نتائج ضرب الطفل في عمر السنتين

كتابة:
نتائج ضرب الطفل في عمر السنتين

تأديب الطفل في عمر السنتين

يتساءل الوالدين حول إمكانية جعل الأطفال يستجيبون لأوامرهم ويتردد بالتالي لديهم سؤال حول كيف أجعل الطفل مطيعًا للأوامر بدون اللجوء إلى العقاب، وهذا يُعد إشارة لتواجد طفل مُتمرد لا يمكن السيطرة عليه، حيث وجد العلماء أن أسباب شكوى الوالدين من تمرد الأطفال ترجع نتيجةً لمُحاولة الآباء السيطرة على سلوك الأبناء بدون بذل الجهود المفترضة عليهم أو أنهم لا يحاولون من الأساس فعل ذلك، وفي وسط تعقيدات الحياة وما يلحق الوالدين من ضغوط نفسية وقلة صبر، فأنهم يرون في الضرب وسيلة سهلة وناجحة لتقويم سلوك الطفل، والسؤال المهم هو هل يمكن اعتبار الضرب وسيلة تربية تحافظ على شخصية الطفل، وما هي نتائج ضرب الطفل في عمر السنتين.

أسباب استخدام الآباء الضرب

يشكل أسلوب الضرب إحدى المُعضلات التربوية التي تدل أنه أمر غير مرغوب به يسيطر على تفكير الوالدين، على الوالدين أن يعلموا نتائج ضرب الطفل في عمر السنتين وأن العقاب ليس هو العملية الجوهرية في التربية، إن العامل الأهم هو شعور الوالدين نحو الطفل وشعور الطفل نحو والديه وهما وجهان لشعور واحد، وبالتالي تُصبح أساليب العقاب مجرد تفصيلات عارضة، أي أَن أهم العوامل في التربية حب الوالدين للطفل بمعنى تفانيهم في تربيته ورغبتهما في نجاحه واستمتاعهم بصفاته الطيبة.[١]

هذا الحب يؤدي إلى مبادرة الآخرين بهذا الحب وبالتالي يُعامل الطفل الناس مُعاملة لطيفة يلجأ الوالدان إلى الضرب طفلة في عمر السنتين لأنهم يعتقدون أنه وسيلة لتصحيح سلوك الطفل ويكون بإظهار الوالدين القوة والقدرة على الإيذاء الذي يؤدي إلى استسلام الطفل، وأن نتائجه أسرع، لكن الحقيقة أن نتائج ضرب الطفل في عمر السنتين لا تُغير من سلوك الطفل بل تضيف مشاكل أخطر من السلوك الذي ضُرب الطفل من أجله.[١]

استخدام الضرب كأسلوب عقاب

إن استخدام الضرب كأسلوب عقابي يبني في شخصية الطفل الخوف القلق وحتى الشعور بالقهر والظلم الذي يتنامى في داخله، وبالتالي يؤثر بشكل كبير على شخصيته مُستقبلًا، والذي يدفع الطفل إلى الحيل الدفاعية النفسية حتى يُخبئ ورآها مشاعره ومخاوفه، ويستخدم الوالدين الضرب والشجار مع الأطفال نتيجة للظروف المجتمعية وتوتر العمل التي يتعرض لها الوالدان لإيجاد طرق للتعامل مع سلوكيات الأطفال والسيطرة عليها بدلًا من استخدام الأساليب الصحيحة مُتجاهلين نتائج ضرب الطفل في عمر السنتين، وفي حال كان مِزاجُهم معتدل فأنهم يستخدمون السلوك المناسب.[٢]

هناك بعض الأمهات التي تمتلك فكرة عن عدم قُدرتها عن السيطرة على أطفالها حتى قبل أن يولدوا وليس فقط في عُمر السنتين، ويحدث ذلك نتيجة التربية الأسرية السابقة للأم التي كانت توحي لها باستمرار أن سلوكها سيء ويُصعب على والديها السيطرة عليه، فبالتالي يُذكرها موقفها مع طفلها بهذا، ونتيجة لذلك تميل تنتهج نفس الأسلوب مع طفلها أي تُحمل نفسها كل المشاعر التي تتماشى مع عدم الثقة بطفلها وعدم ثقتها بقدرتها على تعليم طفلها السلوك الصحيح، وعدم شعورها بأحقيتها في الحصول على احترامه ويدفعها ذلك إلى استخدام الضرب كوسيلة عقابية مع الطفل نتيجة تشوش الأم.[٣]

نتائج ضرب الطفل في عمر السنتين

صنف عُلماء النفس الضرب كآخر الوسائل التربوية التي من الممكن أن يلجأ إليها الوالدين أو حتى جاهدوا في حث الوالدين على عدم استخدامها وبالأخص في الأعمار الصغيرة؛ لما له من الآثار السلبية على شخصية الطفل وعلى المجتمع ككل، أهمُها: [٤]

  • تعثر العلاقة بين الطفل وبين الوالدين.
  • تربية طفل مضطرب نفسيًا
  • توريث ثقافة العنف وتنميتها في مواجهة حياته اليومية.
  • يقتل حب الاكتشاف والتعلم عند الطفل خوفًا من الضرب.
  • يلازم الطفل شعور بالدونية، فقدان الثقة، الخوف، العجز وبالتالي الفشل في التكيف والاندماج المجتمعي.
  • تقل المهارات اللغوية للطفل الذي يتعرض للضرب المفرط بسبب عدم تنمية أسلوب الحوار وإبداء وجهات النظر والدفاع عنها بالحجج والبراهين بسبب خوف الطفل من الضرب.

انتشار أسلوب الضرب في التربية

بالرغم من نتائج ضرب الطفل في عمر السنتين إلى أنهُ يُعد ظاهرة تدل على العنف الجسدي ضد الطفل في الأسرة، ويعد من أخطر الظواهر المرضية في المجتمع، وخاصة أن الكثير من الدراسات تُشير إلى انتشاره المتزايد لدرجة أن ممارسة الضرب تحول في مفهوم العديد من الآباء إلى وسيلة للتربية والتنشئة الاجتماعية بما يحمله من مظاهر تؤثر سلبًا على حاضر ومستقبل الطفل من حيث سلوكه ومواقفه وحتى تصوراته الحياتية، ومما ساعد على انتشاره أكثر اعتباره أمر داخلي يخص الأسرة، بل حتى وصفه بالظاهرة الصحية التي تدل على اهتمام الأهل بتربية طفلهم حتى وأن كان بعد صغير السن إلا أنه في الحقيقة الأسلوب الأسهل للوالدين في التربية.[٤]

وكشفت الدراسات أن 50% من الآباء لا يقومون بواجب الحث والتوجيه الديني لأطفالهم، وأن نسبة 30% منهم يستخدمون الضرب كأسلوب عقابي يردع الطفل في عمر السنتين، فيما يضرب 10% من الأطفال بسبب أمور لا تستحق ذلك، وأظهرت نتائج الدراسات أيضًا أن 38.27 % من الآباء يعاملون أبنائهم بقسوة، في حين أن 43.03% لا يُشعرون أبنائهم بالعاطفة نحوهم، نسبة 60 %من الوالدين لا يثقون في أبنائهم، وهذا امر يدعو للسخرية أن يكون الوالدين هم السبب الرئيس في انحراف سلوك الطفل، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا في استعمال الشدة المفرطة مع طفلهم؛ مما يُفسر ظهور السلوكيات المنحرفة في المُجتمع.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب جرترود دريكول (1994)، كيف نفهم سلوك الأطفال (الطبعة الأولى)، مصر : دار النهضة العربية، صفحة 50. بتصرّف.
  2. بنجامين سبوك (1964)، دكتور سبوك يتحدث إلى الأمهات (الطبعة الأولى)، القاهرة: مكتبة الانجال المصرية، صفحة 145. بتصرّف.
  3. ستيفن شيلوف ، روبرت هنيمان (2007)، هكذا تعتنين بطفلك منذ الولادة وحتى سن الخامسة (الطبعة الأولى)، لبنان: شركة المطبوعات ، صفحة 503. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت عبد الله بن عبد العزيز (1986)، تنشئة الأطفال وتعديل سلوكهم (الطبعة الأولى)، الأمارات العربية: در المثنى للنشر، صفحة 4. بتصرّف.
4073 مشاهدة
للأعلى للسفل
×