محتويات
تعريف حول رسالة الصحابة
إن كتاب "رسالة الصحابة" يعُّد وثيقة أدبيّة ذات طابع سياسيّ خطَّها ابن المقفع إلى الخليفة العباسيّ أبي جعفر المنصور، تضمّن توصياتٍ نافعة بعد أن استعرض قضايا الفساد في المجتمع العباسيّ في ذلك الوقت، فكانت فكرته الأساسية التي يقصدها هي الإصلاح الاجتماعيّ للجوانب كلّها.[١]
ولا يُقصد برسالة الصحابة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن قصد بها صحابة الولاة والخلفاء، وهم من يقربهم الخليفة ويجعلهم موضع السر منه ويستشيرهم في أموره.[١]
مضمون رسالة الصحابة
جاء في رسالة الصّحابة التي أرسل بها ابن المقفع لأبي جعفر المنصور ما يأتي:[٢]
- تنظيم أفكار الجند
قال ابن المقفع إنّ الجند ينبغي أن يكون لهم دستور أو قانون يبين لهم الواجب فعله والواجب تركه، حيث يجب على رؤسائهم أن يحفظوه ويوجهون به عامتهم، فترك الأمر يدفع إلى الفوضى، وأظهر ابن المقفع استيان هذا دفع بعضاً منهم إلى المغالاة في طاعة أوامر أمير المؤمنين.
- إدارة الشؤون المالية والجند
أشار إلى أن يفصل بينهما؛ ذلك أن الخليفة كان يولي قادته الخراج (الضرائب) بعض الأقطار، وذكر ابن المقفع السبب في ذلك بأن ولاية الخراج تفسد المقاتلة، حيث إن كثيرين من القادة اعتزوا بما في حوزتهم من الجند والمال، فخرجوا على الدولة وسببوا كوارثَ لا تعدّ ولا تحصى.
- مراعاة الكفاية في المراكز القيادية
شدد ابن المقفع بشأن الجند أن تراعى الكفاية في المراكز القيادية، وبأسلوب مهذب لفت نظر الخليفة إلى إعادة النظر في الرؤساء ومرؤوسيهم، فكثير من المرؤوسين أكثر كفاءة من رؤسائهم، فلو ولي الرئاسة خيارهم ووضع الجند في منازلهم حسب كفايتهم، لحصل للبلاد من ذلك خيرٌ عظيم.
- تثقيف الجند
حيث إنه طالب بتثقيفهم ثقافة علمية وخُلقية، بتعليمهم وتلقينهم الكتابة وتفقيههم في الدين، وجَعْل الأمانة والعفة والتواضع عادة عندَهم، والبُعد عن التنعّم والترفّه في الزيّ والعطر واللباس، وطالب بتعيين وقت محدد يأخذ فيه الجنود أرزاقهم؛ فذلك أرسخ لطمأنينتهم، وأمنع للشكوى والاستبطاء.
- تقصي أخبار الجند وأحوالهم
كان ذلك آخر مطالب ابن المقفع في رسالته، ويعين في ذلك الرجال الثقات الذين يستطيعون الوصول إليه ولا يكتمونه سرًا، وألا يُستكثر ما ينفق في هذا المجال وإن عظم، فإن في هذا حزمًا واستئصالًا للشر قبل استفحاله.
أهمية رسالة الصحابة
تنبع أهمية الرسالة من كونها واحدة من أوائل نصوص الفكر السياسي الإصلاحي في التاريخ الإسلامي، كتبها ابن المقفع لغاياتٍ إصلاحيّة؛ لِما كان يشهده من فساد إبّان العصر العباسيّ، وقد رأى أنّ النّصحَ واجبٌ حين ساءته أحوال عصره.
نبذة عن ابن المقفع
ابن المقفع هو أبو محمد عبد الله، عُرف باسم روزبه بن داذويه وبِلَقب "ابن المقفع"، وهو من أصول فارسية، نشأ وترعرع في البصرة في ولاء آل الأهتم الذين كانوا يتميزون بفصاحة اللسان، وكان ابن المقفع واليًا على العراق لمروان ابن محمد آخر الخلفاء الأمويين. يُرجّح أنّخ قُتل ما بين سنة 142هـ و145هـ.[٣]
المراجع
- ^ أ ب "رسالة الصحابة لأبن المقفع: قراءة في التفكير والتعبير"، المنظومة، اطّلع عليه بتاريخ 12/6/2022. بتصرّف.
- ↑ جاسم عبد الواحد (1/12/2019)، "رسالة الصحابة لابن المقفع: قراءة في التفكير والتعبير"، دار المنظومة، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2022. بتصرّف.
- ↑ حسين جمعة، ابن المقفع سيرة إبداع بين حضارتين: العربية و الفارسية، صفحة 75-76-77. بتصرّف.