العرب في الأندلس
الأندلس إقليم عربي إسلامي أقيم في المنطقة الغربية للقارة الأوروبية على الأراضي الإسبانية والبرتغالية منذ العام 711 م، وصلت دولة العرب المسلمين ذروة مجدها وتوسعها وسيطرتها في القرن الثامن ميلادي وكانت عبارة عن عدة دويلات وإمارات تحت ظل الخلافة الإسلامية المنفصلة عن حكم الخليفة في دمشق ثم في بغداد، خرج العرب من الأندلس في عام 1492م بعد سقوطها تحت غزوات اللاتين الإفرنج، كانت الأندلس في العهد العربي منارةً للعلوم والفلسفة والفن ومركزًا يستقطب العلماء والشعراء ورجال الدين والسياسة وينافس المدن المركزية للخلافة الاسلامية في الشرق مثل دمشق وبغداد.[١]
محمد بن أبي عامر
هو أبو عامر محمد بن أبي حفص عبد الله بن محمد الملقب بالملك المنصور أو الحاجب المنصور، ولد في منطقة الجزيرة الخضراء في الأندلس عام 327 هجرية، قدم المنصور إلى قرطبة صغير السن حديث العهد شابًا يطلب العلم والأدب وبدأ حياته العملية بأن انشأ مكتبًا صغيرًا أمام قصر الخلافة يكتب فيه الرسائل والمخطوطات الرسمية والعرائض للناس فذاع خبره وزادت شهرته لحسن كتابته وفصاحته وبلاغته، انضم محمد بن أبي عامر إلى قصر الخليفة الحكم المستنصر بالله بترشيح من الحاجب جعفر بن عثمان المصحفي كوكيل لعبد الرحمن أحد أولاد الخليفة بمباركة من أمه صبح البشكنجية، ثم تدرج بعد ذلك في المناصب من مسؤول على دار السكة في 13 شوال 356 هـ، ثم ولي لخطة المواريث في 7 محرم 358 هـ، ليصبح قاضيًا في إشبيلية ووكيلًا لابن الخليفة الثاني هشام ثم أصبح قاضيًا لقضاة عدوة المغرب، استغل المنصور موت الخليفة وتنصيب ولده الصغير هشام مكانه لتثبيت وجوده وسلطته في الدولة وأزاح الحاجب جعفر المصحفي مستقويًا بعلاقته مع أم الخليفة صبح واستولى على حكم قرطبة وسمي بالمنصور عام 371 هجرية وبدأ الدعاء له على المنابر، توفي المنصور عام 392 ودفن في قلعة النسور في مدينة السلام في الأندلس.[٢]
حكم محمد بن أبي عامر
بعد تنصيب ولي العهد هشام خليفًة لأبيه الحكم استغل المنصور الموقف وعمل جاهدًا للوصول إلى السلطة مستغلًا علاقته الجيدة بأم الخليفة ووصايته السابقة على الخليفة نفسه، امتاز حكم المنصور على الأندلس بالقوة والتوحد والحملات الكثيرة التي وسعت الدول الاسلامية شمالًا وجنوبًا فقد أرسل الجيوش ليحارب المتمردين في المغرب العربي وليبسط سيطرته على أراضيهم، كما قام بإرسال الحملات المتتالية متوسعًا في كل الاتجاهات حيث بلغت الدولة أوجها، وكان الملك المنصور يقود جيوشه بنفسه ويتولى المعارك ويخطط لها بحنكة وخبرة، حتى وافته المنية في مدينة سالم وهو عائد من إحدى غزواته التي قادها نحو برغش متأثرًا بجراحه، وقد عرف المنصور في فترة حكمه بقوة شخصيته وفرضِ هيبته على العرب والعجم وتقريب أهل العلم والأدب والفن والفلسفة لمجلسه.[٣]
المراجع
- ↑ "ANDALUS, AL", www.encyclopedia.com,09-02-2020، Retrieved 07-02-2020. Edited.
- ↑ "المنصور بن أبي عامر"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-02-2020 بتصرف.
- ↑ "المنصور بن أبي عامر"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-02-2020.