محتويات
الكتب الإسلامية
لا رَيْبَ أنّ القراءة من أفضل الأشياء التي تكسب الإنسان علما وتقدمًا وتطورًا، مهما كانت وكيفما كانت وجهة طالب العلم دنيويًّا أو أُخرويًّا فلا بدّ أن يقرأ كي يصبح فاهمًا وعالمًا فيما يجهل، ومن باب أولى عند العلماء المسلمين أن يتعلم الإنسان المسلم ما يجهل من أمور دينه وشرعه، فمنهم من حثّ على قراءة الكتب الفقهية والحديثية الإسلامية وكتب العقيدة، لأن الكتب الدينية الإسلامية هي التي تصل المسلم بربه، ومن العلماء من قال: الكتب الدينية تؤخذ من أفواه العلماء، ومنهم من جوّز قراءة أو حفظ بعضها، ومن هذه الكتب المنصوح بها كتاب التوحيد، الذي يتكلم عن الله وصفاته، وكتاب بلوغ المرام في الحديث للحافظ ابن حجر، وكتاب الأربعين النووية وتتمتها لابن رجب.[١]
كتاب التوحيد
إن دلّ كتاب التوحيد على موضوعٍ فيدلّ على فقه وفهم الإمام محمد عبد الوهاب، وسعة علمه ودقّة نظره، وقد نال كتاب التوحيد قبولا ما له مثيل بين المسلمين، فقد انتشر انتشارا واسعًا وكبيرا، لِمَا فيه من الفائدة الكبيرة، ولتنظيمه ودقّة تبويبه، فجاء جامعا ومتعدّد الأبواب، جعل أوّل أبوابه قاعدةً من ثم قسّمه إلى أربعة أقسام:[٢]
- القسم الأول: ما يتفرّع من التوحيد.
- القسم الثاني: ما يكون منافيًا لأهل التوحيد.
- القسم الثالث: ما يكون منافيًا لكمال التوحيد.
- القسم الرابع: ما يكون منافيًا لكمال ثواب التوحيد.
منهج كتاب التوحيد
ولج الإمام محمد في كتاب التوحيد طريق أهل السنة والجماعة العظماء، في دقيق منهجهم اعتقادًا واتباعًا، ومن عظيم برهانه وحجته وباعه الطويل في منهج السلف الصالح لم يترك لأعدائه مأخذًا واحدًا يستطيعون من خلاله نقد شيء من كتابه كتاب التوحيد، وذلك من عقله الراجح ومنهجه السليم، جاء الكتاب في الدعوة إلى التوحيد، ولا شك أن التوحيد هو من أجلّ العلوم الشرعية التي يتوجب على كل مسلم أن يعرفها ويفهمها، وقد بيّن الإمام في كتاب التوحيد منهجه، وبيّن منهج أهل الفرق التي خالفت كتاب الله وسنّة نبيه عليه الصلاة والسلام، وكما أنه تكلم الإمام في كتابه عن بناء القبور والأضرحة، وعن الإستغاثة بالأموات، وعن الكهنة والشعوذة والسحر، وعن الحلف بغير الله، وعن الحلف بالأمانة، وعن النفاق والرياء، فكل هذه الأمور لا يستطيع المسلم أن يستغني عن فهمها، فهي تلازم المسلم في حياته اليومية، وقد شرح الكثير الكثير من العلماء كتابَ التوحيد شروحا ذات فائدة ونفع، ومن أجملها شرح الشيخ ابن باز رحمه الله، وشرح تيسير العزيز الحميد، وشرح قرّة عيون الموحّدين.[٢]
قول العلماء في كتاب التوحيد
احتوى كتاب التوحيد بيانَ عقيدة أهل السنة والجماعة، وهو دقيق في دليله ومرجعه، وقد تُرجم إلى اللغة الأندنيسية، واللغة الإسبانية، واللغة الفرنسية، واللغة الإنجليزية، واللغة الفارسية، وقد أثنى عليه الكثير من العلماء فمن الأقوال التي جاءت عنه:[٣]
- قال الشيخ عبدالله بن صالح القصير: هذا الكتاب كتاب عظيم النفع، جليل القدر، غزير العلم، مبارك الأثر، لا يعلم أنّه سبق أن صنف مثله في معناه، رغم صغر حجمه.
- قال الشيخ عبدالله الغنيمان -حفظه الله تعالى-: وهو كتاب فريد في بابه، لم يسبق بمثله ولن يلحق فيما يظهر، وهو جامع نافع.
- قال الشيخ عبدالله البسام: هو من أنفس الكتب ولم يُصَنَّف على مِنوالِه.
- يقول الشيخ صالح الفوزان: هذا الكتاب من أنفس الكتب المؤلفة في باب التوحيد.
- قال الشيخ عبد المحسن العباد: كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، هو أهمُّ وأوسع كتب الشيخ -رحمه الله تعالى- في العقيدة.
الإمام محمد عبد الوهاب
الإمام محمد بن عبد الوهاب بن علي بن محمد، يصل نسبه إلى مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويتصل بنسب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وِلد الإمام محمد بن عبد الوهاب في عام 1703م، في مدينة الرياض، وقبل أن يصل إلى عمر العشر سنين حفظ القرآن الكريم، وكان كثيرا ما يقرأ كتب الحديث والفقه وكلام العلماء المشهود لهم بالعلم، وغاص في علم التوحيد حتى فتح الله له ما فتح من علمه ومعرفته ولا يخفى كتابه كتاب التوحيد، فهو من أشهر كتبه، ولقد حاز من العلم الكثير وهو وقتئذٍ ما زال فتىً صغيرًا، وكان أبوه ذا علمٍ وكان قاضيًا، وجده من قبله كان قاضيًا، وكان بيتهم لا يخلو من العلماء وطلبة العلم، يعدّ الإمام محمد بن عبد الوهاب من العلماء الذين ساروا على نهج السلف الصالح، وعندما ذاع صيته وعلمه ذهب إليه محمد بن سعود وعقد معه تحالفًا وميثاقا، فمحمد بن سعود يسود البلاد، وهو يدعو إلى الله بالدعوة والجهاد في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله. وقد وافته المنية في عام 1206هـ، فرحم الله الإمام رحمة واسعة.[٤]
مؤلفات محمد عبد الوهاب
للإمام محمد عبد الوهاب اجتهاد عظيم ويد بيضاء في العالم الإسلامي، وتشهد ذلك مؤلفاته التي تدور بين العلماء وطلبة العلم إلى يومنا هذا، ولقد شهدت له كتبه بعلمه الغزير، وبفقهه الواسع، فهو من العالِمين العاملين، ومن المجددين المجتهدين، وهذا بعض من مؤلفاته المشهورة:
- كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد: من أفضل كتب محمد بن عبد الوهاب كتاب التوحيد، وقد بوّبه بـ 66 بابًا، ومن شدّة ما نال من القبول والإستحسان تجاوزت عدد شروحه العشرين شرحًا.
- كشف الشبهات: هو أجوبة عن الشبهات التي أثارها أهل الضلال والمبتدعين بين الناس، حتى يبعدوهم عن طريق الحق.
- مسائل الجاهلية: وهو عبارة عن أمور في الجاهلية قد خالفها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد بيّنها ووضّحها.
- كتاب الكبائر: جمع في هذا الكتاب ما هو متعلق بموضوع الكبائر من أحاديث، معتمدًا على ما صح من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
- مختصر زاد المعاد: هو مختصر كتاب زاد المعاد لابن القيم في السيرة والشمائل، وقد اختصرَه الإمام محمد بن عبد الوهاب بطريقة ملفِتة، يحكي الكتاب عن هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في العبادات كالطهارة والصلاة والحج والزكاة.[٥]
أقوال العلماء في محمد عبد الوهاب
هناك من العلماء الكثير ممن أثنى على الإمام محمد بن عبد الوهاب، وعلى علمه الوفير، وكتبه النافعة، وبالأخص كتاب التوحيد، وهذا بعض مما قاله العلماء في هذا الإمام الجليل والعالم النحرير:[٦]
- قال إمام الشام الشيخ محمد بهجة البيطار: ليس للوهابية، ولا للإمام محمد بن عبد الوهاب مذهب خاص، ولكنه -رحمه الله- كان مجددًا لدعوة الإسلام، ومتبعًا لمذهب أحمد بن حنبل.
- قال الشوكاني: وفي سنة 1215هـ وصل من صاحب نجد المذكور مجلدان لطيفان، أرسل بهما إليّ حضرة مولانا الإمام حفظه الله، أحدهما يشتمل على رسائل لمحمد بن عبد الوهاب، كلها في الإرشاد إلى إخلاص التوحيد، والتنفير من الشرك، الذي يفعله المعتقدون في القبور، وهي رسائل جيدة، مشحونة بأدلة الكتاب، والسنة.
- قال محمد بشير السهواني: والشيخ -رحمه الله- لا يعرف له قول انفرد به عن سائر الأمة، ولا عن أهل السنة والجماعة منهم، وجميع أقواله في هذا الباب، أعني ما دعا إليه من توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد العمل، والعبادات، مجمع عليه عند المسلمين، لا يخالف فيه، إلا من خرج عن سبيلهم، وعدل عن مناهجهم، كالجهمية، والمعتزلة، وغلاة عباد القبور، بل قوله مما اجتمعت عليه الرسل، واتفقت عليه الكتب، كما يعلم ذلك بالضرورة من عرف ما جاء به، وتصوره
- قال الصنعاني: لما طارت الأخبار بظهورعالم في نجد، يقال له: محمد بن عبد الوهاب، ووصل إلينا بعض تلاميذه، وأخبرنا عن حقائق أحواله، وتشميره في التقوى، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، اشتاقت النفس إلى مكاتبته بهذه الأبيات سنة 1163هـ، وراسلناها من طريق مكة المشرفة، ومنها:
وقد جاءت الأخبار عنه بأنه
- يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي
وينشر جهرًا ما طوى كل جاهل
- ومبتدع منه فوافق ما عندي
ويعمر أركان الشريعة هادمًا
- مشاهد ضل الناس فيها عن الرشد
المراجع
- ↑ "نصيحة حول قراءة الكتب الدينية وبيان أفضلها"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "كتاب التوحيد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2019. بتصرّف.
- ↑ " ثناء العلماء الأكيد على كتاب التوحيد "، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "محمد بن عبد الوهاب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "مؤلفات الإمام محمد بن عبد الوهاب "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "محمد بن عبد الوهاب من بقية السلف الصالح"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2019. بتصرّف.