محتويات
نبذة عن كتاب حلية الأولياء
اسمه الكامل كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، وهو من أفضل الكتب المصنفة في التراجم، حيث صنّف فيه الأصبهاني لمجموعة من الناس على رأسهم الصحابة الكرام -رضي الله عنهم-، والتابعين وتابع التابعين، بالإضافة إلى أنه يهتمّ بذكر أخبار الزهد والورع،[١] وقد ذكر أبو نعيم -رحمه الله- في مقدمة كتابه أنه جمع كتاباً يتضمّن أسامي جماعة، وبعض أحاديثهم وكلامهم من أعلام المتحقّقين من المتصوّفة وأئمّتهم.[٢]
وقد أقبل العلماء على كتاب حلية الأولياء إقبالاً جماً، سواءً في تراجم الرواة؛ وهي تراجم راعى فيها أبو نعيم عناصر الترجمة المفيدة لرجال الإسناد، من ذكر لنسب الراوي، حتى لا يختلط بغيره من الرواة ممن يتشابه في الاسم، وكذا ما يُعرف به الراوي من الصفات، وتزكية العلماء له، وهل تتوفر فيه شروط الرواية من العدالة والضبط، كما يذكر شيوخ الرواة وتلاميذهم.[٣]
منهج الأصبهاني في كتاب حلية الأولياء
كان لأبي نعيم منهجاً فريداً مميزاً في كتابه؛ مما جعله يحتل منزلة عالية بين الكتب بصفة عامّة، وكتب الحديث بصفة خاصة، فالمتتبّع لمنهج هذا الكتاب يجد أنه امتاز بالعديد من الأمور منها:
المقدمة
بدأ المصنّف كعادة المؤلفين بمقدمة للكتاب يذكر فيها سبب تأليفه الكتاب؛ استجابة لطلب بعض الناس منه بأنْ يجمع أعلام المتصوّفة وأئمتهم، وأحاديثهم وكلامهم، وترتيب طبقاتهم؛ مِن قرن الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن بعدهم ممن عرف الأدلة والحقائق، ثم يشرع في ذكر حدود التصوّف وصفات أهله، مع ذكر مستنده من الحديث.[٤]
الترتيب العام للتراجم
بدأ المؤلّف كتابه بذكر الصحابة؛ فبدأ بالخلفاء الأربعة، ثم أكمل بقيَّة العشرة المبشرين بالجنة، ثم بقية الصحابة على غير ترتيب معين، إلا أنه من خلال عملية الاستقراء وجدنا أنه قدّم بعض المهاجرين على الأنصار، وبعض من توفّي في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- على غيرهم، ثم ذكر الصحابة المذكورين من أهل الصُّفّة، وذكرهم مرتّبين على حروف الهجاء، وختم تراجم الصحابة بذكر عددٍ من الصحابيات -رضوان الله عليهن-.[٤]
منهجه في الحديث
اعتنى أبو نعيم في كتابه الحلية بالحديث وعلومه، وله في ذلك منهج يتميّز به عن غيره، ويمكن تلخيصه من خلال النقاط الآتية:[١]
- يعرض الحديث الواحد بأسانيده المتعددة في سياق واحد.
- يتكلم بعد الحديث، ويعلّق عليه غالباً.
- يستخدم ألفاظ المقارنة بين الأحاديث إذا تكرر الحديث عنده.
- يحكم على الحديث من خلال العبارات الآتية: صحيح، متفق عليه، أخرجه البخاري ومسلم، صحيح ثابت.
- يبيّن الروايات الشاذة.
- يعتني بذكر ألفاظ الجرح والتعديل.
التعريف بمؤلف كتاب حلية الأولياء
هو الإمام أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران، حافظ، مؤرخ، واشتُهر بالأصبهاني؛ نسبة إلى مدينة أصبهان، وكنيته التي اشتُهر بها: أبو نعيم، وهو صاحب كتب عديدةٍ من أهمها كتابه: حلية الأولياء، وقد وُلد في شهر رجب سنة ستّ وثلاثين وثلاثمئة للهجرة، وكانت أصبهان مركزاً علمياً هاماً في ذلك العصر.[٥]
المراجع
- ^ أ ب مها أبو نمر، هشام زقوت، الأحاديث الزائدة على الكتب الستة التي حكم عليها الأصبحانب بالصحة، صفحة 6.
- ↑ أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء، صفحة 3-4. بتصرّف.
- ↑ مها أبو نمر، هشام زقوت، الأحاديث الزائدة على الكتب الستة التي حكم عليها الأصبحانب بالصحة، صفحة 7.
- ^ أ ب مها أبو نمر، هشام زقوت، الأحاديث الزائدة على الكتب الستة التي حكم عليها الأصبحانب بالصحة، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑ خير الدين الزركلي، الأعلام، صفحة 157. بتصرّف.