نبذة عن فتح سردينيا

كتابة:
نبذة عن فتح سردينيا

فتح جزيرة سردينيا

تتبع جزيرة سردينيا في الوقت الحالي لدولة إيطاليا، إذ تقع ما بين جزيرتي كورسيكا وصقلية، وقد كانت التنافس على سلطة الجزيرة قائمًا بشدة ما بين المسلمين وأوروبا المسيحية، فقد قال المؤرخ ابن أثير بأن المسلمين قاموا بغزو جزيرة سردينيا أربع مرات خلال فترتي حكم الأمويين والعباسيين، وقد جمعوا منها العديد من الغنائم، ولكنهم لم يتمكنوا من فتحها تمامًا خلال تلك الغزوات، وفيما يأتي نذكر القائدين الذين بادروا في محاولات الفتح الإسلامي لهذه الجزيرة:[١]


موسى بن نصير

تم غزو جزيرة سردينيا للمرة الأولى خلال عام 92 هجريًا أثناء حكم الوليد بن عبد الملك، وكان ذلك بقيادة موسى بن نصير، والذي قام بإرسال جزء من قواته بعد فتح الأندلس إلى جزيرة سردينيا، وكان غزوها سهلاً وممكناً فلم توجد مقاومة أو عواقب تمنع الجيش من الغزو، وهناك وجد جيش موسى بن نصير كميات كبيرة جدًا من النفائس الثمينة من الذهب والفضة، فاستغلوا كل الخيرات التي وجدوها ولكن السفينة التي حملتهم في طريق العودة إلى الأندلس قد غرقت.


عبد الرحمن بن حبيب الفهري

قام فيما بعد عبد الرحمن بن حبيب الفهري بغزو سردينيا، وحدث ذلك في العهد العباسي تحت حكم أبي العباس السفاح، وأول خلفاء العباسيين، خلال عام 135 هجريًا، حيث أرسل جيشًا إلى سردينيا وفرض عليهم الجزية، وذلك بعدما فعل الأمر ذاته في صقلية. [٢]


المنصور بن القائم العلوي

قام الأمير الإفريقي المنصور بن القائم العلوي بإرسال أسطول إلى تلك الجزيرة منطلقًا من مدينة المهدية، وذلك في عام 323 هجري، ففتحوا مدينة جنوة بعد مرورهم منها، غير أن بعض الفرق من جيش العلوي قامت بأعمال تخريبية داخل الجزيرة، ثم رحلوا وتركوها مدمرة.[٣]


مجاهد العامري

كانت الغزوة الرابعة في عام 406 هجريًا، حينما وصل المجاهد العامري خبر غياب ملك الجزيرة وأسطوله المُكوّن من 120 مركبًا، فذهب إليها من مدينة دانية وقام بفتحها وأسر الكثير من سكانها، ولكن البيزنطيين قد أعدّوا جيشًا هائلًا للتصدي للجيش الإسلامي، فقامت معركة شرسة بين الطرفين وهُزم المسلمين في تلك المعركة، وتمّ أسر ابن المجاهد العامري وشقيقه وعاد إلى دانية مهزومًا، وكانت تلك هي آخر الغزوات التي ذكرها المؤرخ ابن أثير عن جزيرة سردينيا.[٣]


عن جزيرة سردينيا

تقع سردينيا غربي شبه الجزيرة الإيطالية وتحدّها من الشمال جزيرة كورسيكا التابعة لفرنسا، وإلى الجنوب منها جزيرة صقلية، مما يعني أن سردينيا تتوسط القطاع الغربي من المتوسط، حيث توجد على مسافة متساوية تقريبًا بين السواحل الشمالية الغربية لتونس والشرقية للجزائر والشواطئ الفرنسية، كما تعد ثاني أكبر جزر البحر الأبيض المتوسط من حيث الحجم بعد جزيرة صقلِّيَّة، وتُشكل أحد الأقاليم العشرين في إيطاليا، وهي واحدة من خمسة أقاليم منها التي تتمتع بالحكم الذاتي، وقام المسلمون بغزوها عدّة غزوات، وسكنوها على فترات مُتَقَطِّعة ولم يستسلموا النصارى قط، فكلما أراد المسلمون الاستقرار والعيش بها في وقت من الأوقات إلا ويسرع النصارى على استرجاعها.[٤]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين ، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 314. بتصرّف.
  2. "عبد الرحمن بن حبيب الفهري"، الموسوعة العربية. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد مقنع، أحد عشر قرنًا من استعباد البيض الأوروبيين في شمال أفريقيا، صفحة 6-7. بتصرّف.
  4. غير محدد (2010)، "صفحات منسية من تاريخ الإسلام في جزيرة سردانية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2022. بتصرّف.
4331 مشاهدة
للأعلى للسفل
×