الصحابة
للصحابة في الإسلام مكانةٌ عظيمة، وحب المسلم لهم من عقيدة أهل السنة والجماعة، فهم أفضل الناس بعد أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، وقرنهم خير القرون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خَيرُ النَّاسِ قَرني، ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم، ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم، ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم،[١] فهم الواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أُمته، ومنهم تلقت الأُمة عن نبيها صلى الله عليه وسلم الشريعة، وهم الذين نشروا الفضائل بين يدي الأُمة. [٢] وقد اختصّ الله تعالى صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم بالأفضلية، واختصّهم بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللهَ نظَرَ في قلوبِ العِبادِ؛ فوجَدَ قلبَ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خيرَ قلوبِ العِبادِ، فاصطَفاه لنفْسِه، فابْتعَثَه برِسالتِه، ثُمَّ نظَرَ في قلوبِ العِبادِ بعدَ قلبِ محمَّدٍ؛ فوجَدَ قلوبَ أصحابِه خيرَ قلوبِ العِبادِ،[٣] فجعَلَهم وُزَراءَ نبيِّه، يُقاتِلونَ لنصرة دينِه، ومن هؤلاء الصحابة الذين سيتم الحديث عنهم الصحابي الجليل، والخليفة، والقائد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.[٤]
معاوية بن أبي سفيان
معاوية بن أبي سفيان، أبوه: صخر بن حرب بن أميه بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، وُلد رضي الله عنه قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات، أسلم رضي الله عنه في عمرة القضاء بعد صلح الحديبية، إلاّ أنّه لم يُظهر إسلامه إلاّ يوم فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة النبوية، وهو أخو أم المؤمنين أم حبيبه رضي الله عنها،[٥] كان رضي الله عنه يتصف بالبياض والطول، وكان أبيض شعر الرأس واللحية، كان يتصف بالحِلم والوَقار، والكرم والشهامة، صحِب رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه الكثير من الأحاديث، وكان أحد كتّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة حُنين، وأعطاه رسول الله حينها مائةً من الإبل، وأربعين أوقية من الذهب، وشهد معركة اليمامة، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين، أثنى عليه الصحابة فقال فيه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: ما رأيت أحداً بعد عثمان أقضى بحقٍ من صاحب هذا الباب.[٦]
وفاة معاوية بن أبي سفيان
عندما قَرُب أجل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، خطب بالناس، موصياً أمته، وأهل بيته، وكان رضي الله عنه في احتضاره يضع خدَّه على الأرض، ثم يَقلب وجهه ويضع الخد الآخر، وهو يبكي ويقول: اللهم إنّك قلت في كتابك: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}،[٧] اللهم فاجعلني فيمن تشاء أن تغفر له، ثم يقول:
هو الموت لا منجي من الموت:::والذي نحاذر بعد الموت أدهى وأقطعقال رضي الله عنه: اللهم أَقِل العَثرة، وأعفُ عن الزلة، وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرجُ غيرك، فإنّك واسع المغفرة، ليس لذي خطيئةٍ مهربٌ إلاّ إليك، ثم أُغمي عليه، ولمّا أفاق قال لأهله: اتقوا الله فإنّ الله تعالى يقي من اتَّقاه، ولا يقي من لا يتقي، ثم مات رضي الله عنه، وكان ذلك في دمشق، في شهر رجب من 60هـ. [٨]
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 2302، حديث صحيح.
- ↑ "فضل الصحابة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 856 ، حديث حسن.
- ↑ "فضائل معاوية بن أبي سفيان"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "معاوية رضي الله عنه وكتابة الوحي"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-1-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 48.
- ↑ "وفاة معاوية بن أبي سفيان"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 2-1-2020. بتصرّف.