نبذة عن كتاب مع الله للشيخ محمد الغزالي
طبع هذه الكتاب باسم "مع الله؛ دراسات في الدعوة والدعاة"، وهو يدل بوضوح على موضوعه الذي يعالجه، وقد ذكره المؤلف في مقدمة كتابه، فبيّن أن الكتاب موجه للدعاة وليس لعامة المسلمين؛ لأنه يتكلّم في تكوين الداعية وتأهيله ليكون داعية إلى الله على بصيرة، وليكون أهلاً لحمل الدعوة الإسلامية إلى الناس وأهلا ليكون واعظاً ومرشداً للمسلمين في سلوكه وكلامه.[١]
أما بخصوص سبب تأليف الكتاب فقد ذكر المؤلف أن مشيخة الأزهر كلّفته بان يحاضر في كلية أصول الدين في موضوع الدعوة إلى الله وفق خطة وضعها الأزهر لتأهيل طلابه لحمل الدعوة إلى الناس، وقد صادف هذا الطلب رغبة في نفسه لما يراه من حاجة كثير من طلبة العلم الشرعي إلى التأهل ليكونوا جهازاً للدعاية الإسلامية الناجحة؛ وتبرز أهمية تكوين الدعاة في أن الداعية الناجح يحيي أمة، فالنهضة تقوم على أكتاف الدعاة.[١]
التعريف بالمؤلف
هو الداعية الشيخ محمد الغزالي أحمد السقا، وسبب تسميته بهذا الاسم أن أباه رأى في المنام الشيخ أبا حامد الغزالي يوصيه بذلك، وقد درس العلوم الشرعية، والتقى بالشيخ حسن البنا وتأثر به والتحق بجماعته، وسلك طريقته في خدمة الإسلام حتى بعد خروجه من الجماعة، وقد درس في كلية أصول الدين في الأزهر وتخرج فيها بدرجة تعادل الماجستير في تخصص الدعوة.[٢]
وقد قضى الشيخ حياته في الدعوة والخطابة والتدريس والتأليف، وشارك في كثير من المؤتمرات الدعوية، وابتلي بالسجن بسبب عمله الدعوي، وكل مؤلفاته تعالج قضايا المسلمين المعاصرة ورد شبه الطاعنين في الإسلام. وقد توفي عام 1996م ودفن في البقيع في المدينة النبوية -رحمه الله تعالى-.[٢]
ويتميز أسلوب الداعية محمد الغزالي بالعاطفة الحارة والوعظ المؤثر وصدقه في الدفاع عن الإسلام ومعالجة الأمراض الفكرية والسلوكية التي تفتك بالأمة الإسلامية وتعيق نهضتها.[٣]
موضوعات الكتاب
قسّم المؤلف كتابه إلى ثمانية فصول استغرقت أكثر من 400 صفحة، وهذه أهم الأفكار التي تضمنتها:[٤]
- الفصل الأول والثاني خصصه للتعريف بالدعوة والسنن العامة في دعوة الرسل -عليهم السلام- إلى الدين.
- الفصل الثالث والرابع؛ في الفصل الثالث الدعوة وحملتها، تكلم فيه عن أهم صفات الداعية، وفي الفصل الرابع تكلم عن وسائل الدعوة، ويقصد بها أساليب خطاب الناس ووعظهم.
- الفصل الخامس موضوعات الكتابة المعاصرة؛ بيّن فيها الموضوعات التي يطرقها الداعية في خطابه للناس، وقد اختار 20 من الموضوعات معاصرة التي يعيشها الناس الفصل السادس مقاومة الهدامين، ويقصد أن على الداعية أن يكون واعياً إلى معاول الهدم التي يحاول أعداؤنا هدم الإسلام بها هدماً روحياً وتاريخياً وعسكرياً.
- الفصل السابع نماذج حية؛ قدم فيها نماذج دعوية على الداعية أن يفيد منها وهي القرآن الكريم والرسول -صلى الله عليه وسلم- والسنن الإلهية في الحياة.
- الفصل الثامن زاد للدعاة، واختار من عيون التراث الإسلام قصصاً ومواعظ وأحداث يستعين بها الداعية على توصيل أفكاره للناس من أجل أن يكون أكثر تأثيراً في نفوسهم.
المراجع
- ^ أ ب محمد الغزالي، مع الله دراسات في الدعوة والدعاة، صفحة 6. بتصرّف.
- ^ أ ب علي مصطفى، طعون المعاصرين في أحاديث الصحيحين، صفحة 14- 15. بتصرّف.
- ↑ سلمان العودة، حوار هادئ مع محمد الغزالي، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ محمد الغزالي، مع الله دراسات في الدعوة والدعاة، صفحة 418. بتصرّف.