محتويات
أبو العباس القلقشندي
هو شهاب الدّين أحمد بن علي بن أحمد القلقشندي، ويُلقّب بالفزاري، وذلك لنسبه لقبيلة فزارة العربية، والقلقشندي مؤرخ وأديب، أما لقبه القلقشندي فيعود لاسم القرية التي وُلد فيها، وهي قلقشندة بمحافظة القليوبية، وتلقى تعليمه في القاهرة والإسكندرية، وكان حَذِقًا في مجال الأدب والفقه الشافعي، كما اشتُهر في البلاغة والإنشاء، وهذا ما جعله يلتحق بديوان الإنشاء في فترة حكم السلطان الظاهر برقوق، ومع أنه أمضى آخر فترة من حياته بعيدًا عن المناصب إلا أنه بقي محتفظًا بمكانته في البلاط المملوكي، وهو مؤلف كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا، ومن مؤلفاته أيضًا: مآثر الإنافة في معرفة الخلافة، ونهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، وقلائد الجمان في معرفة عرب الزمان.[١]
كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا
إنّ عنوان كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا يوحي لمن لم يطلع على مضمونه أنه مختص بالكلام عن طرق الإنشاء والكتابة الأدبية، إلا أنّ الكتاب في الحقيقة يُعد من الموسوعات الضخمة في الأدب والتاريخ والجغرافيا والعلوم الشرعية، وقد كان هدفه من هذا الكتاب يتوجه نحو موظف الديوان الذي كان مسؤولًا عن أمور الكتابة وتدوين كل التفاصيل المتعلقة بالحكم والحكّام، وقد عمد القلقشندي في تقسيمه لكتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا إلى جعله في مقدمة ومقالات عشر، وفي المقدمة تمهيد لأهمية الكتابة وفضل الكتّاب، وميّز النثر عن الشعر، إضافة إلى عرض لمحة تاريخية عن ديوان الإنشاء عبر العصور.[٢]
وتنوعت مقالاته العشر بين الحديث عن التقسيم الجغرافي للإسلام، وعن تاريح السلاطين والملوك، وتنظيم الولايات، ومن ثم عن الوصايا الإسلامية، وتطرّق أيضًا إلى العهود والمواثيق ما بين الجاهلية والإسلام، ومن ثم ختم بنماذج من الرسائل بين الملوك ليضع بين يدي القارئ نموذجًا تطبيقيًا لطريقة الإنشاء وفضل الكتابة وأهميتها، ومما يجدر ذكره أن الكتاب طُبع أكثر من مرة وفي بلدان مختلفة وهذا يؤكد أهمية الكتاب وشموليته وموسوعيته.[٢]
اقتباسات من كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا
لمّا كان لكتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا هذه الأهمية والمكانة التي جعلت منه كتابًا مطلوبًا في كثير من البلدان عربيةً وأجنبيةً، فهذا يعني بكل تأكيد أن مضمونه ذا قيمة عالية ومعلومات قيّمة، ولعل عرض اللمحة لا يغني عن الاطلاع على المضمون والتبحّر فيه والإفادة منه، ولكن يمكن عرض مقتطفات من هذا الكتاب تشجّع على اقتناء الكتاب وقراءته، ومن هذه المقتطفات ما ذكَرَه عن الموضوعين الآتيين:[٣]
الأوصاف المشتركة بين الرجال والنساء
العقل والعفّة، ويدخل تحت كل من هذين الأصلين عدّة من أوصاف المدح، فأمّا العقل فيدخل تحته العلم؛ وصفاته: المعرفة، والحياء، والبيان، والسّياسة، والكفاية، والصّدع بالحجّة، والحلم عن سفاهة الجهلة وغير ذلك مما يجري هذا المجرى، ولا يخفى أن هذه الأوصاف مطلوبة في الرجال والنساء جميعًا، وإن كان أكثرها بالرجال ألْيَق.[٣]
شرف المعاني وفضلها
اعلَمْ أنّ المعاني من الألفاظ بمنزلة الأبدان من الثّياب، فالألفاظ تابعة، والمعاني متبوعة، وطلب تحسين الألفاظ إنما هو لتحسين المعاني، بل المعاني أرواح الألفاظ وغايتها التي لأجلها وضعت، وعليها بُنيت؛ فاحتياج صاحب البلاغة إلى إصابة المعنى أشدّ من احتياجه إلى تحسين اللفظ، لأنه إذا كان المعنى صوابًا واللفظ منحطًّا ساقطًا عن أسلوب الفصاحة كان الكلام كالإنسان المشوّه الصورة مع وجود الرّوح فيه، وإذا كان المعنى خطأً كان الكلام بمنزلة الإنسان الميّت الذي لا روح فيه؛ ولو كان على أحسن الصّور وأجملها.[٣]
المراجع
- ↑ "أبو العباس القلقشندي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "صبح الأعشى"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشاء"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019.