نبذة عن كتاب العقيدة الواسطية

كتابة:
نبذة عن كتاب العقيدة الواسطية

نبذة عن كتاب العقيدة الواسطية

هذا المتن الجليل هو من أهم المتون التي جمعت ولخصت عقيدة أهل السنة والجماعة بأوضح عبارة، مع جمعه وذكره لبعض الأدلة الشرعية الدالة على المقصود، وقد حاز شهرة وانتشاراً كبيراً وتلقي بالقبول بين أهل السنة لذلك كثرت وتعددت شروحه وكثر اعتناء الناس بقراءته وحفظه ودراسته.

وأصل هذا المتن كما ذكر مؤلفه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في بدايته،؛ أنه جاءه أحد القضاة من أهل واسط بالعراق فطلب منه أن يكتب له عقدية مختصرة جامعة فيها ملخص عقيدة أهل السنة والجماعة يكون عليها المعتمد ويرجع فيها إلى أهل واسط ويعلمها الناس وذلك لغلبة الجهل.[١]

وألح عليه في الطلب، فكتب الشيخ هذه العقيدة بين العصر،[١] ومن هنا جاءت تسميتها بالعقيدة "الواسطية" نسبة إلى الجهة المكتوبة إليها، وبلد القاضي الذي طلب كتابتها.

ملخص متن العقيدة الواسطية

جمع ابن تيمية -رحمه الله- في متن الواسطية أهم مسائل العقيدة كما يأتي:[٢]

  • افتتح المتن بذكر عقيدة أهل السنة في أسماء الله وصفاته، وأفاض في هذه المسألة قليلاً؛ لأن هذه المسألة من أكثر المسائل التي كان عليها الخلاف في زمنه بين أهل السنة ومخالفيهم.
  • أشار إلى توحيد الألوهية والربوبية إشارة سريعة.
  • فصّل قليلاً في مسألة القضاء والقدر؛ لأنها أيضاً من المسائل التي وقع فيها خلاف كبير في فهمها.
  • أشار -رحمه الله- إلى سائر أمور العقيدة مثل: الإيمان باليوم الآخر وما فيه من الشفاعة والميزان والحوض والصراط والجنة والنار، والإيمان بالكتب والرسل والملائكة، وكرامات الأولياء، وحب الصحابة.

أبرز شروح العقيدة الواسطية

هناك عدّة شروح لهذا المتن، وأهمها ما يأتي:

  • التنبيهات اللطيفة عما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة، للشيخ عبد الرحمن السعدي.
  • شرح العقيدة الواسطية، للشيخ محمد خليل هراس.
  • شرح العقيدة الواسطية، للشيخ ابن عثيمين.
  • شرح العقيدة الواسطية، للشيخ عبد الله الغنيمان.
  • شرح العقيدة الواسطية، للشيخ عبد الرحمن البراك.

نبذة عن مؤلف الكتاب

مؤلف هذه العقيدة هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني -رحمه الله-، ولد عام 661 هـ في حران، ثم جاء دمشق مع عائلته نتيجة هجوم التتار على مدينتهم، وهناك نشأ وتلقى العلوم الشرعية وبرع فيها وأبدع، وكان يرى عليه مخايل النجابة من صغره، حتى إنه أفتى وجلس للتدريس عند بلوغه العشرين من عمره.[٣]

وكان -رحمه الله- سائراً على طريقة أهل السنة والجماعة، حنبلياً في الفقه، ذاع صيته وفاق أقرانه وجلس عنده الأكابر، وأقروا له بالعلم وأذعنوا بتقدمه، وكانت له مجالس في التفسير والفقه والعقيدة وغيرها.[٣]

واشتهر عنه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وشجاعته وعدم أخذه في الله لومة لائم، حتى كان له موقفه المشهور في التصدي للتتار لما أرادوا غزو دمشق، فذهب إلى أمير المماليك في مصر وحضه على الجهاد والدفاع عن دمشق، وكان في مقدمة الصفوف في واقعة شقحب فجاهد بلسانه ويده، حتى نصر الله المسلمين ورد عادية التتار.[٣]

ووقف في وجه أهل البدع والضلالة وكان ينكر عليهم بلسانه وقلمه ويده، ويناظرهم ويظهر عورهم وبطلان معتقدهم، حتى نصر الله به عقيدة أهل السنة والجماعة وأظهرها على ما سواها، وسافر إلى مصر والتقى بعلمائها وحصلت له مناظرات معهم حتى ابتلي بالسجن؛ لإنكاره عليهم بعض بدعهم، ثم رجع إلى دمشق وجلس فيها فترة حتى كاده بعض حساده فسجن مرةً أخرى في سجن القلعة في دمشق حتى لقي ربه عام 728هـ.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب محمد بن خليل حسن الهراس (1415)، شرح العقيدة الواسطية (الطبعة 3)، مصر:دار الهجرة للنشر والتوزيع، صفحة 8، جزء 1.
  2. عبد الرحمن السعدي (1414)، التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة (الطبعة 1)، الرياض:دار طيبة ، صفحة 14، جزء 1.
  3. ^ أ ب ت ث عبد الله الغصن (1424)، دعاوي المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية عرض ونقد (الطبعة 1)، الرياض:دار ابن الجوزي، صفحة 21، جزء 1.
3966 مشاهدة
للأعلى للسفل
×