نبذة عن كتاب علم البديع لابن المعتز

كتابة:
نبذة عن كتاب علم البديع لابن المعتز


نبذة عن كتاب البديع لابن المعتز

يعدّ كتاب البديع من الكتب التي أُلفت في مجال علم البلاغة والنقد، فقد أُلِّف في القرن الثالث هجري على يد الخليفة ابن المعتز العباسي، والذي حاول فيه جمع غير قليل من أبواب البلاغة، مع التمثيل عليها، فحصر كتابه في خمسة مباحث، لكنه أشار إلى أنّ هذه المباحث ليست كل أبواب علم البلاغة، فللقارئ الحرية بأن يزيد عليها ما يراه مناسبًا.[١]


ولابد من الإشارة إلى أنّ كتاب البديع لا يحتوي بداخله أبواب علم البديع المعروفة اليوم، والتي وضعها وصنفها السكاكي في كتابه مفتاح العلوم، وإنما ضمّ هذا الكتاب أبوابًا من مختلف علوم البلاغة كعلم البيان، وعلم المعاني، وعلم الدبيع، ولعل هذا الأمر جاء نتيجة عدم نضوج مصطلحات هذه العلوم، فكان لفظ البديع يُستعمل للدلالة على علم البلاغة كاملا، وليس على المحسنات اللفظية والمعنوية كما هو الحل في تقسيمها اليوم.[٢]


سبب تأليف كتاب البديع لابن المعتز

جاء كتاب علم البديع ردًا على الحركة الشعوبية التي قام بها أصحاب الأصول الفارسية، وهي حركة تسعى إلى تمجيد تراث فارس، واحتقار العرب ونتاجهم، فادّعوا أن ليس للعرب نتاج أدبي ولا بلاغي أصيل، وأن كل ما قدمه العرب في شعر ونثر هو نتيجة انتفاعهم بتراث الفرس، فليس للعرب حسب ادعائهم أي تراث بلاغي، وكل ما عرفوه في أبواب علم البلاغة جاء من عند الفرس.[١]


وقد حاول ابن المعتز أن يرد على هذا القول والافتراء، وأن يثبت جدارة العرب في مجال الأدب والبلاغة، فأشار إلى غير قليل من الشواهد في القرآن الكريم، والشعر وكلام العرب، مما تضمن أمثلة على الأساليب البلاغية من استعارة ومجاز وكناية وغيرها من الأساليب البلاغية، ووضحها وكشف عن فنون استعمالها، فالعرب لهم بلاغتهم الجمالية التي اختص أدبهم بها وتميز عن التراث الفارسي.[٣]


لكن ابن المعتز في كتابه لم يكن له منهجية واضحة ومطردة، فقد كان يورد الشواهد والأمثلة من غير انتظام، فعندما يورد الشاهد لم يكن ملتزمًا بشرحه أو لا، فكان يشرح بعض الأمثلة، ويتجاوز عن أخرى، أما في الأبواب التي ذكرها بعد المباحث الخمس، كانت شواهده قليلة مقارنة مع المباحث الأولى.[٣]


أبواب كتاب البديع لابن المعتز

تألّف كتاب البديع من خمسة مباحث بلاغية، هي: الاستعارة، والجناس، والمطابقة، ورد عجز الكلام على إصداره، والمذهب الكلامي، ومن ثمّ ذكر ثلاثة عشر بابًا فرعيًا بعد المباحث الخمسة الرئيسة، ووصفها ابن المعتز بأنها بعض محاسن الكلام والشعر.[٣]


كانت الالتفات، والرجوع، وحسن الخروج من معنى إلى معنى، وتأكيد المد بما يشبه الذم، وتجاهل العارف، وهزل يراد به الجد، وحسن التضمين، والتعريض والكناية، والإفراط في الصف، وحسن التشبيه، وإعنات الشاعر نفسه في القوافي وتكلفه من ذلك ما ليس له، وحسن الابتداء، واعتراض كلام في كلام لم يُتم الشاعر معناه.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب عبدالله ابن المعتز، البديع، صفحة 1. بتصرّف.
  2. إحسان عباس، تاريخ النقد الأدبي عند العرب، صفحة 120. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت عبد العزيز عتيق، تاريخ النقد الأدبي عند العرب، صفحة 398. بتصرّف.
  4. عبد العزيز عتيق، تاريخ النقد الأدبي عند العرب، صفحة 397. بتصرّف.
5736 مشاهدة
للأعلى للسفل
×