نبذة عن كتاب فيزياء الحزن

كتابة:
نبذة عن كتاب فيزياء الحزن


نبذة عن كتاب فيزياء الحزن

كتاب فيزياء الحزن للكاتب والشاعر البلغاري جورجي جوسبودينوف، يحكي فيه عن وطنه الحزين، وعذاباته الشخصية، وأحلامه التي لن تتحقق أبدًا في وطنه، تارةً لأسباب شخصية، وتارةً لظروف سياسية واقتصادية، وهذه الرواية على الرغم من طولها إذ تبلغ عدد صفحاتها حوالي 340 صفحة، إلا أنّها رواية مثيرة لشهية القارئ.[١]


فهي لا تعتمد في سرد أحداثها على الحبكة المنطقية، أو السرد ذي الأسلوب التقليدي، بل تنتمي الرواية لتيار الوعي وتقنية التداعي والتقطيع المشهدي، حيث يضع الكاتب لمحات من ذاكرته المبعثرة في جمل شعرية وفقرات قصيرة ومقتضبة.[١]


ممّا يجعل مشهد الرواية كثيفًا مترامي الأطراف، له عنوانه المستقل، وينفصل عن المشاهد الأخرى من حيث موضوعه القائم بذاته، لكنّه يشترك معها في نفس المناخ الروائي العام، ويتميز كل حدث أو مشهد بأنّه شديد الإيجاز، يلعب فيه الكاتب بالمفردات بطريقة مميزة.[١]

آراء نقدية في كتاب فيزياء الحزن

كتاب فيزياء الحزن له مذاق خاص، إذ سعى فيه الكاتب إلى إيجاد طريقة للعيش مع الحزن، والسماح له بأن يكون مصدر التعاطف،[٢] وقام بسرد روايته من خلال سلسلة من الانفجارات القصصية المكثفة التي تخلّى فيها عن فكرة السرد المعتادة لشخصية واحدة، فقد دخل الكاتب في ذاكرة شخصيات كثيرة للوصول إلى أعمق أسرارهم، واستعادة تجاربهم في عملية أطلق عليها اسم "التضمين".[٣]


ومن جانب آخر يعرض الكاتب القارئ لإلقاء نظرة على التحولات السريعة التي شهدها التاريخ السياسي البلغاري قبل وبعد ثورة 9 سبتمبر 1994م،[٣] وهذا يعني أنّ الكاتب خرج بالرواية من فكرة السرد الزمني، لتصبح الرواية قصة تلتقي وتتشابك فيها العصور ببعضها البعض.[٤]


الأمر الذي يجعل القراء والأجيال الجديدة تُغيّر العديد من وجهات نظرها، لا سيما بعد أن يتعرفوا على السيرة الذاتية لبعض شخصيات الرواية، مثل مينوتور الفقير المنعزل، المصاب بمرض التعاطف، الذي على الرغم من كل ما مر به يعود إلى موطنه في النهاية.[٤]


وتمتلك رواية فيزياء الحزن - مثل بداياتها - العديد من النهايات، لأنّ الكاتب والرواي في الرواية على حد السواء أوضحا أنّهما يرغبان في ترك القصص مفتوحةً بعض الشيء مثلها مثل المتاهة، التي تنسج خيوطًا متشابكةً ومتداخلةً.[٤]

اقتباسات من كتاب فيزياء الحزن

هناك الكثير من العبارات القوية التي عبّر بها كاتب رواية فيزياء الحزن عن مشاعره وعواطفه على لسان الراوي، ومن أبرز اقتباسات الرواية ما يأتي:[٥]

  • لقد انفجر الخوف وطفحت جرته، وتنهمر الدموع على وجنتيه، على وجنتي، وتختلط بغبار الطحين فوق الوجه، ماء وملح وطحين، تصنع عجينة خبز الشجن الأول، الخبز الذي لا ينتهي أبدًا، خبز الحزن الذي سنقتات عليه خلال كل السنوات اللاحقة.
  • وتمضي دقيقة طويلة أخرى، أتخيل كيف من هذه الدقيقة تظهر وجوه الذين لم يولدوا بعد وهو كاتمو الأنفاس، ها هم يطلون من وراء سياج الزمن.
  • نحن الذين نسترق النظر عبر سياج هذه الدقيقة، نحن الذين لم نولد بعد، نحن برؤوسنا خلف السياج، ونتنفس الصعداء.
  • يحل الظلام، والمطحنة ابتعدت قليلًا، فتاة في الثالثة عشرة تركض حافية على ذاك الطريق الترابي إلى المطحنة، والريح المسائية تتلاعب بفستانها، كل ما يحيط بها خال، لا تنظر يمينًا ولا يسارًا، وكل شجيرة تشبه رجلًا مترصدًا، وتعدو ورائها مثل قطيع كل الحكايات المخيفة التي استمعت إليها في الليالي العابرة، حكايات عن قطاع الطرق، والعفاريت والتنانين والجن والذئاب.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "فيزياء الحزن"، نور بوك، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف.
  2. "Georgi Gospodinov", georgigospodinov, Retrieved 16/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "BOOK REVIEW: THE PHYSICS OF SORROW BY GEORGI GOSPODINOV", losangelesreview, Retrieved 16/2/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت "A Review of The Physics of Sorrow by Georgi Gospodinov", theliteraryreview, Retrieved 16/2/2022. Edited.
  5. جورجي جوسبودينوف، فيزياء الحزن، صفحة 24-26.
6242 مشاهدة
للأعلى للسفل
×