تلخيص كتاب التأملات لديكارت

كتابة:
تلخيص كتاب التأملات لديكارت


تلخيص كتاب التأملات في الفلسفة الأولى

كتاب التأملات في الفلسفة الأولى بالفرنسية، "Meditations of René Descartes" هو كتاب فلسفي ألفه الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت في عام 1641م، تناول أهم الأفكار الفلسفية واللاهوتية، منها إثبات وجود إله، وإثبات خلود النفس أو الروح، وفي بداية نشره كان الكتاب مخصًا لدارسي اللاهوت في جامعة السوربون في باريس، فقد نشر في البداية في اللغة اللاتينية ومن المعروف أن اللغة اللاتينية لم تكن لغةً شائعة بين الناس، بل كانت حكرًا لطبقة النخب الفكرية ورجال الدين.[١]


ناقش الكتاب أفكار عدد من الفلاسفة الآخرين مثل الفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز، وأنطون أرنو، وهؤلاء كانوا معاصرين لديكارت، ورد عليهم، مما زاد من شيوع الكتاب في أوروبا، وأثار الكتاب جدلًا واسعًا بين رجال الدين؛ لما فيه من حجج عقلية بحتة، فقد اعتمد ديكارت على إقصاء السلطات التي تفرض وصايتها على العقل وكانت الكنيسة من ضمن هذه السلطات.[١]


ولجأ إلى منهج عقلي عد ديكارت لاحقًا من أهم رواده، وأطلق عليه لقب أبو الفلسفة الحديثة؛ وذلك لما أحدثه من ثورة في الفلسفة، وقال ديكارت مشددًا على قيمة العقل: العقل هو الأعدل قسمًا بين الناس.[١]


كتاب التأملات في المكتبة العربية

تعد ترجمة الدكتور عثمان أمين لكتاب التأملات من أهم الترجمات العربية، وقد صدرت عن المركز القومي للترجمة بتصدير من الدكتور مصطفى لبيب، وحاول الدكتور عثمان أمين تقديمه إلى القارئ العربي بطريقة سهلة وبسيطة، يظهر ذلك من خلال وضعه لمقدمة مفاهيمية قللت من حجم الفجوة التاريخية، فالكتاب مكتوب منذ أكثر من أربعة قرون، ويتناول أعقد القضايا الفلسفية وهي الميتافيزيقا.[٢]


المنهج الديكارتي في كتاب التأملات في الفلسفة الأولى

المنهج من وجهة نظر ديكارت عبارة عن مجموعة من القواعد المؤكدة والبسيطة التي إذا أخذ الباحث بها فإنه سيكون في مأمن من الوقوع في الزلل، وهذه الخطوات كانت سبيل ديكارت للميتافيزيقا الديكارتية والتي كانت تدور حول الأنطولوجيا، وتمحورت حول قضيتين وهما؛ إثبات وجود إله بناءً على براهين عقلية، وإثبات خلود النفس عقليًا.[٣]


إن المنهج الديكارتي هو المنهج العقلي الذي يعد منهجية معارضة للمنهج التجريبي، فبالنسبة لديكارت، السلطة يجب أن تكون للعقل، ولذلك شرع في الشك في المعارف السابقة، ونتيجةً لهذا الشك توصل إلى ما أطلق عليه الكوجيتو الديكارتي، وهو "أنا أفكر إذن أنا موجود"، فمهما كان شك الإنسان، فلا بد أن يتيقن من أن هنالك ذات تشك، وتفكر، وهي الأنا.[٣]


وتجدر الإشارة إلى أن الشك الديكارتي شمل كل المعارف التي تلقنها الإنسان، وشمل مختلف مصادر المعرفة، وكان هدف ديكارت أن يقيم معرفته على أسس ثابتة، وواضحة المعالم، لذلك فرغ العقل البشري مما فيه، والشك الديكارتي هو شك مؤقت وإرادي، وبهذ كان نقطة تحول في الفلسفة، لأنه ليس شكًا لا إراديًا كما شك السفسطائيون، أي الشك من أجل الشك.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Meditations of René Descartes", Britannica, Retrieved 20/1/2022. Edited.
  2. رينيه ديكارت، التأملات في الفلسفة الأولى، صفحة 1-10. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت شرفة وحيدة، قواعد المنهج عند ديكارت، صفحة 87-88. بتصرّف.
5221 مشاهدة
للأعلى للسفل
×