نبذة عن معجم مختار الصحاح

كتابة:
نبذة عن معجم مختار الصحاح


تعريف حول مختار الصِّحاح

هو أحد معاجم اللّغة العربية، ويعدّ من أكثرها شهرة، ألّفه محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرّازي، وهو مختصر لمعجم الصّحاح للجوهري، لكن المختصر ببراعته، وتنسيقه فاق شهرة المعجم الأصل، حيث إن الرّازي ابتعد عن الإسهاب، والإطناب، وغريب اللّغة، ومُشْكلها، فكانت لغته سهلةً بسيطةً، فيها تكثيفٌ لافتٌ للمعاني، ولقد كان مختار الصّحاح كتاباً مناسباً لكل من ينشد تعلّم العربية، المبتدئ منهم، والمختص.[١]


منهج الرازي في معجم مختار الصحاح

اتَّبع الرّازي منهجاً مميزاً في كتابه، فهو لم يكتفِ بالاختصار المناسب، والتّكثيف المميز للعبارات، ولكن كان موفقاً جداً في اختيار الشّواهد التي انتقاها، بالإضافة لاهتمامه بمدلول الكلمات، وأصولها، وقواعدها، كما كان من اللّافت في كتابه عنايته بضبط الأفعال، وتصريفها، وبيان لازمها، ومتعدّيها، فلم يُغْفِلْ ضبط عين المضارع، والمصادر السّماعية، وتجد إشارةً إلى ماله أكثر من مصدر، والجميل أن تجد إعراب بعض الأدوات، والمفردات التّي لها إعرابٌ مميٌز، أو عليه خلاف.[١]


نظام مختار الصِّحاح و أبوابه

اتَّبع الرّازي نفس نظام معجم الصحاح في تقسيم معجمه، وتنسيقه، وسار به على نظام التّقفية بالنسبة للأبواب، وهو النّظام الذي يعتمد الحرف الأخير من المفردة ليصنفها وفق هذا الباب، واتبع النّظام الألف بائي بالنسبة للفصول، وهو الترتيب حسب ترتيب الأحرف الهجائية، ولقد اختار الجوهري، ومن خلفه الرّازي النّظام الألف بائي للفصول لأنَّ نظام التّقفية أوقع المعجميين في مشاكل، وخاصة مع الألفاظ المعتلة الأخرى، الأمر الذي كان يدفعهم لإفراد فصلٍ خاصٍ لجمع المعتل.[٢]


القواعد الأساسية في كتابة مختار الصِّحاح

وضَّحَ الرّازي أنَّ منهجه في تلخيص كتاب الصحاح، كان للتّسهيل على الدّارسين، والمتّعلمين، وبالعودة إلى المعجم الأصلي نجد أنَّه اتبع القواعد الآتية في مختصره:[٣]

  • اختصار المعلومات النّحوية: يقدم المعجم معلوماتٍ نحويةً، وصرفيةً تساعد قارئه على فهم تصاريف الأفعال، ومشتقاتها، والنّطق السّليم لها، وهو أمرٌ يتطلب الضبط الدّقيق للكلمات، وتعتبر طريقة الرّازي في اختصاره لمعجمه طريقةً حديثةً تستخدمها اليوم أحدث المعاجم باللغة الإنكليزية.
  • حذف الكلمات الصّعبة والغريبة: ضَمَّنَ الرّازي معجمه الكلمات الشّائعة التّي يستخدمها النّاس، وابتعد عن الغريب الذي لم يعد له استخدام لا من عامة النّاس، ولا حتى من المثقفين، فأهمل كثير من مداخل صحاح الجوهري، والتّي يصعب على العامة فهمها، وعلى الدّارسين حفظها.
  • حذف المعاني الغريبة والصّعبة الفهم: وجد الرّازي أن حذف الألفاظ الغريبة وحدها غير كاف، فاتَّبَعَ أيضاً حذف معاني الكلمات، خاصة تلك التّي لها أكثر من معنى، فحذف المعاني الغريبة، وغير المستعملة، وبعض أسماء الأعلام، والأماكن الجغرافية، والبلدان، والأعياد، والوقائع الحربية، والأعمال الأدبية، والفنية.
  • اختصار الشّواهد: اعتمد الرّازي في اختصار الشّواهد على عدة أمور، ومن هذه الأمور الإبقاء على شاهد واحد، ويعمد في اختيار هذا الشّاهد على أن ينتقي الأقصر، أو يعمد إلى اختصار الشّاهد الطويل، أو الإبقاء على الجزء المهم منه فقط.

المراجع

  1. ^ أ ب "كتاب مختار الصحاح"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2022. بتصرّف.
  2. الرازي، مختار الصحاح، صفحة 312-313. بتصرّف.
  3. الرازي، مختار الصحاح، صفحة 7-23. بتصرّف.
3695 مشاهدة
للأعلى للسفل
×