نبذة عن كتاب البرهان للزركشي

كتابة:
نبذة عن كتاب البرهان للزركشي

التعريف بكتاب البرهان في علوم القرآن

كتاب "البرهان في علوم القرآن" من أهم الكتب المصنَّفة في علوم القرآن، صنّفه العلّامة الموسوعي بدر الدين محمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي، وقد قسّمه إلى سبعة وأربعين نوعا، كل نوع يدور حول موضوع خاص من علوم القرآن ومباحثه الرئيسية.[١]

وقد سلك الإمام الزركشي في كتابه هذا طريقة متقنة في التصنيف، فحاول في كل موضوع أن يؤرخ له، ويحصى الكتب التي ألِّفت فيه، ويشير إلى أقوال العلماء في مختلف العلوم فيه، فيذكر مثلاً في المسألة أقوال المحدثين والفقهاء والأصوليين والمتكلمين وعلماء العربية.[١]

وقد بيّن العلامة جلال الدين السيوطي في مقدمة كتابه "الإتقان في علوم القرآن" أهمية كتاب البرهان للزركشي، وأشاد به، وعدّه أصلاً من الأصول التي بنى عليها كتابه، وتابع طريقته، ونقل كثيراً من فصوله، وتوسّع في المواضع التي اختصرها الزركشي، واختصر فيما أطاله.[٢]

التعريف بالمصنف

هو العلامة الموسوعي أبو عبد الله بدر الدين محمد بن بهادر بن عبد الله الزَّرْكَشِيِّ المصري، الفقيه الشافعي، والأصولي والمحدث، صاحب التصانيف الكثيرة في العلوم المختلفة، وُلد في القاهرة سنة 745 هـ، وتُوفي سنة 794هـ، وكان رحمه من أعيان علماء القرن الثامن الهجري.[٣]

أخذ عن الشيخين جمال الدين الإسنوي، وسراج الدين البلقيني، ثم رحل إلى حلب، ولازم الشيخ شهاب الدين الأذرعي. وقد ولي مشيخة خانقاه كريم الدين بالقرافة بعدما اشتهر بغزارة علمه، وحسن دينه، كان منقطعاً إلى الاشتغال بالعلم وله أقارب يكفونه أمور الدنيا، وتوفي في رجب ودفن بالقرافة الصغرى.[٤]

كان له براعة وتحقيق في التصنيف، ومن مصنفاته ما يأتي:[٥]

  • تكملة شرح المنهاج للإسنوي، واعتمد فيه على النكت لابن النقيب.
  • خادم الشرح والروضة وهو كتاب كبير فيه فوائد جليلة.
  • النكت على البخاري.
  • البحر المحيط في أصول الفقه، ويقع في ثلاثة أجزاء جمع فيه الكثير من الفرائد.
  • شرح جمع الجوامع للسبكي في مجلدين.
  • تخريج أحاديث الرافعي.
  • مصنف في الأدب سماه "ربيع الغزلان".

كتب علوم القرآن

هي الكتب التي تبحث في القرآن الكريم من جهات تختلف عن الجهات التي يبحثها المفسر عادة، حيث تبحث كتب علوم القرآن في القرآن الكريم من حيث؛ نزوله وترتيبه، وجمعه وكتابته، وقراءاته وتجويده، ومعرفة المحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول، وإعجازه، وإعرابه، ورسمه، وعلم غريب القرآن، إلى غير ذلك من العلوم المتعلقة بالقرآن.

وقد عدّ الإمام بدر الدين الزركشي في كتابه "البرهان في علوم القرآن" علوم القرآن سبعة وأربعين علماً مختلفاً،[٦]في حين أوصلها الإمام جلال الدين السيوطي إلى ثمانين علماً متعلقاً بالقرآن الكريم، وذلك في كتابه "الإتقان في علوم القرآن"،[٧]ولذلك فإن إدخال علوم بعينها يعد أمراً اجتهادياً.

قال الزرقاني في تعريفه: "مباحث تتعلق بالقرآن الكريم من ناحية نزوله وترتيبه وجمعه وكتابته وقراءته وتفسيره وإعجازه وناسخه ومنسوخه ودفع الشبه عنه ونحو ذلك"،[٨] أما موضوعه فهو القرآن الكريم من الحيثيات المذكورة في التعريف، وثمرته تحصيل الثقافة في القرآن الكريم، والتمكن من الدفاع عنه، بالإضافة إلى أنّ علوم القرآن مُعينة في حسن تفسيره، واستخراج معانيه.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب بدر الدين الزركشي، البرهان في علو م القرآن، صفحة 13. بتصرّف.
  2. جلال الدين السيوطي، الاتقان في علوم القرآن، صفحة 27. بتصرّف.
  3. بدر الدين الزركشي، البرهان في علوم القرآن، صفحة 3. بتصرّف.
  4. ابن قاضى شهبة، طبقات الشافعية، صفحة 167. بتصرّف.
  5. ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية، صفحة 168. بتصرّف.
  6. بدر الدين الزركشي، البرهان في علوم القرآن، صفحة 13. بتصرّف.
  7. جلال الدين السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، صفحة 233. بتصرّف.
  8. ^ أ ب عبد العظيم الزرقاني، مناهل العرفان، صفحة 27.
4211 مشاهدة
للأعلى للسفل
×