نبذة عن كتاب بلاغة الكلمة في التعبير القرآني

كتابة:
نبذة عن كتاب بلاغة الكلمة في التعبير القرآني


الغرض من تأليف الكتاب

ذكر المؤلف في مقدمة كتابه عدة أسباب دعته لكتابه كتابه هذا، وفيما سيأتي عرض لها:[١]

  • بحثه للجانب البلاغي في كلمات وألفاظ وتراكيب قرآنية لم يجد أحداً من المعنيين بدراسة بلاغة القرآن أو بدراسة المتشابه قد أشاروا إليه، وبخاصة ما يتعلق بالسر البياني في تغاير الذكر والحذف في المفردة القرآنية، نحو الفرق بين: "تنزّل" و"تتنزّل". والفرق بين: "توفاهم" و"تتوفاهم"، والفرق بين "نبغِ" و"نبغي" وغيرها.
  • إعادة درسة ألفاظ وتراكيب وكلمات تطرق الباحثون قبله لها، وحاولوا أن يتلمسوا بلاغة الكلمة فيها ولكن آراءهم لا تخلو من نقد وتكلف، كتعليل متكلف للفروق بين استخدام بعض المفردات، كاستعمال الإفراد والتثنية والجمع كالنخل والنخيل، وتعاور المفردات كالعاكفين والقائمين.
  • لم يجد المؤلف كتباً مختصة في حدود ما اطلع عليه في شأن المفردة في القرآن الكريم وتعليل استعمالها.
  • جمع ما تفرق في كتب التفسير التي تعنى بالتفسير البياني وكتب مباحث علوم القرآن المختلفة وكتب اللغة المتخصصة كالبيان والبديع، وكتب المتشابه وغير تلك الكتب من إشارات ولطائف بيانية تعلل سبب اختيار تلك اللفظة القرآنية في ذاك الموضع دون غيرها من الألفاظ المشابهة لها والأكثر استعمالاً، كسر اختيار لفظ: "يخرصون"، وسر اختيار لفظ: "يظنون"، وسر اختيار لفظ: "القسط".


موضوعات مندرجة في العنوان واعتذرَ المؤلف عن الكتابة حولها

قد يتوقع الذي يقرأ عنوان الكتاب أن يجد بعض الموضوعات المتعلقة ببلاغة الكلمة، كالإدغام وفكّه نحو الفرق بين تركيبي: "من يرتد و"من يرتدد"، كالفروق اللغوية بين الخوف والخشية، والفروق بين الشُّح والبخل، والفروق بين الصراط والسبيل. وعلل المؤلف أسباب عدم كتابته لها لما سيأتي بيانه:[٢]

  • تجنُّب المؤلف الكثير مما قام ببحثه في كتبه السابقة قدر الإمكان، كموضوع الإدغام وفك الإدغام الذي تحدث عنه في كتابيه: "كتاب التعبير القرآني" و"كتاب الجملة العربية"، والفروق بين معاني الأبنية كالمصادر والجموع وغيرها مما بحثه في كتابه: "معاني الأبنية في العربية".
  • لم يبحث المؤلف في موضوعات أخرى هامة؛ معللاً ذلك بأنَّ الكلام فيها يتّسع اتساعاً كبيراً، ولعلّ الله ييسر له أن يكتب فيها شيئاً في قابل الأيام.


القاعدة التي خرج بها الكتاب وأمثلة عليها

وصل الدكتور فاضل السامرائي -مؤلف الكتاب- إلى نتيجة جعلها قاعدة في كتابه، وهي: الجزم بأنَّ كل مفردة قرآنية وُضعت وضعاً فنياً مقصوداً في مكانها المناسب، وأنَّ الحذف لأي حرف أو الفك لأي إدغام من تلك المفردة مقصود، كما أن الذكر مقصود، وأنّ الإبدال مقصود، كما أنّ الأصل مقصود، وكل تغيير في المفردة -أو إقرار بقائها على الأصل- مقصود، وله غرضه كما سيتبيّن في أمثلة منها ما سيأتي:[٣]

  • الفرق بين لفظي: "اسطاعوا" و"استطاعوا"

نجد في سورة الكهف أن القرآن عبّر عن نفيه لاحتمال أن يخرق قوم يأجوج مأجوج السد الذي بناه ذو القرنين وكذلك نفي احتمال أن يصعدوا فوقه ليتجاوزوه، بتعبيرين مختلفين فقال: (فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا)،[٤] فجاء تخفيف الأحرف للدلالة على الصعود "اسطاعوا"؛ لأنَّ الصعود يحتاج لخفة، بينما ثَقبُ الجدار يحتاج ثقلاً وقوة فجاءت زيادة الحروف "استطاعوا"، وهذا الرأي أيده ابن عاشور من باي الزيادة في المبنى زيادة في المعنى.[٥]

  • الفرق بين لفظي: "ما" الموصولة و"الذي"

نعرف أنَّ من معاني "ما" الموصولية، ولكن بما أنه لا ترادف في القرآن فإن لفظ "ما" يفترق عن لفظ "الذي" بفرق دقيق، وهو أنَّ لفظ "الذي" يدل على موصولية أشد مِن "ما"، ويتضح ذلك من هذه الآية: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ)،[٦] فلم يقل: "وما أوحينا إليك"؛ لأنَّ الذي أوحِي به إلى سيدنا محمد أشد وضوحاً ما أوحي لنوح، وهذا التفريق سبق للمؤلف أن ذكره وتوسع به في كتابه: "معاني النحو".[٧]

  • الفرق بين لفظي: "تستطع" و"تسطع"

في البداية حذَّره الخضر قائلاً له: (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)،[٨] ولكن في نهاية الرحلة حصل نوع من العتاب فقال الخضر: (ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا)،[٩] والفرق بينهما أن لفظ "تستطيع" -في أول الحوار- أزيَد في حدد الحروف من لفظ "تسطع" -في آخر الحوار-؛ لأنَّ المقام في بداية الحوار مقام شرح: فناسبته الزيادة، بخلاف مقام المفارقة والترك. وزاد البقاعي أنه حذف التاء بعد انكشاف غطاء الغيب، وعُرِف السبب.[١٠]

المراجع

  1. فاضل السامرائي (2006)، بلاغة الكلمة في التعبير القرآني (الطبعة 2)، القاهرة:العاتك لصناعة الكتاب، صفحة 2. بتصرّف.
  2. فاضل السامرائي (2006)، بلاغة الكلمة في التعبير القرآني (الطبعة 2)، القاهرة:العاتك لصناعة الكتب، صفحة 5. بتصرّف.
  3. فاضل السامرائي (2006)، بلاغة الكلمة في التعبير القرآني (الطبعة 2)، القاهرة:العاتك لصناعة الكتب، صفحة 9. بتصرّف.
  4. سورة الكهف، آية:97
  5. ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 38. بتصرّف.
  6. سورة الشورى، آية:13
  7. فاضل السامرائي، معاني النحو، صفحة 132. بتصرّف.
  8. سورة الكهف، آية:67
  9. سورة الكهف، آية:82
  10. برهان الدين البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، صفحة 123. بتصرّف.
7767 مشاهدة
للأعلى للسفل
×