نزيف الرئة

كتابة:
نزيف الرئة

نزيف الرئة

الرئة، هي ذلك العضو الإسفنجيّ المملوء بالهواء، الذي يوجد على شكل زوج من الأعضاء الواقعة على جانبيّ الصدر، يُغطِّيها غشاء رقيق يسمَّى غشاء الجنبة، وهو الغشاء ذاته المبطِّن لجدار الصدر الذي يسمح بانزلاق الرئتين بسلاسة على جدار الصدر أثناء التنفس.[١]


وتعدّ الرئتين عُرضة للإصابة بالعديد من الأمراض والمشكلات الصحيَّة، منها حالة النزيف الرئوي التي تعتبر من المشكلات نادرة الحدوث، والتي من المُحتمل ظهورها حتى على الأطفال؛ أي بغض النظر عن المرحلة العمريَّة، إذْ يحدث النزيف من الأوعية الدمويَّة الموجودة في الرئتين، أو  في القصبات، أو الشعب الهوائيَّة، وقد يبدأ هذا النزيف تدريجيًّا، ويستمرّ لفترات طويلة، أو أنَّه يحدث بصورة مفاجئة، تُهدِّد حياة المُصاب.[٢][٣]


أسباب نزيف الرئة

في بعض الأحيان يكون سبب نزيف الرئة مجهولًا، ولا يتمكَّن الأطباء من تحديد مصدره، ولكنْ ثمَّة العديد من الأسباب المُحتملة للإصابة بنزيف الرئة، بعضها يؤدي إلى حدوث نزيف في جزءٍ واحد في الرئة، وبعضها يتسبَّب بحدوث النزيف من أجزاء مختلفة فيها،[٣] وفي الآتي توضيح لمجموعة من هذه الأسباب:


أسباب النزيف من جزء واحد في الرئة

ونذكر من هذه الأسباب ما يأتي:[٣]

  • التعرض لإصابة جسديَّة، كالإصابات الناجمة عن حوادث السيارات.
  • التعرض للعدوى، كالإصابة بالسلّ، أو الالتهاب الرئوي، أو التكيس الليفي (Cystic Fibrosis).
  • تكوُّن الأورام الرئوية.
  • ضعف الأوعية الدمويَّة.
  • وجود التشوهات الرئوية، وهي من المشكلات التي تظهر منذ الولادة.
  • أسباب علاجية المنشأ، كما في حالة خزعة الصدر.[٤]
  • توسع القصبات (Bronchoiectasis)؛ والذي يؤدي إلى تمزّق الأوعية الدمويَّة نتيجة الالتهاب المزمن.[٤][٢]
  • التهاب القصبات المزمن.[٤]



أسباب النزيف من أجزاء مختلفة في الرئة

لا بدّ من الإشارة إلى ضرورة تأكّد الطبيب من إصابة الرئة بالالتهاب أو لا في حالة علاج حدوث النزيف من أكثر من جزء في الرئة، وذلك بهدف تحديد أسباب وطريقة علاج المشكلة، والذي يختلف بوجود الالتهاب من عدمه، ففي حالة حدوث هذا النوع من النزيف الذي يتزامن مع الإصابة بالتهاب في الرئة، يوجد مجموعة من الأسباب المُحتملة لذلك، نذكر منها الآتي:[٣]

  • الإصابة بالذئبة الحمامية المجموعية (Systemic lupus erythematosus)‏.
  • الإصابة بمتلازمة غودباستشار (Goodpasture syndrome)‏.
  • المُعاناة من داء واغنر الحبيبومي (Wegener's granulomatosis)‏.


أمَّا في حالة حدوث النزيف من أكثر من جزء في الرئتين، مع عدم مصاحبته للالتهاب في الرئة، فإنَّ هذا قد يحدث لأسباب أخرى مختلفة، منها:[٣]

  • حدوث مضاعفات بعد الخضوع لزراعة نخاع العظم.
  • الإصابة بالداء الهيموسيديريني الرئويّ مجهول السبب (Idiopathic pulmonary haemosiderosis)، وهو من أمراض الرئة نادرة الحدوث.
  • المُعاناة من مشكلة ارتفاع ضغط الدم الرئوي.


أعراض نزيف الرئة

يتميز نزيف الرئة بظهور عدد من الخصائص السريريَّة، أولها نزول السائل الدموي من الأنف والفم، مع حدوث تدهور سريع في حالة الجهاز التنفسيّ، وقد يُصاحب هذه الحالة تحول لون الجلد للون الأزرق، وربما الإصابة بالصدمة في الحالات الشديدة، ويُمكن ملاحظة حدوث النزيف من أجزاء أخرى في الجسم، إلى جانب أنَّ فحص الهيماتوكريت (Hematocrit) في سائل النزيف الرئوي عادةً ما يكون أقل بنسبة 15-20%.[٥]


وفي بعض الحالات يُصاحب نزيف الرئة طويل الأمد ظهور بعض الأعراض الأخرى على الطفل، نذكر منها الآتي:[٣]

  • نزول الوزن.
  • الحمَّى.
  • التعب.
  • السعال.
  • ضيق التنفس عند ممارسة الرياضة.


مُضاعفات نزيف الرئة

بالطبع، يُصاحب مشكلة نزيف الرئة بعض المضاعفات التي قد تكون خطِرة أحيانًا، وتودي بحياة المُصاب، كما في حالة فشل التنفس الناجم عن نقص الأكسجين، وهو من المضاعفات التي تحدث مباشرة بعد حدوث النزيف، خاصةً بين الأطفال. ومن المضاعفات الأخرى طويلة الأمد نذكر الآتي:[٦]

  • بعض أمراض الرئة المقيدة (Restrictive lung diseasesمثل التليف الرئوي.
  • الإصابة بفقر الدم.
  • ظهور الأعراض الجانبية المُصاحبة لاستخدام الكورتيكوستيرويدات لفترة طويلة.


تشخيص نزيف الرئة

يبدأ تشخيص نزيف الرئة بأخذ التاريخ الطبيّ، وإجراء عدد من الفحوصات الجسديَّة للمُصاب، وقد تتضمَّن هذه الفحوصات ما يأتي:[٢]

  • تحديد الأعراض، مثل الوقت الذي بدأت فيه بالظهور، وكميَّة الدم المفقودة، ووجود الحمى.
  • التأكد من وجود تاريخ للإصابة بالسلّ، أو السفر للمناطق الموبوءة بهذه العدوى.
  • التمييز بين النزيف الذي يصدر عن الرئتين والنزيف الهضمي، ويُمكن سؤال المريض عن ما إذا كان النزيف مصاحبًا للسعال أو التقيؤ، فهي من الأمور التي قد تحدِّد مصدر النزيف.
  • وجود تاريخ للإصابة بالسرطان، أو التدخين، أو استخدام مضادات التخثر.
  • فحص مجرى الهواء، وفحص البلعوم للتأكد من وجود مصدر نزيف قريب.
  • تقييم استقرار المصاب، واستبعاد الأمراض غير المتعلقة بالرئة، كنزول الدم من الأنف، والتقيؤ المصحوب بالدم.
  • التأكد من حاجة المريض لنقل الدم، وذلك بتقييم وملاحظة إعادة امتلاء الشعيرات الدمويَّة الموجودة في الجلد بالدم.

ومن الفحوصات التي قد يطلب الطبيب إجراءها، ما يأتي:[٢]

  • تصوير الصدر بالأشعة السينية من الجزء الأماميّ، للكشف عن مصدر النزيف.
  • التصوير المقطعي المحوسب، قد يُطلَب إجراؤه في حالة استقرار المريض، لتحديد مصدر النزيف ومسبِّباته.
  • إجراء العدّ الدموي الشامل (CBC)، والذي يُستخدم لتقييم مستوى ال الهيماتوكريت والهيموغلوبين.
  • تحليل لوحة الأيض الأساسية (Basic metabolic panel)، والتي تُستخدم لتقييم مستويات اليوريا في الدم، وغيرها من الأمور الهامَّة.
  • تنظير القصبات، يُستخدَم في هذه الحالة أنبوب مرِن مزوَّد بكاميرا لتنظير القصبات، ويُمكن من خلاله فحص الرئتين عن كثب، وربما التأكد من منطقة النزيف.[٣]
  • أخذ خزعة من الرئة، فربما يُساعد هذا الفحص على تحديد سبب نزيف الرئة في الحالات التي لا يمكن الكشف عن سبب حدوثها، إذْ تُؤخذ خزعة أو عينة من نسيج الرئة لفحصها تحت المجهر[٣]


علاج نزيف الرئة

لفقدانه كميات من الدم، يجب أنْ يبدأ العلاج فورًا بمجرَّد توفُّر الرعاية المتخصِّصة، وقد يتضمن العلاج في هذه الحالة ما يأتي:[٥]

  • شفط المعيقات الموجودة في القصبة الهوائيَّة.
  • إعطاء التنفس الإيجابي للمُصاب.
  • حل مشكلة اضطرابات التخثر لدى المُصاب.
  • نقل الدم فورًا للمُصاب في الحالات التي يحدث فيها فقدان كميات كبيرة من الدم.
  • السيطرة على النزيف قدر الإمكان.


في الحقيقة، يُمكن وقف النزيف الذي يصدر من جزء واحد محدَّد بسدّ الوعاء الدموي، أو اللجوء للجراحة، أمَّا في الحالات التي يكون فيها النزيف الرئوي ضعيفًا، فيُمكن علاج المشكلة بالوقوف على السَّبب الأساسي الذي أدَّى إلى حدوثها، وعلاجه.[٣]


المراجع

  1. "Picture of the Lungs", webmd, Retrieved 2020-10-11. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Pulmonary Hemorrhage", ncbi, Retrieved 2020-10-11. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Pulmonary haemorrhage (bleeding into the lung)", blf, Retrieved 2020-10-11. Edited.
  4. ^ أ ب ت Dr Owen Kang ,Dr Yuranga Weerakkody, "Localized pulmonary hemorrhage", radiopaedia, Retrieved 2020-10-11. Edited.
  5. ^ أ ب "Pulmonary Hemorrhage ", ucsfbenioffchildrens, Retrieved 2020-10-11. Edited.
  6. "IDIOPATHIC PULMONARY HEMORRHAGE", statpearls, Retrieved 2020-10-11. Edited.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×