مصطفى صادق الرافعي
واحدٌ من كتَّاب الأدب في العصر الحديث من مواليد مصر، أمُّه حلبية الأصل، ولد عام 1880م وقد كان والده رئيسًا للمحاكم الشرعية آنذاك، عائلةٌ لم يكن العلم حديثًا عليها فقد ذخرت مكتبة والده بالعظيم من الكتب، ولم يخلُ منزلهم من لفائف العلماء فتربى بين الأقلام والكتب، أصابه مرضٌ ولم يتركه حتى جعل منه أصمًّا وهو في الثلاثين من عمره، وتوفي وعمره ما يُقارب57 عامًا، وتزوج في عام 1904م وترك بعد وفاته إرثًا أدبيًّا لا يُشقُّ له غبار، ومن بين ما ترك نفيسةٌ من النفائس أُطلِق عليها "أوراق الورد" وفيما يأتي تفصيل في الكلام عن كتاب أوراق الورد.[١]
كتاب أوراق الورد
كتابٌ حملَ في طيَّاته نوعًا جديدًا من فنون الأدب التي لم تكن معروفةً قبله بالشَّكل الذي أخرجه، رسائلُ حبٍّ من الطِّراز الرَّفيع نسج فيها عبارات عن العشق والهوى بأسمى الصور، فكان يسبك عبارته كما الصَّانع إذ يسبك الذَّهب، يعتقد الكثيرون أنَّ في أوراق الورد تكملةً لكتابي رسائل الأحزان والسَّحاب الأحمر لا من حيث المعنى وإنَّما من حيث البناء الذي أخرجه الرَّافعي في أسلوبٍ قديمٍ متجدّدٍ يُنافس بل يكاد يعلو على كلِّ ما جاء به الأدب الحديث، على أنَّه لم يأتِ بمعانٍ لم يُؤت عليها وإنَّما حسَّن الشَّكل حتى ظنَّ القارئ وكأنَّها ولدت بين يديه للمرة الأولى، فلا تكون عبارته إلا وكأنَّه جاء بالخيوط فنسجها بين يديه نسج العالم بما ستظهر عليه من جودةٍ في الخلق وإبداعٍ في المظهر، وكأنَّه اختصَّ أوراق الورد ليكون رسالةً في الحبِّ والجمال، على أنَّ إتقانه للعبارة لم يُلهه عن إتقان المعنى والوصول إلى ما يجول به خاطره فكان يطرحه وكأنَّه يسكب النَّسيم في يومٍ ربيعيٍّ عليل، فيقول الرافعي: "إنما البيان العربي فن دقيق يحقق في اللغة ناموس الجمال وطبيعة الوزن." وهذا ما اعتمده الرافعي في أسلوبه بأوراق الورد وقد قُسِّم إلى اثنتين وخمسين رسالةً منها: "النجوى" "فلسفة المرض" "رسالة الجاذبية" "المتوحشة" وبعد الحديث في ومضاتٍ خفيفةٍ عن كتاب أوراق الورد لا بدَّ من ذكر بعض الاقتباسات منه، وفيما يأتي سيكون ذلك.[٢]
اقتباسات من كتاب أوراق الورد
وبعد أن تمَّ الحديث عن كتاب أوراق الورد ومؤلفة لا بدَّ من أن يأتي المقال على اقتباساتٍ من ذلك الكتاب الذي كان يعتزُّ به الرافعي من بين كتبه جميعها، وفيما يأتي ذكرٌ لتلك النجوم من فضاء كتابه الواسع:[٣]
- " فعلمت أن القوة كل القوة ألا يجزع الحيّ فإذا لم يجزع يجبن، وإذا أمن الجبن لم يستذله شيء، ولم يكن الشقاء في رأيه شقاء بل مصادمة بالحياة لبعض نواميس الحياة."
- "كذلك لا تتبرج الروح إلا خارجة من شقاء أو مقبلة على شقاء."
- " وإنما قيمة الأشياء بما فيها من أثر في القلب أو بما لها في القلب من الأثر."
- "وأي قلبي ما هي المعجزة التي يمكن أن تمنع الأمر الذي وقع بعد ما وقع."
- "ولكن يقال في الذي دلهه الجمال وشفه الحب: إنه في نعيم الهوى."
- " وهل يفتتن الإنسان إلا حين يظهر مجنوناً بأسمى ما فيه من العقل؟"
المراجع
- ↑ "مصطفى صادق الرافعي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-16. بتصرّف.
- ↑ أنور الجندي، المعارك الأدبية (الطبعة 1)، مصر:مكتبة الأنجلو المصرية، صفحة 388، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ "اقتباسات - أوراق الورد"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-16. بتصرّف.