نسبة المناعة الطبيعية تعرف عليها

كتابة:
نسبة المناعة الطبيعية تعرف عليها

ما هي نسبة المناعة الطبيعية؟ وكيف يمكن قياسها؟ وما أسباب انخفاضها وارتفاعها عن الحد المطلوب؟ وكيف باستطاعتنا الحفاظ عليها؟ إجابات على هذه الأسئلة وتفاصيل أكثر في المقال الآتي.

يتألف الجهاز المناعي من أنواع مختلفة من خلايا المناعة والبروتينات التي تنشر في شتى أنحاء الجسم، ويؤدي كل عنصر منها دورًا محددًا في سبيل التعرف على الأجسام الغريبة والتعامل معها، وتتضافر هذه المكونات من أجل محاربة العدوى الناجمة عن الجراثيم المختلفة. لكن ما هي نسبة المناعة الطبيعية المطلوبة لحدوث ذلك؟

نسبة المناعة الطبيعية

قبل أن نخوض في نسبة المناعة الطبيعية، لا بد أولاً من التعرف على مكونات الجهاز المناعي؛ حيث تتولد جميع خلايا المناعة من الخلايا الجذعية الموجودة في نخاع العظم، فيما يقوم الكبد بإنتاج البروتينات الداعمة لعمل المناعة.

وتسبح هذه المكونات في الدم والسائل اللمفاوي؛ حيث تجوب الجسم بحثًا عن مسببات الأمراض والخلايا الميتة والمصابة، فيما تتجمع الخلايا المناعية في كل من اللوزتين والغدة الزعترية والطحال؛ حيث تجري عمليات التمايز والتصفية.

  • كيف نقيس نسبة المناعة الطبيعية؟

  • بالرغم من التعقيد الكبير في جهاز المناعة، إلا أنّه يمكن أخذ صورة عامة عن عمل هذا الجهاز بواسطة فحص طبي شائع يُعرف بتعداد خلايا الدم البيضاء؛ حيث يتم أخذ عينة من الدم بواسطة حقنة عن طريق الوريد، تُحلل بعدها مخبريًّا لإظهار العدد الإجمالي لخلايا الدم البيضاء بالإضافة لأعداد الخلايا الخمسة الأساسية المكونة لها (القَعِدَات (Basophils)، اليُوزِينِيّات (Eosinophils)، اللّمْفاويّات (Lymphocytes)، الوَحِيدات (Monocytes)، والعَدِلات (Neutrophils).
  • لماذا يجرى فحص المناعة؟

إنّ معرفة نسبة المناعة الطبيعية تعطي مؤشراً على صحة الشخص وسلامة جهازه المناعي. وعلاوةً على كونه من الفحوصات الدورية المُتّبعة لتقييم الحالة الصحية العامة، يوصي الأطباء بإجراء تعداد خلايا الدم البيضاء لمساعدتهم على تشخيص طائفة واسعة من الاضطرابات، كالإصابة بالعدوى والحساسية والالتهاب، فضلاً عن أورام الدم كاللوكيميا (Leukemia) واللمفوما (Lymphoma).

  • ما هي القيم الطبيعية؟

قد يختلف مدى نسبة المناعة الطبيعية من مختبر لآخر، لكن بشكل عام يمكن اعتبار نتيجة الفحص طبيعية للرجال والأطفال إذا كانت بين 5,000 - 10,000 خلية لكل ميكرولتر. وبالنسبة للنساء غير الحوامل يتراوح المدى بين 4,500 - 11,000 خلية لكل ميكرولتر.

وفي حال إجراء الفحص التفصيلي، فإنه يشتمل على خلايا الدم البيضاء الخمسة. وهنالك نسبة طبيعية لكل واحدة منها، وبعض المشكلات الصحية قد تؤثر بإحداها فقط؛ ما يساعد على التشخيص.

علامَ يدل انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء؟

إذا كانت نتيجة الفحص تقل عن نسبة المناعة الطبيعية، يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات السريرية، آخذًا بعين الاعتبار الأعراض الظاهرة على الشخص، إضافةً إلى تاريخه المرضي؛ للتعرف على السبب الحقيقي وراء هذا الانخفاض، مثل:

1. مشكلات نخاع العظم

تؤدي بعض المواد الكيميائية كالمبيدات الحشرية وبعض أنواع السرطان كاللمفوما وبعض علاجاته كالمعالجة الكيماوية والإشعاعية إلى الحد من قدرة نخاع العظم على إنتاج خلايا الدم البيضاء.

2. اضطرابات المناعة الذاتية

قد تعمل بعض أمراض المناعة الذاتية، مثل: داء الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي على مهاجمة الخلايا المناعية وتدميرها.

3. بعض أنواع العدوى

قد تؤثر الفيروسات في نخاع العظم وقدرته على توليد الخلايا، كما قد تدفع العدوى الشديدة كالتهاب الدم إلى استنزاف خلايا المناعة، فيما يقوم فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) بالقضاء على نوع محدد من الخلايا البيضاء.

4. سوء التغذية

يؤثر عدم الحصول على الكفاية من الطعام الصحي ونقص بعض الفيتامينات مثل حمض الفوليك (Folic acid) في توليد خلايا الدم البيضاء.

إلامَ يؤشر ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء؟

هنالك العديد من المشكلات الصحية التي تؤدي إلى ارتفاع في نتيجة فحص خلايا الدم البيضاء وحيودها عن نسبة المناعة الطبيعية، وأبرزها:

  • العدوى: يقوم جهاز المناعة بشحذ أسلحته ومضاعفتها في سبيل التصدي للجراثيم التي تغزو الجسم، سواءً أكانت فيروسات أو بكتيريا أو غيرها من الكائنات الدقيقة.
  • بعض الأدوية: تؤدي بعض العلاجات إلى ارتفاع في خلايا الدم البيضاء، ومنها الأدوية المحتوية على الليثيوم (Lithium) والكورتيزون وناهضات بيتا (Beta agonists).
  • الإجهاد الجسدي أو النفسي الشديد: وقد ينجم ذلك عن الحمى والإصابات المختلفة والعمليات الجراحية.
  • أسباب أخرى: مثل السمنة، والتدخين، واستئصال الطحال، واضطرابات الغدة الدرقية.

كيف يمكن الحفاظ على نسبة المناعة الطبيعية؟

إنّ اتباع نمط حياة صحي يمثل خط الدفاع الأول عن الجسم، ويساهم ذلك طبيعيًّا في إبقاء جهاز المناعة يعمل بفعالية وبشكل سليم. ومن أبرز ما ينصح به:

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • الحصول على القسط الكافي من النوم.
  • محاولة الحد من التوتر قدر الإمكان.
  • أخذ المطاعيم المقررة والموصى بها.
  • اتباع نظام غذائي غني بالخضار والفاكهة.
  • الإقلاع عن التدخين.
5728 مشاهدة
للأعلى للسفل
×