محتويات
نبذة عن منظومة ابن أبي العز الحنفي في السيرة النبوية
ظهرت المنظومات العلمية في العصر الإسلامي منذ القرن الأول الهجري، وهذا الفنّ كان مشتهراً عند الإغريق بشكلٍ واسع، وربما تكون أول منظومة علمية في تاريخ المسلمين هي "ديوان الحكمة" للأمير الأموي خالد بن يزيد بن معاوية الذي توفي سنة 85هـ، وقد بلغ عدد أبياتها (2988) بيتًا، والمقصود من هذه المنظومات تسهيل الحفظ، وضبطه، وسهولة نشره والرجوع إليه.[١]
وقد اشتملت المنظومات العلمية على كل أنواع العلوم؛ سواء العلم الشرعي أو غيره من العلوم العقلية، وعلم السيرة النبوية من العلوم التي حظيت بعددٍ من هذه المنظومات العلمية، ومن هذه المنظومات منظومة الإمام ابن أبي العز الحنفي، وهي منظومة على بحر الرجز.
وقد نظمها ابن أبي العزّ الحنفي -رحمه الله تعالى- في علم السيرة؛ من أجل تسهيل حفظ حياة النبي الأشرف محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد سمّى ابن أبي العزّ هذه المنظومة باسم (الأرجوزة الميئية في ذكر حال خير البرية)، وفيما يأتي بيان ووصف لهذه الأرجوزة:[٢]
- تختصّ هذه الأرجوزة بالحديث عن سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد تناولت حياته تناولاً شاملاً دون الخوض في التفاصيل وفي الأحداث الصغيرة.
- عدد أبيات هذه المنظومة هو مئة بيت فقط، ولذا سماها الميئية، كونها جاءت في مئة بيت.
- جاءت هذه المنظومة سهلة يسيرة، من غير تعقيد في ألفاظها، ومن دون ذكر للمفردات الغريبة، وكانت مفرداتها يسيرة، لا تحتاج إلى تبيين معانيها.
- المنظومة سلسة، حيث نُظمت بانسيابية دون تكلف، ودون إظهار للبراعة في الصياغة، فجاءت المنظومة من الخاطر ومن الطبع، فاستغنى الناظم -رحمه الله- عن التكلف في البديع وغيره، وترَك لقلمه يعبر بعفويةٍ واضحةٍ.
- على الرغم من أنها منظومة علمية، ولكن عاطفة الناظم ظهرت جلية، وكان للقصيدة وقع في النفس، فكانت أشبه بقصائد المدح النبوي منها بالمنظومات العلمية.
- صدق عاطفة الناظم، ومحبته للرسول -صلى الله عليه وسلم-.
- قدرة الناظم على النظم، وتمكّنه من أدوات النظم الجيد، وقدرته على الإفصاح عما يريد، حيث يظهر المعنى فيها جليا دون الحاجة إلى الكشف عما يريده.
التعريف بابن أبي العز الحنفي
اسمه محمد، وقيل: علي بن علي بن محمد ابن أبي العزّ الحنفي، عالم حنفي من أهل دمشق، ولي قضاء دمشق ثم تولى القضاء بالديار المصرية، وكان قد اعترض على بعض العلماء في خطأ وقع فيه، فعُزِل من منصبه، وأُودع السجن لمدة، من أهم كتبه شرحه المشهور على العقيدة الطحاوية، وقد تُوفّي -رحمه الله- سنة 792هـ.[٣]
عناية العلماء بمنظومة ابن أبي العز
اشتُهرت هذه المنظومة في الوسائط العلمية، وقد شرحها كثيرون، منهم:
- شرح الأرجوزة الميئية في ذكر حال خير البرية، من تأليف الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر.[٤]
- الفتوحات الرحمانية في شرح الأرجوزة الميئية في ذكر حال أشرف البرية، من تأليف الدكتور وليد بن إدريس المنيسي.[٥]
المراجع
- ↑ عبدالكريم السمك (10/3/1435)، "تاريخ النظم العلمي في الحضارة الإسلامية تاريخ النظم العلمي في الحضارة الإسلامية "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2022. بتصرّف.
- ↑ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر (1432)، شرح الأرجوزة الميئية في ذكر حال خير البرية (الطبعة 1)، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ الزركلي (2002)، الأعلام (الطبعة 15)، صفحة 312، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر (1432)، شرح الأرجوزة الميئية في ذكر حال خير البرية (الطبعة 1)، صفحة 00. بتصرّف.
- ↑ الدكتور وليد بن إدريس المنيسي (1440)، الفتوحات الرحمانية في شرح الأرجوزة الميئية في ذكر حال أشرف البرية (الطبعة 1)، صفحة 00. بتصرّف.