نزيف بطانة الرحم

كتابة:
نزيف بطانة الرحم

نزيف بطانة الرحم

بطانة الرحم هي الغشاء المخاطي الداخلي الذي يُبطّن جدران الرحم الداخلية، وتتكوّن بطانة الرحم من طبقتين رئيسيتين؛ هما: الطبقة القاعدية، التي تعمل مُثبّتًا لبطانة الرحم داخل الرحم عن طريق التصاقها بالعضلات الملساء للرحم، وتبقى هذه الطبقة سليمة دون تغيير نسبيًا، بينما تُعرَف الطبقة الثانية باسم الطبقة الوظيفية، وهي المكان الذي تُزرع فيه البويضة المخصّبة، وتتغيّر هذه الطبقة استجابةً للهرمونات الجنسية.[١]

وتتعرّض أنسجة بطانة الرحم للتفكك والنزيف كل شهر أثناء دورة الحيض، ويبدو هذا النزيف طبيعيًا لدى كلّ النساء في مرحلة الحيض، ولكن عند حدوثه خارج مواعيد الحيض فإنّه يُصنّف غير طبيعي، فنزيف الرحم غير الطبيعي هو أي نزيف حاد، أو غير عادي من الرحم يحدث في أي وقت خلال الدورة الشهرية؛ بما في ذلك خلال مرحلة الحيض العادية.[٢][٣]


أسباب نزيف بطانة الرحم

يحدث نزيف بطانة الرحم غير الطبيعي بسبب مجموعة من العوامل والأمراض المختلفة، ومن أهمّ هذه الأسباب:[٤][٥]

  • متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS): أحد اضطرابات الغدد الصماء الذي يتسبّب في إنتاج كميات متزايدة من الهرمونات الجنسية، فيؤدي إلى حدوث خلل في هرمونَي الاستروجين والبروجسترون، ويتمثّل في نمو العديد من الأكياس الصغيرة على المبيضين، وتسبب هذه المتلازمة حدوث اضطرابات الدورة الشهرية، وصعوبة في الحمل، إضافة إلى زيادة نمو الشعر على الوجه والجسم.
  • بطانة الرحم المهاجرة: تحدث هذه الحالة عند نمو أنسجة بطانة الرحم خارج الرحم؛ مثل: المبيضان.
  • أورام الرحم الحميدة: هي زوائد غير سرطانية تنمو داخل الرحم، وقد تسبب الأوعية الدموية الصغيرة في هذه الأورام حدوث النزيف.
  • أورام الرحم الليفية: أورام صغيرة تنمو داخل الرحم، أو في بطانة الرحم، أو في عضلات الرحم.
  • الأمراض المنقولة جنسيًا: لا سيّما الأمراض التي تُسبّب الالتهاب؛ مثل: السيلان والكلاميديا​​، ويحدث النزيف الناجم من الأمراض المنقولة جنسيًا بعد ممارسة الجنس.
  • الأدوية: فقد تتسبب بعض الأدوية في حدوث نزيف بطانة الرحم؛ كالأدوية الهرمونية، والعوامل الهرمونية، والأدوية التي تقلل من خطر تجلّط الدم؛ مثل: الوارفارين.
  • السرطان: فنمو الأورام السرطانية في الرحم أو عنق الرحم يتسبّب في حدوث النزيف.
  • التغييرات الهرمونية: قد تؤدي التغييرات في مستويات الهرمونات في الجسم إلى زيادة سماكة بطانة الرحم، مما يزيد من فرصة حدوث النزيف.


هل يسبب نزيف بطانة الرحم ألمًا؟

قد تُعاني بعض النساء اللاتي يعانين من نزيف بطانة الرحم من الألم في أسفل البطن، ومنطقة الحوض، وقد يشتدّ خلال مرحلة الحيض، ويتفاوت هذا الألم بين النساء المصابات؛ فقد يبدو طفيفًا عند بعضهم، أو شديدًا عند أخريات، لا سيّما في الحالات التي يتسبب فيها نزيف بطانة الرحم في حدوث التشنجات العضلية في منطقة الحوض.[٦][٧]


تشخيص نزيف بطانة الرحم

تُشخّص حالات نزيف بطانة الرحم عن طريق إجراء العديد من الفحوصات البدنية والمخبرية، إضافةً إلى التعرّف إلى التاريخ المرضي للمصابة، والأعراض التي تُعاني منها، ومن أهم الفحوصات المستخدمة في التشخيص:[٤][٢]

  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: لتوفير صورة للكشف عن صحة لأعضاء التناسلية، وفحص وجود أي نمو غير طبيعي؛ مثل: الأورام الحميدة، أو الأورام الليفية، كما تساعد في فحص وجود النزيف الداخلي.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: الذي يُوفّر صورًا للأعضاء الداخلية في منطقة الحوص عن طريق استخدام مجال مغناطيسي قويّ وموجات صوتية.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: يتضمّن هذا الفحص وضع سائل خاص في الرحم من خلال أنبوب رفيع، وتصوير الرحم من الداخل.
  • التصوير المقطعي المحوسب: الذي يعتمد على استخدام الأشعة السينية لتوفير صور للأعضاء الداخلية في منطقة الحوض.
  • فحوصات الدم: لقياس مستويات الهرمونات في الدم، وإجراء تعداد كامل للدم، ففي حال وجود نزيف حاد أو نزيف طويل الأمد فيبدو تعداد خلايا الدم الحمراء منخفضًا للغاية، وهو مؤشر إلى الإصابة بمرض فقر الدم.
  • تنظير الرحم: يتضمّن هذا الإجراء إدخال منظار تنظير رفيع مضاء من خلال المهبل وفتح عنق الرحم للكشف عن الجزء الداخلي من الرحم
  • خزعة بطانة الرحم: هو أخذ عيّنة من أنسجة بطانة الرحم وفحصها في مختبرات خاصة للكشف عن وجود أي نمو أو تغيّر غير طبيعي في الخلايا، إذ يُكشَف عن الاختلالات الهرمونية، أو الخلايا السرطانية، وبعض المشكلات الأخرى عن طريق فحص الخزعة.


علاج المصاب بنزيف بطانة الرحم

هناك العديد من خيارات العلاج للمصابين بحالات نزيف بطانة الرحم غير الطبيعي، ويعتمد نوع العلاج المستخدم على سبب النزيف، وعمر المصابة، ووجود رغبة في الإنجاب في المستقبل، ومن أهم هذه أنواع هذه العلاجات:[٣][٨]

  • اللولب (جهاز منع حمل داخلي): اللولب أحد وسائل منع الحمل، وهو جهاز بلاستيكي صغير يُوضَع داخل الرحم من خلال المهبل، كما يوجد نوع من اللولب يُطلِق الهرمونات التي تُساعد في تقليل حدوث النزيف أو إيقافه.
  • الأدوية: قد تؤخذ بعض أنواع الأدوية الطبية في معالجة النزيف، ومن ضمن هذه الأدوية:
    • الأدوية الهرمونية؛ مثل: حبوب منع الحمل، والعلاجات الهرمونية، التي تحتوي على هرمونات تمنع زيادة سماكة بطانة الرحم، وتُقلّل فرص حدوث النزيف، وتُساعد في تنظيم الدورة الشهرية.
    • منبهات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية: وهذه الأدوية تمنع الجسم من إنتاج بعض الهرمونات، وتُقلّص الأورام الليفية، وتُستخدَم مع العلاجات الأخرى.
    • مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية: فبعض الأنواع من مضادات الالتهابات؛ مثل: الإيبوبروفين أو النابروكسين، قد تُساعد في تخفيف النزيف.
    • حبوب حمض الترانيكساميك، تفيد هذه الحبوب في تجلّط الدم، وتتحكّم بنزيف الرحم الشديد وتقليله.
  • استئصال بطانة الرحم: عملية جراحة يُجرى خلالها تدمير لبطانة الرحم عن طريق استخدام الحرارة، أو البرودة، أو الكهرباء، أو الليزر، وتسبب هذه الجراحة توقّف الحيض تمامًا، وبالرغم من ضعف احتمال حدوث الحمل بعد إجراء هذه الجراحة، لكن يُفضّل استخدام وسائل تحديد النسل بعدها حتى انقطاع الطمث لتلاشي مخاطر الحمل بعدها.
  • استئصال الورم الليفي: تتضمّن هذه العملية إزالة الأورام الليفية من الرحم، أو قطع الأوعية الدموية التي تمدّها بالدم.
  • استئصال الرحم: يُعدّ الخيار الأخير للعلاج، إذ يلجأ الطبيب إلى إجرائها في حال فشل العلاجات الأخرى، أو في حال وجود الأورام الليفية الكبيرة، أو الإصابة بسرطان بطانة الرحم، أو سرطان الرحم؛ إذ تتضمّن هذه العملية إزالة كلية للرحم، وبالتالي يتوقف النزيف، وتتوقف تمامًا.


أعراض نزيف بطانة الرحم

تتمثّل أعراض نزيف بطانة الرحم في حدوث النزيف الحاد وغير الطبيعي، إضافةً إلى حدوث بعض الأعراض، ومن ضمنها:[٢][٤]

  • النزيف أو التبقع بين دورات الحيض، والنزيف حاد خلال الحيض.
  • النزيف أو التبقّع بعد الجماع.
  • حدوث دورات شهرية أطول من 38 يومًا، أو أقصر من 24 يومًا.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية، إذ تختلف فيها مدة الدورة بأكثر من 7 - 9 أيام.
  • النزيف في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
  • ألم أو ضغط في منطقة الحوض.
  • الضعف العام والتعب الجسدي.
  • انخفاض ضغط الدم، وزيادة معدّل ضربات القلب.
  • الدوخة أو الإغماء.


المراجع

  1. Tracee Cornfort (2020-1-8), "The Role the Endometrium Plays in Your Reproductive Health "، verywellhealth, Retrieved 2020-6-5. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Abnormal Uterine Bleeding", acog, Retrieved 2020-6-5. Edited.
  3. ^ أ ب "Abnormal Uterine Bleeding", familydoctor, Retrieved 2020-6-5. Edited.
  4. ^ أ ب ت April Kahn, "What You Should Know About Dysfunctional Uterine Bleeding"، healthline, Retrieved 2020-6-5. Edited.
  5. "Uterine Bleeding: Abnormal Uterine Bleeding ", clevelandclinic, Retrieved 2020-6-5. Edited.
  6. "ABNORMAL UTERINE BLEEDIN", thehub, Retrieved 2020-6-7. Edited.
  7. "Menstruation - abnormal bleeding ", betterhealth, Retrieved 2020-6-7. Edited.
  8. "What Is Abnormal Uterine Bleeding?", webmd, Retrieved 2020-6-5. Edited.
4191 مشاهدة
للأعلى للسفل
×