محتويات
تعريف حول كتاب العواصف
كتب رواية العواصف الأديب جبران خليل جبران، وهو واحد من نوابغ الكتاب المعاصرين في المهجر الأمريكي، وأوسع الأدباء خيالًا، تعود أصوله لدمشق، قبل أن ينزح أحد أجداده إلى بعلبك ثم بشعلا في لبنان، وقد انتقل جده يوسف لقرية بشري التي ولد فيها جبران عام 1883م.[١] وقد تميز أدب جبران في بدايته على الثورة ضد الظلم والتقاليد والعادات البالية، وغطرسة الحكام ورجال الدين، وهذا ما ظهر في كل كتاباته ورواياته كالعواصف والأجنحة المتكسرة وغيرهم.[١] ولم يثر جبران في رواياته على الحكام ورجال الدين وحدهم، بل على كل الناس، وما يؤمنون به ويتبعونه من تقاليد وأفكار، تقوم على أسس ضعيفة وواهية، والتي كبلتهم بالخوف والذل والمسكنة والعبودية، وقضت على إرادتهم الخلاقة.[١]
ملخص كتاب العواصف
يضم كتاب العواصف مجموعة من القصص المختلفة التي تناقش العديد من المواضيع التي يحب جبران دائمًا الخوض فيها ومناقشتها، كالظلم الذي يواجهه الفقراء والضعفاء، والنقاء والصفاء الذي يحمله حب شاب صغير، والطبيعة التي دمرها رجل بلا أي داع وغيرهم.[٢]
يناقش جبران في كتابه ثلاث أفكار رئيسية، هي؛ الحياة، الموت والحب، من منظور فلسفي في إطار أسلوب أدبي، إذ يستخدم الأزهار والأشجار ليجعلها تستنطق أفكاره، ويفصح من خلالها عن أسرار الكون، وقد أبرز جبران في كتابة وصف دقيق لكلمة العبودية التي تختلف باختلاف الأشخاص على مسرح الحياة.[٢]
يوصف الكاتب الشرقيين بصورة تظهر خنوعهم وتخاذلهم، وقال أن الشرق ما هو إلا جسد مريض أنهكته العلل والأوبئة، حتى أنه اعتاد على المرض والألم، ودعا جبران في كتابه للخروج من هذه الحالة المؤسفة، عن طريق التحلي بروح التمرد والفرادة، وعدم الانسياق بشكل أعمى وراء التقاليد البالية.[٢] قسّم جبران خليل جبران في كتابه هذا العبودية لأشكال وفق دور الأشخاص في تمثيل العبودية على مسرح الحياة الإنسانية، وشخّص الدوافع التي تدعو للامتثال والخنوع، ووقف على فلسفة ذلك، وأخذ يحثّ على التّحرّر من ذلك، والخروج من هذه الحالة الحضارية من خلال تمجيده لقيم التمرد والتحلي بروح الفرادة بدل من الانسياق وراء التقاليد بشكل أعمى.[٢]
آراء القراء حول كتاب العواصف
ويشكو البعض من عدم فهم المغزى من بعض المواضيع في بعض الأحيان، إذ إن الآراء تؤكد على أن الكتاب جميل ورائع، لكنه مرهق في بعض الصفحات، ويمكن أن يصيب القارئ بالملل قليلًا في أجزاء معينة منه، إلا أنه في المجمل كتاب جريء يمكن أن يحمس القارئ على الثورة الفكرية، ضد كل ما يعتنقه من أفكار غير منطقية لا أساس صلب تحتها.[٣]
اقتباسات من كتاب العواصف
يعج الكتاب بالكثير من العبارات الرنانة، وفيما يأتي بعض من أجمل هذه الاقتباسات[٤]
- إن الميت يرتعش أمام العاصفة أما الحي فيسير معها راكضًا ولا يقف إلا بوقوفها.
- قد تمسكتُ بأذيالك، وسرت ورائك كطفل يلاحق أمه، متناسيًا ما بي من الأحلام، محدقًا بما فيك من الجمال، متعاميًا عن مواكب الأشباح المتطايرة حول رأسي، مجذوبًا بالقوة الخفية الكامنة في جسدك.
- إن المرأة التي أحبها قلبي شبيهة بالنساء اللواتي أحبتهن قلوبكم أيها الفتيان، هي مخلوقة عجيبة صنعتها الآلهة من وداعة الحمامة، وتقلبات الأفعى، وتيه الطاووس، وشراسة الذئب، وجمال الوردة البيضاء، وهول الليلة السوداء مع قبضة من الرماد، وَغَرْفَةٍ من زَبَدِ البحر.
- الحياة بغير الحب كشجرة بغير أزهار ولا أثمار، والحب بغير الجمال كأزهار بغير عطر وأثمار بغير بذور، الحياة، والحب، والجمال ثلاثة أقانيم في ذاتٍ واحدة مستقلة، مطلقة لا تقبل التغيير ولا الانفصال.
- لو كنت جائعًا بين أهلي الجائعين مضطهدًا بين قومي المضطهدين، لكانت الأيام أخف وطأةً على صدري، والليالي أقل سوادًا أمام عيني، لأن من يشارك بالأسى، والشدة يشعر بتلك التعزية العلوية لتي يولدها الاستشهاد، بل يفتخر بنفسه؛ لأنه يموت بريئًا مع الأبرياء.