الصحابة
الصحابة هم الأشخاص الذين التقوا برسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وآمنوا به وبرسالتِهِ وماتوا على هذا الإيمان، ولو كان الإنسان أعمىً لكنَّه لقي رسول الله دون رأيته فإنَّه يُعدُّ من الصحابة أيضًا، ولو ارتدَّ في حياته فيما بعد ورجع عن ردَّتِهِ فهو معدودٌ من الصحابة أيضًا،[١]والصحابة هم مشاعل النور، وهم النُّجوم التي يهتدي بها الضَّال إلى الدين، قال رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام: "النجومُ أمنَةٌ للسماءِ، فإذا ذَهَبَتِ النجومُ أتَى السماءَ ما توعَدُ، وأنا أمنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهبْتُ أتى أصحابِي ما يوعدونَ، وأصحابي أمنَةٌ لأمَّتِي، فإذا ذهبَتْ أصحابي أتى أمتي ما يوعدونَ"،[٢]وهذا المقال سيتحدَّث عن الصحابي مالك بن الحارث الأشتر.[٣]
مالك بن الحارث الأشتر
هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج، لُقِّب بالأشتر لأنَّه تلقَّى ضربة على رأسِهِ في معركة اليرموك فسال قيح جُرحِهِ على عينه فشُترتْ عينُهُ، وهو من أهل الكوفة، فارس من فرسان العرب ومقاتل من الأشداء، روى مالك بن الأشتر بعضًا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، وكان ممن روى عن عمر بن الخطاب وعن خالد بن الوليد وعن أبي ذرِّ الغفاري وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، ورى عنه ثلَّةٌ من الناس أيضًا، وقد عُرفتْ عن الأشتر بعض أبيات الشعر، ومنها:[٤]
بَقَّيْتُ وَفْرِي وَانْحَرَفْتُ عَنِ العُلَا
- ولََقِيتُ أَضْيَافِي بِوَجْهِ عَبُوسِ
إِنْ لَمْ أَشُنَّ عَلَى ابْنِ هِنْدٍ غَـاَرةً
- لَمْ تَخْلُ يَوْمًا مِنْ ذِهَابِ نُفُوسِ
وفي زمن خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، كان مالك بن الحارث الأشتر من الرجال الذين سعوا في الفتنة، وكان من الثائرين الذي قتلوا الخليفة عثمان بن عفان، ثمَّ ناصر علي بن أبي طالب بعد مقتلِ عثمان وكان من المقربين جدًّا من علي، وكان من جنود جيش علي في معركة الجمل، ثمَّ في عام 37 للهجرة، ولَّى علي بن أبي طالب مالك بن الحارث الأشتر على مصر فلمَّا وصل إليها شرب شربة عسل فمات مسمومًا فيها وكان هذا عام 37 للهجرة، وقد دُفن مالك بن الحارث في قرية اسمها الألج، والتي هي اليوم واحدة من أحياء المرج في مدخل مدينة القاهرة الشمالي الشرقي.[٤]
مالك بن الحارث الأشتر في كتب العلماء
لقد ذُكر مالك بن الحارث في غير موضع في كتب العلماء، ففي سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي قال: "مَالِكُ بنُ الحَارِثِ النَّخَعِيُّ، أَحَدُ الأَشْرَافِ وَالأَبْطَالِ المَذْكُوْرِيْنَ، حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَخَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ، وَفُقِئَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ، وَكَانَ شَهْمًا، مُطَاعًا، زَعِرًا، سيِّئَ الخلق، أَلَّبَ عَلَى عُثْمَانَ وَقَاتَلَهُ، وَكَانَ ذَا فَصَاحَةٍ وَبَلاَغَةٍ، شَهِدَ صِفِّيْنَ مَعَ عَلِيٍّ، وَتَمَّيْزَ يَوْمَئِذٍ، وَكَادَ أَنْ يَهْزِمَ مُعَاوِيَةَ فَحَمَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ عَلِيٍّ لَمَّا رَأَوْا مُصْحَفَ جُنْدِ الشَّامِ عَلَى الأَسِنَّةِ يَدْعُوْنَ إِلَى كِتَابِ اللهِ، وَمَا أَمْكَنَهُ مُخَالَفَةُ عَلِيٍّ، فَكَفَّ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَلِمَةَ المُرَادِيُّ: نَظَرَ عُمَرُ إِلَى الأَشْتَرِ، فَصَعَّدَ فِيْهِ النَّظَرَ وَصَوَّبَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ لِلْمُسْلِمِيْنَ مِنْ هَذَا يَوْمًا عَصِيْبًا، وَلَمَّا رَجَعَ عَلِيٌّ مِنْ مَوْقِعَةِ صِفِّيْنَ، جَهَّزُ الأَشْتَرَ وَالِيًا عَلَى دِيَارِ مِصْرَ، فَمَاتَ فِي الطَّرِيْقِ مَسْمُوْمًا، فَقِيْلَ: إِنَّ عَبْدًا لِعُثْمَانَ عَارَضَهُ، فَسَمَّ لَهُ عَسَلًا".[٥]
وقال عنه ابن حجر في كتابه الإصابة: "وكان رئيسَ قومِهِ، وذكر البخاريّ أنَّه شهد خطبة عمر بالجابية، وذكر ابن حبّان في ثقاتِ التّابعين أنَّهُ شهد اليرموك، فذهبتْ عينُهُ، قال: وكان رئيسَ قومِهِ، وقد روى عن عمر، وخالد بن الوليد، وأبي ذرّ، وعليّ، وصحبِهِ، وشهد معه الجمل، وله فيها آثار، وكذلك في صفّين، وولّاه عليّ مصر بعد صرف قيس بن سعد بن عبادة عنها، فلمَّا وصل إلى القلزم شرب شربة عسل فمات، فقيل: إنَّها كانت مسمومةً، وكان ذلك سنة ثمان وثلاثين بعد أنْ شهدَ مع عليّ الجمل ثم صفّين، وأبدى يومئذ عن شجاعة مفرطة، روى عنه ابنه إبراهيم، وأبو حسان الأعرج، وكنانة مولى صفية وعبد الرّحمن بن يزيد النخعيّ، وعلقمة، وغيرهم"، والله تعالى أعلم.[٥]
المراجع
- ↑ "تعريف الصحابي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 6800، حديث صحيح.
- ↑ "الصحابة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "مالك بن الحارث الأشتر"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "تعريف بمالك الأشتر ونبذة عن سيرته"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020. بتصرّف.