صداع ونزيف الانف

كتابة:
صداع ونزيف الانف

الصداع ونزيف الأنف

يعاني الأفراد من الصداع لوجود أسباب عديدة ومتنوعة يصعب حصرها، بعضها يكون ناجمًا عن التوتر والضغط العصبي، أو طبيعة الأكل الذي يتم تناوله، أو الإصابة بالجفاف، بينما يحدث نزيف الأنف جرَّاء تمزّق الأوعية الدمويّة الحسّاسة فيه، إمَّا بسبب تعرضها لإصابة معيّنة، أو المعاناة من جفاف الأنف، أو لغير ذلك من الأسباب، ويعدّ الصداع ونزيف الأنف من الأعراض الشائعة نوعًا ما، ولكنْ يحدث أحيانًا أنْ تظهر كلتا المشكلتين في آنٍ واحد، فتُثير القلق والريبة حول ارتباطهما ببعضهما، وطبيعة الأسباب الكامنة وراء حدوثها، فهل الأمر مجرّد مصادفة؟ أو أنَّها قد تكون علامة على وجود مشكلة صحيّة معينة؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال.[١]


ما علاقة الصداع بنزيف الأنف؟

في العديد من الحالات لا يرتبط الصداع ونزيف الأنف ببعضهما، غير أنَّ هناك مجموعة من الأسباب والعوامل التي ربما يكون لها دورًا في ظهور هذين العرضين معًا، وهنا يبدأ دور الطبيب المختص في تشخيص المشكلة وتحديد أسباب حدوثها، وفي الآتي ذكر لبعض الأسباب والعوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بنزيف الأنف والصداع:[١]


  • انحراف حاجز الأنف (Deviated septum): والتي تحدث نتيجة التواء أو تحرك الغضروف الذي يفصل فتحتي الأنف وعظمة الأنف، وهي من الأسباب الأكثر شيوعًا.
  • الإصابة بفقر الدم.
  • التعرض لإصابة على الرأس.
  • جفاف المخاط في التجويف الأنفي.
  • الإصابة بالرشح.
  • المعاناة من الحساسية.
  • الإفراط في استخدام بخاخات الأنف، أو مضادات الاحتقان.
  • الإصابة بعدوى في الأنف أو الجيوب الأنفية.
  • استخدام أنواع معينة من الأدوية، مثل وارفارين (Warfarin).
  • مشكلات أكثر خطورة: بالرغم من خطورتها فهي أقل شيوعًا، ومن غير المُحتمل أنْ تكون سببًا في المُعاناة من الصداع ونزيف الأنف، ونذكر منها: اللوكيميا (Leukemia)، وأمراض القلب الخلقية، وأورام الدماغ، وكثرة الصفيحات الأساسية (Essential thrombocythemia).


هل نزيف الأنف والصداع من علامات الإصابة بالضغط؟

في معظم الحالات لا يسبب ارتفاع ضغط الدم حدوث نزيف الأنف أو الصداع، إلّا أنَّ هذه الأعراض قد تظهر عند الإصابة بنوبة فرط ضغط الدم (Hypertensive crisis)، وهي من الحالات الطارئة التي تحدث في حالة تجاوز قراءة ضغط الدم 180/120 ملم زئبقي (180مم زئبق-القراءة للضغط الانقباضي على 120مم زئبق- القراءة للضغط الانبساطي)، لذا، يتوجب على الفرد الذي يعاني من ارتفاع حادّ في ضغط الدم، ويُصاحبه صداع أو نزيف في الأنف، الجلوس والراحة لخمسة دقائق إلى حين نزول الضغط، وفي حالة عدم تحسّنه لا بدّ من إسعافه فورًا أو الاتصال بالطوارىء.[٢]


ما سبب نزيف الأنف خلال نوبات الشقيقة؟

نادرًا ما يعاني المصاب بالشقيقة من نزيفٍ في الأنف، إلّا أنها قد تحدث في بعض الأحيان لأسباب غير معروفة تمامًا، ربما يعود ذلك إلى الارتفاع المفاجيء في ضغط الدم الذي قد يُصاحب حالات الألم والصداع الحاد، أو احتمالية المُعاناة من احتقان الأنف إلى جانب توسع الأوعية الدموية الدقيقة الموجودة في الأنف، ففي دراسة صغيرة نشرت عام 2014 تبحث العلاقة بين نزيف الأنف وصداع الشقيقة، بين الأشخاص الذين يعانون من توسع الشعيرات النزيفي الوراثي (Hereditary hemorrhagic telangiectasia)‏، وُجد أنَّ هذه الفئة المشاركة في الدراسة غالبًا ما تعاني من نوبات الشقيقة ونزيف الأنف في آنٍ واحد.[٣][٤]

وفي معظم الحالات لا يستدعي نزيف الأنف الذي يحدث مع الشقيقة أيَّة مخاوف أو قلق، فغالبًا ما يزول من تِلقاء نفسه، ولكنْ قد يكون هناك حاجة لمراجعة الطبيب في حالة استمرار نزيف الأنف لأكثر من بضع دقائق، أو إذ أدّى إلى فقدان الكثير من الدم، أو إذا حدث تقريبًا مع كل نوبة صداع شقيقة، وذلك مع تكرار النوبات عِدة مرات خلال الشهر الواحد.[٣]


ما أسباب نزيف الأنف والصداع عند الحوامل والأطفال؟

يعاني الأطفال والنساء الحوامل أحيانًا من نزيف الأنف والصداع، وهذا يعود لأسباب عِدة، سنوضح فيما يأتي عددًا منها:

سبب نزيف الأنف والصداع عند الحوامل

يبدو أنَّه من الشائع أنْ تعاني المرأة الحامل من الصداع ونزيف الأنف، فقد يعزى حدوث نزيف الأنف في هذه المرحلة إلى زيادة كمية الدم التي تغذّي الأوعية الدموية في الأنف، وربما تكون التغيرات الهرمونية خاصةً خلال الفترة الأولى من الحمل سببًا في تحفيز الصداع.[٥]وعمومًا، يجدر بالمرأة الحامل مراجعة الطبيب في الحالات التي يكون فيها نزيف الأنف شديدًا، والصداع حادًّا ولا يزول بعد مضيّ 20 دقيقة، فربما تُشير هذه الأعراض إلى ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل.[٥]


سبب نزيف الأنف والصداع عند الأطفال

يعاني الكثير من الأطفال نزيفًا من الأنف لأسبابٍ عِدة، سواءً كان بسبب الجلوس بوضعية غير مناسبة، أو عدم الحصول على القدر الكافي من النوم، أو العبث بالأنف، أو تجاهل وجبات الطعام،[٥] كما يعتبر الصداع أيضًا من الأعراض الشائعة في مرحلة الطفولة، ولكنّه نادرًا ما يُصيب الأطفال تحت عمر الست سنوات، أمَّا إصابة الأطفال بالصداع ونزيف الأنف معًا، فهو قد يحدث لأسباب بسيطة يمكن التعامل معها، أو أسباب أكثر خطورة بالرغم من كونها أقل شيوعًا، وهنا تكمن أهمية مراجعة الطبيب للوقوف على أسباب الصداع ونزيف الأنف عند الطفل، فقد يعاني الأطفال هذه الأعراض لأسبابٍ عِدة، نذكر منها:[٦]

  • عدوى الجيوب الأنفية والرشح.
  • الحساسية، أو التهاب الأنف التحسسي.
  • وضع الأجسام الغريبة في الأنف، وهو أمر محتمل بين الأطفال.
  • الإصابة بصداع الشقيقة.
  • الارتفاع الحادّ في ضغط الدم، ربما بسبب التسمّم، أو الإصابة بأمراض الكلى، أو إصابات الرأس، أو أورام الدماغ، أو أورام الغدة الكظرية.
  • إصابات الوجه، أو الأنف، أو الرأس، ويجب مراجعة الطبيب فورًا في حالة معاناة الطفل من الصداع بعد التعرض لإصابة بالرأس.
  • تشوهات الأوعية الدموية.
  • اضطرابات الدم.
  • التسمم، بتناول الأدوية، أو المنظفات المنزلية.


وفي الحقيقة، لا يمكن الجزم بأنَّ جميع حالات الصداع ونزيف الأنف عند الطفل مرتبطة ببعضها، حتى وإنْ حدثت في الوقت ذاته، فربما لا تتعدى عن كوْنها محض الصدفة، وكلًّا منها يحدث لأسباب مختلفة غير مرتبطة ببعضها، كأنْ يعاني الطفل من الصداع بسبب النوم بوضعية غير مريحة، إلى جانب معاناته من النزيف بسبب العبث المستمر بالأنف. وبشكلٍ عام، لا بدّ من مراجعة طبيب الأطفال في الحالات التي يكون فيها نزيف الأنف شديدًا ولا يتوقف بعد مضي 20 دقيقة، أو أنَّه مصحوبًا بالإغماء، أو في حالة تعرُّض الطفل مسبقًا لإصابة في الرأس، أو شعوره بالصداع الشديد إلى جانب الارتباك.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب Jenna Fletcher (2019-11-17), "What can cause a headache and a nosebleed?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-11-29. Edited.
  2. "What are the Symptoms of High Blood Pressure?", heart, Retrieved 2020-11-29. Edited.
  3. ^ أ ب Dr. Stuart R Stark, "What Causes Migraines and Nosebleeds?", everydayhealth, Retrieved 2020-11-29. Edited.
  4. Amy Elphick ,Claire L Shovlin (2014-01-22), "Relationships between epistaxis, migraines, and triggers in hereditary hemorrhagic telangiectasia", ncbi, Retrieved 2020-11-29. Edited.
  5. ^ أ ب ت Rachel Nall, "Whats Causing Your Headache and Nosebleed?", healthline, Retrieved 2020-11-29. Edited.
  6. ^ أ ب Vincent Iannelli, "Headaches and Nosebleeds in Children", verywellhealth, Retrieved 2020-11-29. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×