محتويات
هل تنسى ملامح الأشخاص؟
قد تمرّ عليك العديد من المواقف التي تُقابل فيها شخصًا ما يبدأ بالترحيب بك ويُبادر بالسؤال عن أحوالك وأنت تنظر إليه في لحظة حرجة تجد فيها أنّك نسيت اسمه، وذلك أمرٌ يحدث في حياة الكثيرين، لكن هل سبق لك أن نسيت تمامًا ملامح أحد زُملائك في العمل؟ أو أنك نسيت وجه أحد أصدقائك المُقرّبين فلم تتعرّف عليه عند مقابلته؟ إن كان هذا يتكرّر معك بكثرة فقد تكون مُصابًا بعمى الوجوه![١]
ماذا يعني عمى الوجوه؟
ربّما يبدو الاسم غريبًا للوهلة الأولى، إلا أنّ عمى الوجوه Prosopagnosia يستهدف شخصًا واحدًا من كلّ 50 فردًا حول العالم، وهو من الاضطرابات العصبيّة التي تُضعف القُدرة على التعرّف على وجوه الآخرين وتمييزهم عن بعضهم البعض، ويُرجّح أنّ نُدرة الحديث عنه ناجمة من تفاوت درجاته وشدّته، ففي حين يجد بعض المُصابين صعوبةً في تمييز وجوه الغرباء قد يُعاني آخرون من عدم القُدرة على تمييز وجوه أفراد عائلتهم أو أصدقائهم، أو حتّى التعرّف على وجوههم أنفسهم، أو التفريق ما بين الوجوه والأشياء المُحيطة بهم.[١]
ما هي أعراض عمى الوجوه؟
تكمن المُشكلة الحقيقيّة في مرض عمى الوجوه في صعوبة التعرّف وتمييز وجوه الآخرين، ففي الحالات البسيطة يتضمّن ذلك وجوه الأشخاص غير المألوفين أو الذين لم يعتد المُصاب على رؤيتهم، وفي الحالات الشديدة يتمثّل المرض بعدم تمييز وجوه الأقارب والأصحاب المُقرّبين أو تمييز وجه المُصاب نفسه، ولا يكون ذلك أمرًا عارضًا أو مؤقّتًا لبضع مرّات، بل يُصاحب المُصاب طيلة الوقت بمُجرّد بدء ظهور أعراض المرض عليه، وهو عادةً ما يتزامن مع الإصابة بالاكتئاب والقلق الاجتماعيّ؛ لما يؤثّره في حياة الأفراد وأعمالهم وعلاقاتهم مع الآخرين، وفي جانبٍ آخر تكون الأعراض التي يُعاني منها الأطفال مُختلفةً نوعًا ما، إذ يُلاحظ عليهم وجود العلامات الآتية:[٢]
- التعامل مع الغُرباء على أنّهم من أفراد العائلة أو المعارف المُقرّبين.
- الانتظار إلى أن يُناديهم الوالدان أو يلوّحون لهم للقدوم إليهما عند اصطحابهم من المدرسة أو المُناسبات المُختلفة.
- الشعور بعدم الثقة عند الوجود في المدرسة، بعكس ما هُم عليه في المنزل.
- تجنّب الاختلاط مع الآخرين في الأماكن العامّة.
- عدم التعرّف على من يُفترض بهم التعرّف عليه، كأفراد العائلة أو الأصدقاء أو الجيران ممّن تربطهم به علاقة قويّة.
- صعوبة تتبّع الأحداث وتسلسل القصص في البرامج والأفلام التلفزيونيّة.
- صعوبة تكوين الصداقات مع غيرهم من الأطفال.
ومن الجدير ذكره أنّ أعراض الإصابة بعمى الوجوه لدى الأطفال قد تتشابه مع العديد من الحالات الأُخرى، وحتّى شخصيات بعض الأطفال،التي تجعلهم أكثر خجلًا من الباقين، لذا لا يُمكن الاعتماد عليها في تشخيص إصابة أحدهم بالمرض، حتّى يُعرَض الطفل على طبيب مُختصّ لتقييم حالته بالضبط.[٢]
لماذا يُصاب البعض بعمى الوجوه؟
تختلف الأسباب المُحتملة للإصابة بمرض عمى الوجوه حسب نوعه، ذلك على النحو الآتي:[٣]
- عمى الوجوه التنمويّ: الذي يُصاب به الفرد دون وجود أسباب واضحة، وعادةً ما يُعاني من أعراضه منذ طفولته، ويُرجّح تدخّل العامل الجينيّ في إصابة البعض؛ فمُعظم المُصابين لديهم فرد واحد على الأقلّ من أفراد عائلتهم يُعاني أيضًا من عمى الوجوه.
- عمى الوجوه المُكتسب: الناجم عن التعرّض لتلف أو خلل في الدماغ، مثل ما يحدث لدى البعض بعد الإصابة بسكتة دماغيّة أو إصابة في الرأس، إضافةً إلى ذلك فإنّ عمى الوجوه مُرتبطٌ بطريقة ما مع الإصابة بطيف التوحّد، أو مُتلازمة ويليام، ومُتلازمة تيرنر.
كيف تُشخّص عمى الوجوه؟
لا توجد فحوصات أو اختبارات مُحدّدة بالضبط لتشخيص الإصابة بعمى الوجوه، إلا أنه توجد بعض الاستبيانات المنشورة التي تُساعد في كشف الإصابة به، كما أنّه توجد مجموعة من الفحوصات السريريّة التي يلجأ إليها بعض الأطباء أحيانًا، وتتضمّن الآتي:[٤]
- اختبار بيليفيلدر للوجوه الشهيرة (BFFT): تُعرض على الفرد صور 70 وجهًا مُختلفًا لشخصيات مشهورة، ويُطلب منه التعرّف عليهم، أو وصف ملامحهم.
- اختبار بينتون لتعرف الوجوه (BFRT): يُطلب فيه من الفرد إيجاد وجه مُحدّد من بين مجموعة وجوه معروضة عليه.
- اختبار كامبردج لذاكرة الوجوه (CFMT): يقتضي إيجاد وجه مُحدّد من بين مجموعة من الوجوه غير المألوفة للفرد.
كيف يمكن علاج عمى الوجوه؟
للأسف فإنّ عمى الوجوه حالة مُزمنة تُصاحب الفرد طيلة عُمره، ولا يوجد علاج أو دواء مُحدّد لها، إلا أنّ الأطباء عند التعامل مع المُصابين به يهدفون إلى تدريبهم وتعليمهم طُرقًا ووسائل مُعيّنةً للتأقلم مع المرض والتعايش معه، إذ يُساعدونهم في إيجاد أمور مُختلفة للتعرّف على الأفراد عدا عن ملامح وجوههم، كأن يعتمدون على أصواتهم، أو نمط ملابسهم، أو شكل شعرهم، بالإضافة إلى ذلك فقد تتطلّب بعض الحالات علاجًا إضافيًّا آخر في حال كان المُصاب يُعاني من القلق أو الاكتئاب بسبب ما يواجهه من صعوبات ناجمة عن مرضه.[٥]
المراجع
- ^ أ ب "Prosopagnosia", psychologytoday, Retrieved 13-7-2020. Edited.
- ^ أ ب Ana Gotter (21-8-2017), "Face Blindness (Prosopagnosia)"، healthline, Retrieved 13-7-2020. Edited.
- ↑ "Prosopagnosia (face blindness)", nhs,1-5-2019، Retrieved 13-7-2020. Edited.
- ↑ Arko Ghosh, Nita Bhat, Shruthi Harish Bindiganavile and others. (7-4-2020), "Prosopagnosia"، aao, Retrieved 13-7-2020. Edited.
- ↑ Mary Kugler (15-11-2019), "Prosopagnosia Causes and Treatment"، verywellhealth, Retrieved 13-7-2020. Edited.