نبذة عن كتاب السير والأخلاق
كتاب الأخلاق والسير أو رسالة مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق من مُصنّفات ابن حزم الأندلسيّ، وهو نوعٌ من المذكرات والخواطر التي دوّنها ابن حزم في مرحلةٍ متأخرةٍ من حياته، وكانت حصيلة التجربة الطويلة المتدرجة التي مرّ بها في حياته، وأطال ابن حزم في هذا الكتاب الوقوف وأمعن النظر في نفوس البشر، وراح يتعمَّق ببصره وبصيرته في خفاياها، يدخل بحسِّه في خلجات النفس، ويكشف من أعماقها عن داءٍ ودواءٍ، ولعلّ أكثرها دوِّن في أواخر عمره بعد أن استخلص ابن حزم من حياته عِبر الأيام ومواعظ الدهر؛ لأنّ ما فيه يشير إلى الهدوء والنضج في محاكمة الناس، والأشياء، وهو كتابٌ صغيرٌ الحجم، ثمين القيمة، إلى جانب حلاوة معانيه، وسلاسة عباراته، وتقارب مقاطعه، ولغته واضحةٌ ميسَّرةٌ، ويتميّز أسلوبه بالرقّة.[١]
وافتتح ابن حزم مقدمة كتابه بقوله: "فإني قد جمعت في كتابي هذا معانٍ كثيرةً أفادنيها واهب التمييز تعالى، بمرور الأيام وتعاقب الأحوال، بما منحني -عزّ وجلّ- من التهمم بتصاريف الزمان، والإشراف على أحواله، حتى أنفقتُ في ذلك أكثرَ عمري، وآثرت تقييد ذلك بالمطالعة له، والفكرة فيه، على جميع اللذات التي تميل إليها أكثر النفوس".[٢]
ويتكوّن الكتاب من عشرة فصولٍ، بدأت بفصل مداواة النفوس وإصلاح الأخلاق، ثمّ فصلٍ في العلم، يتبعه فصلٌ في الأخلاق والسيِّر، ثمّ فصلٌ في الإخوان والصداقة، ثمّ فصلٌ في المحبَّة، ثمّ فصلٌ في أنواع صباحة الصور، وفصلٌ فيما يتعامل به الناس من الأخلاق، ثمّ فصلٌ في أدواء الأخلاق الفاسدة، يليه فصلٌ في غرائب أخلاق الناس، وأخيرًا فصلٌ في مطامع الناس وعلاجها.[٣]
من هو ابن حزم الأندلسي
هو الإمام ذو الفنون والمعارف: أبو محمّد، علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن سفيان بن يزيد، الفارسيّ الأصل، ثمّ الأندلسيّ القرطبيّ، الفقيه الحافظ المُتكلِّم، والأديب الوزير، صاحب التصانيف، وُلِد في شهر رمضان سنة 384 هجريًّا، في مدينة الزهراء إحدى ضواحي قرطبة عاصمة الأندلس، من أسرة غنيَّةٍ رفيعة الشأن عريقة النسب، إذ كان والده أحمد بن حزم أحد وزراء المنصور بن أبي عامر حاكم الأندلس، فنشأ في نعمةٍ ورفاهيَّةٍ، ورزق ذكاءً حادًّا، وأخذ العِلم عن عدّة علماء وشيوخ، منهم: يحيى بن مسعود بن وجه الجنة، وأبي أحمد محمد الجسور، يونس بن عبد الله القاضي، وغيرهم، ويُذكر لابن حزم نهوضه بعلومٍ جمَّةٍ، وكان -رحمه الله- يجيد النقل، ويُحسن النظم والنثر، ولقد زهد في الرئاسة، وانكبّ على طلب العلم، وتوفّي سنة 456 هجريًّا، رحمه الله تعالى.[٤][٥]
مؤلفات أخرى لابن حزم
لابن حزم عدّة مؤلفاتٍ مشهورةٍ، ومن أبرزها:[٦]
- الإحكام في أصول الأحكام.
- الإعراب عن الحيرة والالتباس الموجودين في مذاهب أهل الرأي والقياس.
- الفصل في الملل والأهواء والنحل.
- المحلى بالآثار.
- النبذة الكافية في أحكام أصول الدين.
- فضائل الأندلس.
- أمهات الخلفاء.
- رسائل ابن حزم.
- مراتب الإجماع.
- طوق الحمامة.
المراجع
- ↑ "كتاب الأخلاق والسير والتغيُّر النفسي عند ابن حزم الأندلسي"، إسلام أون لاين.
- ↑ ابن حزم، السير والأخلاق، صفحة 11.
- ↑ ابن حزم، فهرس كتاب الأخلاق والسير، صفحة 117-125. بتصرّف.
- ↑ الإمام الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 373-375. بتصرّف.
- ↑ "ابن حزم "، قصة الإسلام. بتصرّف.
- ↑ "ابن حزم"، المكتبة الشاملة .