْحَفَ فيضَعُه على وجهِه ويقولُ كلامُ ربِّي كلامُ ربِّي".[١٣][١٤]
كيف كان دور عكرمة بن أبي جهل في المعارك قبل الإسلام؟
شارك عكرمة -رضي الله عنه- في عدة معارك قبل إسلامه، ففي معركة بدر كان تحت قيادة والده أبي جهل عمرو بن هشام، فرأى عكرمة أن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- يرتقي على صدر أبيه ويقتله،[١٥] أما في معركة أحد فقد جعل زوجته تشارك مع نساء قريش وهنَّ يقفنَ وراء الصفوف ويحرضن الجيش على القتال تثبيتًا لهم، وكان عكرمة حينها على ميسرة فرسان الجيش.[١٦] ومما نقل عنه من رجزه في يوم أحد:[١٧]
- كُلُّهُمْ يَزْجُرُهُ أَرْحِبْ هَلَا
- وَلَنْ يَرَوْهُ الْيَوْمَ إلَّا مُقْبِلَا
- يَحْمِلُ رُمْحًا وَرَئِيسًا جَحْفَلَا
أمَّا في الخندق وبعد أن ضاق ذرعًا بالحصار لقي مكانًا ضيقًا من الخندق، فأقحم جواده فيه واجتازه هو وبعض من فرسانه،[١٨] وأما في فتح مكة فقد كان يقاتل ضد خالد بن الوليد رضي الله عنه، وبعد هزيمته، هرب من مكة محاولًا الوصول إلى اليمن.[١٩]
كيف كان دور عكرمة بن أبي جهل في المعارك بعد إسلامه؟
بعد إسلامه كان عكرمة بن أبي جهل قد عاهدَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ألّا يترك مقامًا يصدُّ به عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعن الإسلام إلا وقف به، كما صد من قبل عن سبيل الله تعالى، ليعوض ما كان قد صدر منه،[٢٠] فشارك في كثير من المعارك بعد إسلامه، فيوم فحل كان شديد البلاء على العدو حتى قيل له اتق الله وارفق بنفسك، فما كان جوابه إلا أنَّه كان يبذل نفسه في سبيل أصنام، فكان ذلك يزيده إصرارًا لأنَّه يعلم أنَّ الله تعالى أحق بذلك.[٢١]
وفي يوم أجنادين ترجَّل للذهاب فطلب خالد بن الوليد -رضي الله عنه- منه الرجوع لأن قتله على المسلمين شديد، فرد عليه أنه قد كان له مع رسول الله سوابق مشرقة، فيريد هو أن يعوض ما كان منه من عداء قبل الإسلام، فكان عكرمة وأبوه من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهب وقاتل،[٢٠] وكان ممن حارب المرتدِّين في عمان، وفي اليرموك كان له دور كبير وقيل أنَّه استشهد فيها، ونادى فيها من يبايعه على الموت، فبايعه عدد من المسلمين، فوجدوا فيه بضعًا وسبعين ضربة وطعنة.[٢٢]
أحاديث رواها عكرمة بن أبي جهل
من هو الراكب المهاجر الذي وصفه رسول الله بذلك؟
- عن عكرمة بن أبي جهل -رضي الله عنه- قال: "إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ جِئْتُهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ جِئْتُهُ: "مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ، مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا أَدَعُ نَفَقَةً أُنْفِقُهَا عَلَيْكَ إِلَّا أَنْفَقْتُ مِثْلَهَا فِي سَبِيلِ الله.[٢٣][٢٤]
- عن عكرمة: "أنَّ غَرَفَةَ بنَ الحارثِ وكانت له صُحبةٌ وقاتَل مع عِكْرمةَ بنِ أبي جَهْلٍ باليَمَنِ في الرِّدَّةِ مرَّ به نَصرانيٌّ مِن أهلِ مِصْرَ يُقالُ له المندقون فدعاه إلى الإسلامِ، فذكَر النَّصرانيُّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فتناوَله فرفَع ذلكَ إلى عمرِو بنِ العاصِ فأرسَل إليهم فقال قد أعطَيْناهم العهدَ فقال غَرَفَةُ مَعاذَ اللهِ أنْ تكونَ العهودُ والمواثيقُ على أنْ يُؤذُونا في اللهِ ورسولِه، إنَّما أعطَيْناهم على أنْ يُخلَّى بَيْنَهم وبَيْنَ كنائسِهم فيقولونَ فيها ما بدا لهم وألَّا نُحمِّلَهم ما لا طاقةَ لهم به وأنْ نُقاتِلَ مِن ورائِهم ونُخلِّيَ بَيْنَهم وبَيْنَ أحكامِهم، إلَّا أنْ يأتونا فنحكُمَ بَيْنَهم بما أنزَل اللهُ فقال عمرُو بنُ العاصِ صدَقْتَ".[٢٥][٢٤]
- عن عكرمة -رضي الله عنه- قال: "لَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ هَذِهِ أَخْبَرَتْنِي أَنَّكَ أَمَّنْتَنِي، فَقَالَ: " أَنْتَ آمِنٌ".[٢٦][٢٤]
وفاة عكرمة بن أبي جهل
في عهد أي خليفة توفي عكرمة؟
ممَّا ورد أنَّ عكرمة -رضي الله عنه- استشهد في يوم فتح دمشق في سنة أربع وعشرين، وقيل أنه استشهد في خلافةأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في معركة اليرموك.[٢٧]
المراجع
- ↑ ابن عبدالبر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1082. بتصرّف.
- ↑ نور الدين الهيثمي، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، صفحة 385. بتصرّف.
- ↑ ابن منظور، مختصر تارخ دمشق، صفحة 252. بتصرّف.
- ↑ ابن عبدالبر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1082. بتصرّف.
- ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:6/171، رجاله ثقات.
- ↑ أي يعلى الموصلي، مسند أبي يعلى الموصلي، صفحة 100. بتصرّف.
- ↑ عبدالملك بن هشام، سيرة ابن هشام، صفحة 179. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 9. بتصرّف.
- ^ أ ب ت راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑ موسى العازمي، كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 72. بتصرّف.
- ↑ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، صفحة 137. بتصرّف.
- ↑ عبدالعزيز السلمان، موارد الظمآن لدروس الزمان، صفحة 706. بتصرّف.
- ↑ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، صفحة 139. بتصرّف.
- ↑ أحمد بن عبدالرحمن، كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، صفحة 38. بتصرّف.
- ↑ أحمد غلوش، كتاب السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني، صفحة 325-328. بتصرّف.
- ↑ عبدالملك بن هشام، سيرة ابن هشام، صفحة 166.
- ↑ راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 10. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 10. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن عساكر، تاريخ دمشق، صفحة 66. بتصرّف.
- ↑ ابن منظور، تاريخ دمشق، صفحة 66.
- ↑ ابن منظور، تاريخ دمشق، صفحة 66.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في الإصابة، عن عكرمة بن أبي جهل، الصفحة أو الرقم:2/496، منقطع.
- ^ أ ب ت ابن الحجر العسقلاني، اتحاف المهرة، صفحة 283-284. بتصرّف.
- ↑ رواه الطبراني، في المعجم الأوسط، عن عكرمة بن أبي جهل، الصفحة أو الرقم:8/318، لا يروى هذا الحديث عن غرفة بن الحارث إلا بهذا الإسناد تفرد به حرملة بن عمران.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في اتحاف المهرة، عن عكرمة بن أبي جهل، الصفحة أو الرقم:11/28، فيه انقطاع.
- ↑ الحاف المزي، تهذيب الكمال، صفحة 248. بتصرّف.