محتويات
ضياء الدين ابن الأثير
ضياء الدين أبو الفتح العالم المشهور، اسمه الكامل نصر الله بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري المعروف بابن الأثير، وهو من علماء القرن السادس والسابع الهجري، كان عالمًا فقيهًا وحافظًا للقرآن الكريم، له كتاب "المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر" ويُعدّ هذا الكتاب من أمهات الكتب في المكتبة العربية، وهو أشهر مؤلفات ابن الأثير، سافر ابن الأثير كثيرًا فكان لهذه الأسفار الأثر البالغ في تعليمه، فرحل إلى الموصل وتعلّم على يد مشايخها، وبعدها أقام في دمشق قرابة الأربع سنوات متنقلًا بين كبار علمائها، فكان لهذه الإقامة أثرًا على تعلّمه أسرار الإنشاء والتأليف، ثم سافر إلى القاهرة واتصل بأعلام الأدب فيها، وسافر أيضًا إلى حلب واتصل بالأيوبيين فكان أحد وزرائهم، ونتيجة هذه التجربة الواسعة والأسفار كان ابن الأثير غزير الإنتاج والتأليف فله كتاب "تحفة العجائب وطرفة الغرائب" بالأضافة إلى العديد من الكتب المشهورة، فكان ابن الأثير عالمًا فقيها، ونحويًا مُجيدًا، وأديبًا بليغًا، ومؤرخًا إسلاميًا.[١]
فصول كتاب المثل السائر
كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر يقع في أربع مجلدات، وقد تحدث المؤلف في هذا الكتاب عن البلاغة في علم البيان والمعاني والبديع، وأفرد قسمًا من الكتاب في سر الصناعة اللفظية والصناعة المعنوية، وتحدث عن مواضع الإيجاز، وتطرق الكتاب إلى الإطناب والاشتقاق والتضمين والعديد من الفصول الأخرى، وقد تحدث ابن الأثير عن السرقات الأدبية وهو موضوع نقدي مازال فيه اختلاف إلى اليوم، وفيما يأتي أهم الفصول في كل مجلد:[٢]
- المجلد الأول: ركز ابن الأثير في هذا المجلد حديثه عن علوم البلاغة العربية، ولكن لم يخضع الكتاب للتصنيف المعروف اليوم، فكان يوجد خلط بين العلوم، فالكتاب من أمهات الكتب، ولم تكن التسميات كما هي اليوم، وأهم ما تحدثت عنه فصول الكتاب ما يأتي:
- علم البيان وأدواته.
- علم العربية من النحو والتصريف.
- أيام العرب وأمثالهم.
- المنظور والمنثور.
- علم القوافي والعروض.
- الحكم على المعاني.
- جوامع الكلم.
- الحقيقة والمجاز.
- الفصاحة والبلاغة.
- الطريق إلى علم الكتابة.
- علم البديع: ولم يذكر هذا الفصل بهذا الاسم صراحة، بل تحدث المؤلف عن ما يتضمنه علم البديع.
- سر الصناعة المعنوية.
- الاستعارة والتشبيه.
- التقديم والتأخير.
- قوة اللفظ لقوة المعاني.
- الإيجاز وأنواعه.
- الإطناب.
- المثل السائر.
- الصناعة المعنوية.
- التكرار.
- الكناية.
- الاقتضاب.
- الإسهاب.
- الاشتقاق.
- السرقات الشعرية.
- المجلد الثاني: في المجلد ركز ابن الأثير على سر الصناعة الكتابية، وفصل في الصناعة اللفظية والمعنوية، وتحدث عن الأدوات لهذه الصناعة، وفيما يأتي أهم الفصول في هذا المجلد:
- سر الصناعة المعنوية.
- الاستعارة والتشبيه.
- التقديم والتأخير.
- قوة اللفظ لقوة المعاني.
- الإيجاز وأنواعه.
- الإطناب.
- المجلد الثالث: تابع ابن الأثير في هذا المجلد الحديث عن سر الصناعة الكتابية، وبدأ بمعالجة قضية السرقات الشعرية، وفيما يأتي أهم الموضوعات في هذا المجلد:
- الصناعة المعنوية.
- التكرار.
- الكناية.
- الاقتضاب.
- الإسهاب.
- الاشتقاق.
- السرقات الشعرية.
- المجلد الرابع: أفرد ابن الأثير هذا المجلد بعرضه لقضية السرقات الأدبية والشعرية، وهي قضية نقدية فيها الكثير من الأقوال إلى اليوم، فكان كتاب المثل السائر موسوعة تحوي العديد من العلوم، فعُدَّ هذا الكتاب من أهم الكتب في المكتبة العربية.
قراءة في كتاب المثل السائر
يُعد كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لابن الأثير من كتب أصول الأدب، فقد ألمح ابن الأثير في مقدمة الكتاب إلى قيمة هذا الكتاب، وقال ابن الأثير في مقدمة الكتاب أن كتابه المثل السائر جاء مكملًا لثغرات الكتب الأدبية السابقة، ويُعد الكتاب مرجعًا للأدباء والكُتاب، فابن الأثير جمع الأدوات التي يجب على الكُتاب من الأدباء والشعراء معرفتها ليكونوا مبدعين في كتاباتهم، وتعرّض الكتاب لكثير من القضايا النقدية المتصلة بالأدب، وعلى رأسها السرقات الأدبية، وهذه القضايا تُعد شائكة إلى هذا اليوم، لكن ابن الأثير عرضها بأسلوب علمي مميز.[٣]
أما علماء البلاغة العربية فيعُدون كتاب المثل السائر من الكتب السامقة في البلاغة، فالكتاب يحوي مادة غزيرة مدعمة بالأمثلة الوافية، فجهد ابن الأثير واضح في الكتاب، فهو نتيجة سنين من الشطب والإضافات والتعديلات حتى وصل إلينا بهذه الحلة، غير أن ما ورد من علوم البلاغة لم يكن يخضع للتصنيفات المعروفة اليوم، فالكتاب من الكتب الأوائل، وشهدت البلاغة أطوارًا من التجديد، واللافت في الكتاب أن ابن الأثير ذكر الكثير عن مقضيات الأسلوبية، غير أنه لم يذكر مسمى الأسلوبية، والأسلوبية مصطلح حديث، فكان من الأوائل الذين تحدثوا في هذا المجال، فكتاب المثل السائر إذًا من أهم كتب النقد والبلاغة والصناعة الكتابية وأفاد منه علماء الأسلوبية.[٤]
قيمة كتاب المثل السائر
تكمن قيمة كتاب المثل السائر باعتباره مرجعًا في أصول الصناعة الكتابية بشقيها الشعري والنثري، إذ إنَّ هذه الصناعة عليها إقبالًا كبيرًا إلى هذا اليوم، فقد جمع المؤلف ابن الأثير الأدوات اللازمة للكتابة وأدرجها في كتابه، وهذه الأدوات قسمها إلى قسمين قسم أدوات الكتابة المعنوية، وقسم الكتابة اللفظية، ويُعد الكتاب من المراجع في قواعد الأدب العربي، فالكتاب بمثابة اللبنة التي سدت ثغرات الكتب الأدبية السابقة، أما محتويات الكتاب من فصول ومباحث فاتصفت بالموسوعية، فقد عرض الكاتب ابن الأثير لآراء العلماء في عصره ثم رجح أحد الآراء بطريقة ذكية مدعمًا إياه بالحجة والأدلة، ولم يكتف بترجيح أحد الآراء فقط، بل جاء بالاستشهادات من روائع النصوص التي سبقت عصره، وأورد بعد ذلك تطبيقًا يدعم الفكرة، حتى إن ابن الأثير اتصف بالموسوعية والشمولية، فكان عالمًا ليس فقط بالأدب وما يتصل به من علوم النقد والكتابة والبلاغة والنحو بل تضمن الكتاب لكثير من العلوم التي أتقنها ابن الأثير منها علوم القرآن الكريم وعلم التاريخ، والفلسفة والفلك وغيرها، وبناءً على ما سبق، فإن كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لمؤلفه ابن الأثير يُعد من الكتب الأمهات التي يُستسقى منها الكثير من علوم الأدب العربي، وكان الكتاب مرجعًا لمن يريدون إجادة الصناعة الكتابية.[٥]
المراجع
- ↑ "نصر الله ابن محمد"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-27. بتصرّف.
- ↑ "كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ت الحوفي"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-27. بتصرّف.
- ↑ "كتاب: المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر **"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-27. بتصرّف.
- ↑ "قراءة في "المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر" (1/2) "، www.alaraby.co.uk، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-27. بتصرّف.
- ↑ "كتاب المثل السائر"، www.alkhaleej.ae، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-27. بتصرّف.