التعريف بقصيدة أعاذل لا أنام
قصيدة "أعاذل لا أنام على اقتسار" هي من قصائد الهجاء التي نظمها بشار بن برد، وقد ذكر الأصفهاني في الأغاني أنّ سبب نظم هذه القصيدة هو أنّ بشَّارًا كان جالسًا عند مجزأة بن ثور السدوسي القائد والصحابي الفاتح لمدينة تستر في بلاد فارس، وبينما هما يتحادثان إذ دخل أعرابي، فسلّم على مجزأة وسأل عن بشار فقيل له هو شاعر من الموالي.[١]
فقال الأعرابي ما للموالي والشعر، فغضب عليه بشّار واستأذنَ مجزأة بأن ينشد شعرًا، فأذِنَ له، فأنشد بشّار هذه القصيدة، فقال مجزأة للأعرابي: "قبَّحَكَ الله؛ فأنتَ كسبت هذا الشر لنفسك ولأمثالك"، وفي القصيدة هجاء لمن افتخر عليه من الأعراب.[١]
كلمات قصيدة أعاذل لا أنام
يقول بشار بن برد هاجيًا:[٢]
أَعاذِلَ لا أَنامُ عَلى اِقتِسارِ
- وَلا أَلقى عَلى مَولىً وَجارِ
سَأُخبِرُ فاخِرَ الأَعرابِ عَنّي
- وَعَنهُ حينَ بارَزَ لِلفَخارِ
أَنا اِبنُ الأَكرَمينَ أَباً وَأُمّاً
- تَنازَعَني المَرازِبُ مِن طُخارِ
نُغاذى الدَرمَكَ المَنفوطَ عِزّاً
- وَنَشرَبُ في اللُجَينِ وَفي النُظارِ
وَنَركَبُ في الفَريدِ إِلى النَدامى
- وَفي الديباجِ لِلحَربِ الحِبارِ
أُسِرتُ وَكَم تَقَدَّمَ مِن أَسيرٍ
- يُزَيِّنُ وَجهُهُ عَقدَ الأَسارِ
كَكَعبٍ أَو كَبِسطامِ بنِ قَيسٍ
- أُصيبا ثُمَّ ما دَنِسا بِعارِ
فَكَيفَ يَنالُني ما لَم يَنَلهُم
- أَعِد نَظَراً فَإِنَّ الحَقَّ عارِ
إِذا اِنقَلَبَ الزَمانُ عَلا بَعَبدٍ
- وَسَفَّلَ بِالبَطاريقِ الكِبارِ
مَلَكناكُم فَغَطَّينا عَلَيكُم
- وَلَم نَنصِبكُمُ غَرَضاً لِزارِ
أَحينَ لَبِستَ بَعدَ العُريِ خَزّاً
- وَنادَمتَ الكِرامَ عَلى العُقارِ
وَنِلتَ مِنَ الشَبارِقِ وَالقَلايا
- وَأُعطيتَ البَنَفسَجَ في الخُمارِ
تُفاخِرُ يا اِبنَ راعِيَةٍ وَراعٍ
- بَني الأَحرارِ حَسبُكَ مِن خَسارِ
لَعَمرُ أَبي لَقَد بُدِّلتَ عَيشاً
- بِعَيشِكَ وَالأُمورُ إِلى مَجارِ
وَكُنتَ إِذا ظَمِئتَ إِلى قَراح
- شَرِكتَ الكَلبَ في ذاكَ الإِطارِ
تُريعُ بِخَطبِهِ كِسَرَ المَوالي
- وَتَرقُصُ لِلعَصيرِ وَلِلسِمارِ
وَتَقضُمُ هامَةَ الجُعَلِ المُصَلّى
- وَلا تُعنى بِدُرّاجِ الدِيارِ
وَتُدلِجُ لِلقَنافِذِ تَدَّريها
- وَيُنسيكَ المَكارِمَ صَيدُ فارِ
وَتَغبِطُ شاوِيَ الحِرباءِ حَتّى
- تَروحَ إِلَيهِ مِن حُبِّ القُتارِ
وَتَرتَعِدُ النُقادَ أَوِ البَكاعا
- مُسارَقَةً وَتَرضى بِالصَغارِ
وَتغدو في الكَراءِ لِنَيلِ زادٍ
- وَلَيسَ بِسَيِّدِ القَومِ المُكاري
وَفَخرُكَ بَينَ يَربوعٍ وَضَبٍّ
- عَلى مِثلي مِنَ الحَدَثِ الكِبارِ
مَقامُكَ بَينَنا دَنَسٌ عَلَينا
- فَلَيتَكَ غائِبٌ في حَرِّ نارِ
الأفكار الرئيسة في قصيدة أعاذل لا أنام
من أبرز الأفكار الرئيسة في قصيدة (أعاذل لا أنام) لبشار بن برد ما يأتي:
- فخر الشاعر بعزة نفسه.
- جواب الشاعر للأعرابي بما يمتاز به من صفات، وإن كان من الموالي.
- حديث الشاعر عن أصوله الشريفة في أعيان الفرس.
- فخر الشاعر بالحضارة الفارسية التي ينتمي إليها.
- حديث الشاعر عن مشيئة الله في أن يكون من الموالي، وأنّه لا يخجل من أقدار الله تعالى.
- تعيير الشاعر للأعرابي بالجهل والرعي، بينما هو ابن حضارة سامية هي الحضارة الفارسية.
- تعيير الشاعر للأعرابي بطريقة حياة الأعراب.
المراجع
- ^ أ ب الطاهر بن عاشور، ديوان بشار بن برد، صفحة 229. بتصرّف.
- ↑ "أعاذل لا أنام على اقتسار"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/2/2022.