محتويات
الكاتبات الفلسطينيات
المرأة في المجتمع الفسطيني كانت وما زالت نواة الأسرة وأهم أفرادها كحالِها في بقية المجتمعات، ورغم ما يعاني منه المجتمع الفلسطيني أحيانًا من حرمان المرأة حقوقها كاملةً إلا أنَّها استطاعت وخلال القرن العشرين أن تبرز في شتى الميادين ولا سيما الأدب[١]، فظهرت العديد من النساء الفلسطينيات ككاتبات لمعت أسماؤهنَّ في عالم الأدب، وأثبتنَ أنَّ الفن والإبداع لا يقتصران على الرجال فقط، فكانت منهنَّ الشاعرة والروائية والأديبة، وتعدُّ الشاعرة فدوى طوقان أهم شاعرة فلسطينية في العصر الحديث، ومن أهم الكاتبات الفلسطينيات أيضًا: مي زيادة، سحر خليفة، رجاء بكرية وغيرهن، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول الكاتبة الفلسطينية مي زيادة.[٢]
الكاتبة مي زيادة
هي كاتبة فلسطينية ولدت في عام 1886م في مدينة الناصرة في فلسطين، والدها لبناني وأمها فلسطينية، تعدُّ الكاتبة مي زيادة من أهم الأديبات في القرن العشرين على مستوى العالم العربي، أكملت دراستها الابتدائية في الناصرة قبل أن تنتقل مع أسرتها إلى لبنان لتكملَ فيها الدراسة الثانوية، بعد ذلك انتقلت مع عائلتها إلى القاهرة، وهناك دخلت كلية الآداب واستطاعت أن تتقنَ ستَّ لغات أجنبية منها: الألمانية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية، لكنَّها كانت أكثر معرفةً باللغة الفرنسية وكتبت بها، حتى أنَّ أول كتاب لها هو ديوان شعر بالفرنسية صدر في عام 1911م، وفوق كل ذلك فقد أتقنت وأجادت اللغة العربية ودرست الفلسفة والتاريخ الإسلامي.[٣]
كان للكاتبة الفذَّة صالون أدبي شهير، وكانت تعقدُ فيه جلسات أدبية أسبوعية كل ثلاثاء، وقد ضمَّ هذا الصالون كبار الكتَّاب والأدباء العرب في ذلك الوقت ومن أشهرهم: أحمد لطفي السيد، عباس العقاد، مصطفى صادق الرافعي، طه حسين، أحد شوقي، خليل مطران وغيرهم، وقد دامت هذه الجلسات لعشرين سنة تقريبًا، وكانت فيها مي زيادة النجمة التي يحبُّها الجميع ويتودَّد لها، وبعد أن توفي والدها في عام 1929م ثمَّ والدتها في عام 1932م وصلت إلى حالة لا تحسَد عليها من اليأس والكآبة، إضافة إلى وفاة صديقها جبران، عادت على إثر ذلك إلى لبنان حيثُ أساء أقاربها معاملتها وأدخلوها مشفى للأمراض العقلية، وبعد أن خرجت منها أقامت عند الأديب أمين الريحاني، ثم رجعت إلى مصر وزارت العديد من البلدان الأوربية للتخفيف عن نفسها، واستقرت في مصر أخيرًا معلنةً الاستسلام أمام الأحزان والوحدة، توفيت في عام 1941م في مدينة القاهرة.[٣]
مي زيادة وجبران
رغم كثرةُ المحبِّين والمتحلِّقين حول الأديبة الكبيرة مي، وخصوصًا في مجلسها الأدبي الأسبوعي الذي كانت تعقده في صالونها الأدبي الشهير، وأكثرهم من مشاهير الأدباء والشعراء والكتَّاب العرب، إلا أنَّ قلبها لم يُسلَب إلا من خلال شخص واحد، وظلَّت مأخوذة ومتيمةً به طوال حياتها، وهو الشخص الذي لم تلتقِ به ولا مرة واحدة في حياتها، إنَّه الأديب اللبناني الكبير جبران خليل جبران، حيثُ تبادل جبران ومي الكثير من المراسلات التي دامت لأكثر من عشرين عامًا، بداية من عام 1911م إلى أن وافت المنيَّة جبران في عام 1931م، كانت طبيعة المراسلات فيما بينهما غرامية متأججة، ويعدُّ جبران الشخص الوحيد الذي بادلته مي حبًّا خالصًا نقيًّا عفيفًا، وعندما توفي ساءت حالتها كثيرًا بعد أن وجدَت نفسها وحيدة بفقدانه وفقدان والديها قبله، فهامت على وجهها لتبقى وحيدةً وحزينةً إلى وافتها المنية في عام 1941م.[٤]
مي زيادة والعقاد
لقد كان الأديب المصري عباس العقاد أحد روَّاد صالون مي زيادة الأدبي الأسبوعي، وكان أحد أصدقائها المقرَّبين في ذلك المجلس البهي، إلا أنَّ العديد من الأدباء رآى أنَّ علاقتهما تخطَّت حاجز الصداقة للتحول إلى علاقة أعمق بمشاعر حبٍّ عفيفة ظهرَت على العقاد أكثر مما ظهرت عند الكاتبة الشابة، وقد أحبَّ عباس العقاد مي مثله مثل كثير من الأدباء في ذلك الوقت، فقد كانت كما وصفها أحمد حسن الزيات قائلًا: "مي تختصر للجليس سعادة العمر كله في لفتةٍ أو لمحةٍ أو ابتسامة"، ولم يظهر من علاقة مي بالعقاد أنَّهما كانا على علاقة حبٍّ وطيدة؛ لأنَّها بقيت طوال حياته متيمةً بجبران خليل جبران الذي لم تلتق به أبدًا طوال علاقتهما التي امتدت لعشرين عامًا.[٥]
مؤلفات مي زيادة
في الحديث عن الكاتبة مي زيادة لا بدَّ من المرور على أهم مؤلفاتها التي تميَّزت بجمال لغتها ودقَّة تعابيرها وصدق مشاعرها، فقد تميزت باتساع الأفق والأسلوب الرصين، ونشرت بالإضافة إلى الكثير من المؤلفات التي تركتها خلفها عدد كبير من الأبحاث والمقالات في أشهر الصحف والمجلات في ذلك العصر، وفيما يأتي أهم مؤلفاتها:
- كتاب غاية الحياة: يتحدَّث هذا الكتاب عن مفهوم الحياة وغايتها، وهو مفهوم ما زال يدخل البشر في صراعات كبيرة من أجله مع اختلاف الأفكار والدوافع والمعتقدات التي تؤدي إلى تلك الصراعات، فالبشر جميعهم يسعون إلى غاية الحياة وهي السعادة، والتي يعانون من نقصانها أصلًا، وتوجِّه مي الخطاب إلى المرأة العربية لتعيش آلامها وتفتح لها آفاقًا تمكنها من استعادة السيطرة على حياتها.[٦]
- كتاب المساواة: يتحدث الكتاب عن مفهوم المساواة مشيرًا إلى مصطلحات كثيرة مثل الحكم والسلطة، ويتناول الحديث عن طبقات المجتمع وعن الأستقراطية، ويناقش مفهوم الديمقراطية إضافة إلىمفهوم والعبودية، ويتطرق إلى مصطلح الفوضوضة في تاريخ أوربا، وقد ظهرإيمان مي بالاشتراكية واضحًا في هذا الكتاب.[٧]
- سوانح فتاة: كانت مي زيادة من الأصوات الشجية والمؤثرة والجريئة في العالم العربي في القرن العشرين، وحملت فكرًا لامعًا دعت من خلاله إلى التقدم والحرية، وجمعت في هذا الكتاب عدد من الخواطر والآراء التي كتبت فيها عن الحياة والناس.[٨]
- ظلمات وأشعة: ظهرت مي في هذا الكتاب بوصفها رائدة في النسويات في القرن الماضي، وقد أعطت لقضايا المرأة اهتمامًا كبيرًا من كتاباتها وحياتها، وقد دعا كتاب ظلمات وأشعة إلى تسليط الضوء على قضايا المرأة في الشرق والاهتمام بها.[٩]
- رجوع الموجة: هذا الكتاب عبارة عن رواية تجسِّد فيها الكاتبة المشاعرالإنسانية الجياشة، من خلال أحداث زاخمة، ويظهر فيها إبداع مي القصصي المثير والمدهش في آن واحد، ويعدُّ الكتاب من الكتب الخالدة لها، وقد وصف بأنه قطعة من روحها، يمثِّل عبقريتها ويجعلها رائدة من روائد الفن بالإضافة إلى بقية مؤلفاتها.[١٠]
المراجع
- ↑ "المرأة الفلسطينية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "سحر خليفة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 08-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "مي زيادة"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "مي زيادة"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "من هي مي زيادة - May Ziade؟"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "غاية الحياة"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "المساواة"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "سوانح فتاة"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "ظلمات وأشعة"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "رجوع الموجة"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-11-2019. بتصرّف.