محتويات
التعريف بكتاب الأيام
الأيّام لطه حسين الذي نشره عام 1955م وهو سيرة ذاتية له حكى فيها مفصليات من حياته منذ أن رأت عيناه النور إلى وقت كتابته لذلك الكتاب، لقد حاول طه حسين أن يصب ذاكرته على الورق الأبيض في ذلك الكتاب ليكون هو أول من أدخلَ السيرة الذاتية إلى العالم العربي بشكل مباشر، ويقع الكتاب في خمسمئة صفحة أو يزيد قليلًا وهو عدة أجزاء جمعه بعضهم في مجلد واحد لسهولة قراءته كاملًا.[١]
ملخص عن كتاب الأيام
لقد جعل عميد الأدب العربي الأيام في ثلاثة أجزاء جمعها آخرون بعده في مجلد واحد تروي قصة حياته من الخامسة عمره إلى الثلاثين وهو يحاول جهده أن تكون سيرة صادقة لا يراعي فيها نظرة المجتمع إليه ولا إلى الأحداث التي عاشها في سني حياته، يبدأ مع طفولته حين كان العمى وسواد الدنيا يسيطر عليه.[٢]
فيبدأ بالحديث عن أمه تلك المرأة الريفية البسيطة وعن الصعيد الذي كان يعيش فيه والمزرعة التي تحتضن عائلته وكيف كان سور المزرعة يحرمه من الانطلاق في سيره إلى ما بعده، يذكر طه حسين أنّه كان الابن السابع لثلاثة عشر ابنًا من أبيه وأمه وكانت أمه شديدة الحرص عليه والاهتمام به، لكنّ ذلك كان يغضبه لأنّه يحرمه من العيش بسعادة كما يريد، لقد صوّر طه العمى في نفسه وخلجات روحه.[٣]
ثم يأتي في كلامه في الجزء نفسه عن الكُتّاب الذي التحق به فيما بعد، وقد حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو في التاسعة من عمره، ويُفصل العميد في هذا الجزء عن شيوخ الدين الذين لا يعقلون شيئًا وعن معاملة شيخ الكُتّاب للطلاب وكيف أنّهم كانوا يجيبون إجابات غير صحيحة حال طرح الأسئلة عليهم كي لا يظهر جهلهم على العامة، وكم كانت فرحته كبيرة عندما دفع أخوه إليه ألفية ابن مالك حتى يحفظها ليستعد للذهاب إلى الأزهر ويرتع فيه بين أهل العلم والدين.[٣]
الجزء الثاني من كتاب الأيام كان في الأزهر حيث حكى فيه عن حلقات العلم التي كانت تدار فيه، فحلقة للنحو وأخرى للتوحيد وثالثة للغة ورابعة لغير ذلك، لقد استطاع طه حسين أن يكتسب من هذه الحلقات علمًا واسعًا، وقد أحبها حبًّا كبيرًا لكنّه عاب على مشايخ الأزهر تمسكهم بالقديم من العلوم وعدم تقبلهم للجديد أو محاولة مواكبة العلوم الشرعية للتطورات الحديثة.[٣]
لم يستطع أن يحتمل طه حسين الحياة في الأزهر وهو ما ناقشه في كتابه الأيام في الجزء الثالث؛ حيث إنّ التعنت الكبير لديهم كما أشار إلى ذلك كان يدعوه إلى الاختناق ويبحث دائمًا عن الحرية، حرية الفكر وحرية القول فبدأ يكتب المقالات النقدية التي تطال الأزهر وشيوخه، فأثار ذلك سخط شيوخ الأزهر عليه، ممّا أدى إلى فصله من الأزهر، انتقل بعدها طه حسين إلى باريس كما ذكر ذلك في الجزء الثالث.[٣]
لم تكن الحياة سهلة في الطريق الفرنسية فقد عانى كثيرًا بسبب اختلاف الجو العام المحيط به، ولكنّ ذلك لم يكن ليمنعه عن مواصلة حلمه على الإطلاق، فقد التقى بسوزان التي كانت فيما بعده عينه التي يبصر بها وانكبّ على دراسته حتى نال الدكتوراه الثانية ونال شهادة في الدراسات العالية من السوربون ليعود إلى مصر بعد ذلك.[٣]
الشخصيات الرئيسة في كتاب الأيام
لقد برز في كتاب الأيام مجموعة من الشخصيات الرئيسة التي كان لها دور واضح ومن بينها:
- حسن: شاعر من بلدة الفتى، كان يحب الفتى دائمًا أن يذهب إليه ليستمع إلى شعره وهو يسقي الأرض ويحرثها ويزرعها، وقد شعر الفتى بنفسه تعلقًا بالأدب منذ ذلك الوقت المبكر.[٤]
- والد الفتى: رجل ذو هيبة واسعة، حيث لمّا يقوم يصمت أهل البيت كلهم، ويهابه أبناؤه كثيرًا ويحملون في داخلهم الاحترام له، وهو رجل ديّنٌ يحافظ على ورده من القرآن ويفتخر بأبنائه كثيرًا.[٤]
- والدة الفتى: امرأة مسكينة ريفية تخاف على ابنها كثيرًا وتحظر عليه ما كنت تسمح به لإخوته المبصرين وكان ذلك يغضبه كثيرًا، وبسبب جهلها وحملها لأفكار نساء الريف من ازدراء الطبيب أدى ذلك بالفتى إلى العمى.[٤]
- شيخ الكتاب: رجل لا يعي من العلم شيئًا، استخدم وباء الكوليرا سببًا لبيع الأحجبة للنساء زاعمًا أنّها تقي من ذلك المرض الخطير، وكان يهمل الفتى كثيرًا ولم يكن يحبذه.[٤]
- الفتى: كان الفتى يتمتع بحضور باهر من حيث قدرته على التغلب على عماه وطلب العلم والمواقف التي تعرض لها مع عدة شيوخ رأوا من عماه نقصًا وعيبًا لكنّه لم يلتفت إليهم، كان حاضر الفكر متوقد الذهن طيبًا وفيًا لمعلميه الذين كانوا عونًا له.[٤]
آراء نقدية حول كتاب الأيام
لقد كثرت الآراء النقدية حول كتاب الأيام لطه حسين، ومن ذلك:[٥]
- السمرة محمود: "يلغي الحواجز بينه وبين القارئ بحديث صادق وأسلوب جميل وبساطة في القص وموسيقى عذبة يضبط إيقاعها إحساس طه حسين المرهف، وكل هذا جعل من الأيام خير سيرة ذاتية صدرت في اللغة العربية حتى الآن".
- أحمد النعيمي: "حين يتحدث طه حسين عن عاهة العمى، إنّه يتحدث عنها من الجانب الإنساني ويتحدث عن نفسه في هذا المقام بوصفه فردًا من فئة لها آلامها التي قد يشعر بها أو لا يشعر مجتمع المبصرين".
- سحر سليمان عيسى: "ثم ينتقل بنا إلى رحاب الأزهر وأدراجه وزواياه وينتقل بنا من حلقة إلى أخرى، أما في الجزء الثالث فيحدثنا عن فترة جديدة من حياته وهي فترة الصراع في سبيل التجديد والانفتاح وفترة الانتقال إلى عالم جديد وهو عالم أوروبا".
اقتباسات من كتاب الأيام
وردت العديد من العبارات التي صبّها طه حسين على الورق بحزن وأمل في آن معًا، ومن بينها:[٦]
- "الأبوة والأمومة لا تعصم الأب والأم من الكذب والعبث والخداع".
- "كان يكره أن يضحكَ إخوته، أو تبكي أمّه، أو يعلمه أبوه في هدوء حزين".
- "لكن الفرح كثير الشيوع، كما أنّ الحزن كثير الشيوع، ما أسرع ما تنتقل به العدوى بين المصريين".
الأيام تلك كما سطرها طه حسين حيث تحكي سيرته الذاتية وما كانت الشخوص في ذلك الكتاب سوى أشخاص عاصرهم وعاش معهم، فخرج ذلك الكتاب من وحي قلبه وسطره بنبضه على ورق أبيض بهيم.
المراجع
- ↑ "كتاب الأيام"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 4/9/2021. بتصرّف.
- ↑ " الأيام"، هنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 4/9/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج سمية زياد، السيرة الذاتية في النقد العربي الحديث، صفحة 43. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج طه حسين، الأيام، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ سمية زياد، السيرة الذاتية في النقد العربي الحديث، صفحة 50.
- ↑ "الأيام"، كود ريدز، اطّلع عليه بتاريخ 4/9/2021.