نزيف العادة الشهرية

كتابة:
نزيف العادة الشهرية

العادة الشهرية

تحدث العادة الشهرية أو الدورة الشهرية خلال أيام محددة من الشهر، وتنتهي بسقوط بطانة الرحم على شكل دم وأنسجة عبر عنق الرحم ثم عبر المهبل إلى خارج الجسم بما يعرف بالحيض، وتبدأ منذ اليوم الأول وتستمر مدّة 28 يومًا تقريبًا حتى اليوم الأول من الدورة التالية، لكن تختلف مدتها من امرأة إلى أخرى، فقد تتراوح بين 21-35 يومًا.

يتغير مستوى هرمونات الجسم مثل الإستروجين والبروجيستيرون خلال الدورة الشهرية لتجهيز الرحم للحمل أو الحيض في حال عدم حدوثه، وتسبب هذه الهرمونات ظهور أعراض الحيض، مثل: اضطراب المزاج، وصعوبة النوم، والآلام والتقلّصات أسفل البطن والظهر، والشعور بالألم في الثدي وانتفاخه.

تبدأ العادة الشهرية عادةً لدى الإناث بعد البلوغ في عمر 12 عامًا، لكنها قد تبدأ مبكرًا في عمر 8 سنوات، وقد تتأخر حتى 16 عامًا دون حدوث مشكلات، وتستمرّ العادة الشهرية حتى بلوغ سن اليأس غالبًا في عمر 51 عامًا.[١]


نزيف العادة الشهرية

يعدّ نزيف العادة الشهرية اضطرابًا شائعًا يصيب ملايين النساء سنويًا، ويعرف بغزارة دم الحيض أو طول مدّته، فيبلغ متوسّط حجم دم الحيض الطبيعي 30-40 ملليلترًا تقريبًا ويمتدّ مدّة 4-5 أيام، ويعد نزيفًا إذا كان حجم الدم أكثر من 80 ملليلترًا أو ضعف الكمية الطبيعية، ويتميز هذا النزيف بصفات محددة، مثل: تبليل أكثر من فوطة نسائية واحدة والاضطرار إلى تغييرها كل عدة ساعات، أو الإصابة بنزيف شديد يحتاج إلى استخدام فوطتين في ذات الوقت، أو الاضطرار إلى الاستيقاظ ليلًا لتغييرها، أو استمرار نزيف الحيض أكثر من سبعة أيام، أو خروج جلطات دموية مع دم الحيض بحجم العملة المعدنية وأكبر، أو عدم التمكّن من ممارسة أنشطة الحياة اليومية بسبب النزيف، أو الشعور بآلام مستمرة في البطن والظهر، بالإضافة إلى أعراض فقر الدم الناتج عن النزيف، مثل: الإجهاد، والتعب، وضيق التنفس.[٢]


ما هي أسباب نزيف العادة الشهرية؟

في بعض الحالات يحدث نزيف العادة الشهرية دون سبب واضح، وفي حالات أخرى يحدث نتيجة الإصابة ببعض المشكلات الصحية التي تؤثر على طبيعة العادة الشهرية، مثل:[٣]

  • اضطراب هرمونات الجسم: خلال الدورة الشهرية يحدث توازن بين هرموني الإستروجين والبروجيستيرون لبناء بطانة الرحم استعدادًا للحمل، لكن في حال حدوث خلل في هذا التوازن لأي سبب تتكون البطانة بنسبة كبيرة فتنزل على شكل حيض غزير، وأسباب هذا الخلل عديدة، مثل: متلازمة المبيض متعدد الكيسات، والسمنة المفرطة، ومقاومة الخلايا لهرمون الإنسولين، واضطرابات الغدة الدرقية المختلفة.
  • قصور المبيضين: إذا فشل المبيض في أداء وظائفه المتمثّلة بإفراز البويضة وإفراز هرمون البروجيستيرون كما يحدث في الحالات الطبيعية عندها يختل توازن الجسم ويحدث النزيف.
  • أورام الرحم الليفية: هي أورام حميدة تنمو داخل الرحم خلال مرحلة الإنجاب، تصاحبها غزارة في دم الحيض.
  • سلائل الرحم: هي زوائد أو أجسام تنمو على بطانة الرحم تسبب غزارة الحيض وطول مدّته.
  • العضال الغدي: هو اضطراب يحدث عندما تنغرس غدد بطانة الرحم داخل عضلات الرحم.
  • اللولب: نزيف العادة الشهرية هو عَرَض جانبي شائع لاستخدام اللولب غير الهرموني كوسيلة لمنع حمل، وفي حالة النزيف الشديد قد يوصي الطبيب باستبداله بوسيلة أخرى.
  • مضاعفات الحمل: قد يحدث نزيف غزير بعد غياب الدورة بمدّة؛ أي بعد حدوث الحمل، مما يدل على الإصابة بالإجهاض، أو قد يحدث لاحقًا خلال الحمل بسبب مشكلات في المشيمة، مثل: تدلّي المشيمة، أو المشيمة المنزاحة.
  • السرطان: يعدّ النزيف الغزير أحد أعراض سرطان الرحم وسرطان عنق الرحم، خاصّةً إذا حدث بعد بلوغ سن اليأس أو بعد إجراء اختبار لطاخة عنق الرحم (Pap test) في السابق.
  • اضطرابات النزيف الوراثية: مثل مرض فون ويلبراند، الذي ينتج عن حدوث خلل في عوامل التجلط المختلفة.
  • تناول بعض الأدوية: قد يحدث نزيف العادة الشهرية نتيجة تناول بعض الأدوية مثل: الأدوية المضادة للالتهاب، والعلاج الهرموني، والأدوية المضادة للتجلّط، مثل: الورافارين، والإنوكسيبارين.
  • الإصابة بأمراض صحية أخرى: مثل أمراض الكلى والكبد.


كيف يتم علاج نزيف العادة الشهرية؟

يختلف علاج نزيف العادة الشهرية تبعًا للسبب الذي أدّى إلى حدوثه، وفي ما يأتي طرق علاجه المختلفة:[٢]

  • الأدوية: تتضمّن أنواعًا مختلفةً، مثل:
    • الحديد لعلاج فقر الدم.
    • حمض الترانيكساميك الذي يؤخذ وقت النزيف لتقليل حجم الدم.
    • حبوب منع الحمل لتنظيم الدورة الشهرية والحدّ من النّزيف ومدّته.
    • هرمون البروجيستيرون لعلاج خلل الهرمونات.
    • اللولب الهرموني لترقيق بطانة الرحم وتقليل النزيف.
    • الديسموبريسين بخاخ الأنف لعلاج اضرابات النزيف المختلفة، مثل فون ويلبراند.
    • الأدوية المضادة للالتهاب مثل الإيبوبروفين؛ لتسكين الألم المصاحب للنزيف.
  • العلاج الجراحي: توجد عدة إجراءات جراحية يمكن اللجوء إليها لعلاج نزيف العادة الشهرية أو لتخفيف أعراضه، ويختار الطبيب منها تبعًا لسبب النزيف وحدّة الحالة وعمر المريضة وحالتها الصحية، ومن أهم هذه الإجراءات ما يأتي:
    • توسيع الرّحم وكحته.
    • إصمام الشريان الرحمي لعلاج أورام الرحم الليفية عن طريق غلق الوريد المغذّي لها.
    • تنظير الرحم لتقييم حالته واستئصال الأورام الليفة والسلائل.
    • الموجات فوق الصوتية المركّزة لقتل خلايا الأورام اللفية.
    • استئصال الورم الليلفي العضلي عبر عمل شقوق صغيرة في البطن لعلاج أورام الرحم الليفية.
    • استئصال بطانة الرحم كحلّ نهائي للنخلص من النزيف.
    • استئصال الرحم وعنقه وأحيانًا المبيضين لعلاج لبعض الحالات.


المراجع

  1. "Normal Menstruation", clevelandclinic,2019-8-25، Retrieved 2020-6-3. Edited.
  2. ^ أ ب Lori Smith (2017-2-1), "What causes heavy menstrual bleeding?"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-3. Edited.
  3. Mayo Clinic Staff (2017-7-15), "Menorrhagia (heavy menstrual bleeding)"، mayoclinic, Retrieved 2020-6-3. Edited.
2921 مشاهدة
للأعلى للسفل
×