نبذة عن قصيدة كذبتك عينك للأخطل

كتابة:


نبذة عن قصيدة كذبتك عينك للأخطل

تعدُّ قصيدة "كذبتك عينك أم رأيت بواسط" للشاعر العربي الأخطل التغلبي، من أشهر قصائده على الإطلاق، وهي قصيدة على البحر الكامل، ويبلغ عدد أبياتها نحو 47 بيتًا.[١]


اشتهر الشاعر الأخطل إلى جانب صاحبيه جرير والفرزدق بقصائد الهجاء التي كانت تدور فيما بينهم، وقد أنشد الأخطل هذه القصيدة في هجاء الشاعر جرير، ولكنَّ جرير شهدَ له فيها، واعترف بتفوق الأخطل فيها، ورويَ عنه أنَّه قال: "ما غلبني الأخطل إلا بهذه القصيدة"، وقد جاءت القصيدة شبيهة بالشعر الجاهلي نسجًا وسبكًا وروعةً وجودةً حسب النقاد.[٢]


وصفَ الأخطل الخيل في هذه القصيدة ووصفَ طرادها، كما تحدث عن الفرسان وصراعها، ولذلك فهي تبعث مشاعر الشجاعة والفخر في نفس القارئ، وقد افتتح الأخطل قصيدته كعادة الجاهليين بالتشبيب وذكر صفات الغواني، ثمَّ انتقل بعد ذلك إلى الفخر بقومه وعشيرته في الشتاء، وبعد ذلك توجَّه بالحديث إلى جرير وانهال عليه بوابل من أبيات الهجاء المرة.[٢]


نص قصيدة كذبتك عينك للأخطل

تعدُّ قصيدة كذبتك عينك من القصائد الطويلة، وفيما يأتي مطلع قصيدة كذبتك عينك أو رأيت بواسط للأخطل:[١]

كَذَبَتكَ عَينُكَ أَم رَأَيتَ بِواسِطٍ

غَلَسَ الظَلامِ مِنَ الرَبابِ خَيالا

وَتَعَرَّضَت لَكَ بِالأَبالِخِ بَعدَ ما

قَطَعَت بِأَبرَقَ خُلَّةً وَوِصالا

وَتَغَوَّلَت لِتَروعَنا جِنِّيَّةٌ

وَالغانِياتُ يُرينَكَ الأَهوالا

يَمدُدنَ مِن هَفَواتِهِنَّ إِلى الصِبا

سَبَبًا يَصِدنَ بِهِ الغُواةُ طُوالا

ما إِن رَأَيتُ كَمَكرِهِنَّ إِذا جَرى

فينا وَلا كَحِبالِهِنَّ حِبالا

المُهدِياتُ لِمَن هَوَينَ مَسَبَّةً

وَالمُحسِناتُ لِمَن قَلَينَ مَقالا

يَرعَينَ عَهدَكَ ما رَأَينَكَ شاهِدًا

وَإِذا مَذِلتَ يَصِرنَ عَنكَ مِذالا

وَإِذا وَعَدنَكَ نائِلًا أَخلَفنَهُ

وَوَجَدتَ عِندَ عِداتِهِنَّ مِطالا

وَإِذا دَعَونَكَ عَمَّهُنَّ فَإِنَّهُ

نَسَبٌ يَزيدُكَ عِندَهُنَّ خَبالا

وَإِذا وَزَنتَ حُلومَهُنَّ إِلى الصِبا

رَجَحَ الصِبا بِحُلومِهِنَّ فَمالا


نبذة عن كاتب قصيدة كذبتك عينك

أشاد العديد من الأدباء والنقاد بالشاعر الأخطل الذي عاش في العصر العباسي، ويعدُّ من أشهر وأشعر ثلاثة شعراء في عصره وهم: الأخطل والفرزدق وجرير.[٣]


وقد ولد الأخطل في عام 640م تقريبًا، ورغم أنَّه ينتمي إلى قبيلة تغلب إلا أنَّه كان مسيحيًا، وقد أكثر من مدح خلفاء بني أمية في الشام، يكنَّى أبا مالك، وهو غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو بن سيجان بن عمرو بن فدوكس بن عمرو بن مالك التغلبي، ويعدُّ شاعرًا مصقولًا حسن الديباجة، وفي شعره إبداع وإجادة.[٣]


وقد مدحه كثيرون من الشعراء الكبار، وقد روي عن الإمام أبو عمرو بن العلاء: "لو أدرك الأخطل يومًا واحدًا من الجاهلية ما قدّمت عليه أحدًا"،[٢] وقد أقحمَ الأخطل نفسه في الهجاء بين الفرزدق وجرير وذلك بعد أن فضَّل الفرزدق على جرير، وامتدَّ الهجاء بينهما طوال حياتهما، وقد جمع الشاعر أبو تمام فيما بعد نقائض جرير والأخطل، وقد توفي الأخطل عام 710م.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب "كذبتك عينك أم رأيت بواسط"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022.
  2. ^ أ ب ت "رائعة الأخطل التغلبي كذبتك عينك"، شبكة الفصيح، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "الأخطل"، ويكي ويند، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
9592 مشاهدة
للأعلى للسفل
×