نشأة الإذاعة في الوطن العربي

كتابة:
نشأة الإذاعة في الوطن العربي

اكتشاف الإذاعة

يرجِعُ اكتشاف الإذاعة المسموعة إلى تسعينيات القرن التاسع عشر، حيث قام الإيطالي ماركوني بالدراسات التجريبية للموجات، وفكر إذا أمكن زيادة مدى هذه الموجات لأبعد من المسافة القليلة التي تصل إليها بالوسائل العملية، فيمكن لهذه الإشارات أن تنتقل فيما يمكن وصفه بنوع جديد من التلغراف دون أسلاك[١]، واشترى ماركوني جهازًا وبدأ تجاربه بإرسال إشارات عبر حديقته في مزرعة والده، ونجح في تطوير الجهاز وتقويته ليصبح قادرًا على إرسال الرسائل لمسافة تصل إلى حوالي الميل، واستطاع أن يطور الجهاز ويوسع مداه، وبهذا فإنه ختم فصلًا من تاريخ العلم استغرق قرنًا من الزمان لتلبية حاجة المجتمع البشري لوسيلة اتصال فورية عبر المسافات الطويلة، وفي هذا المقال حديثٌ عن نشأة الإذاعة في الوطن العربي.[٢]

نشأة الإذاعة في الوطن العربي

نشأة الإذاعة في الوطن العربي على فترات مختلفة وأوضاع وظروف متباينة، ففي بعض الأقطار نشأة الإذاعة في الوطن العربي بمبادرات فردية من قبل بعض المهتمين بهندسة الراديو، وفي بعض الأقطار على يد القوى الاستعمارية التي أوجدتها أساسًا لتحقيق أهداف عسكرية واستراتيجية، في حين لم تظهر في أقطار أخرى إلا غداة استقلالها.[٣]

وتعدّ الجزائر ومصر أولى الأقطار العربية التي عرفت الإذاعة المسموعة في حوالي عام 1925م، وظهرت في الحالتين على يد أفراد وإن اختلفت بالطبع، ففي الجزائر ظهرت على يد مستوطن فرنسي قام بإنشاء محطة إرسال على الموجة المتوسطة لم تتعدَّ قوّتها 100كيلو واط، ثم ارتفعت عام 1928 إلى 600 كيلو واط وتذيع باللغة الفرنسية والأخرى بقوة 200 كيلو واط وتذيع باللغة العربية، ثم تتابع ظهور المحطات في وهران والعاصمة، وفي نهاية الحرب العالمية الثانية أصبح الإرسال يغطي الجزء الأكبر بعد زيادة المحطات وتقوية إرسالها، وفي عام 1963م أصبحت الإذاعة تابعة للحكومة الجزائرية.[٤]

أمّا مصر فقد عرفت الإذاعة عام 1926م، عندما استصدر هواة اللاسلكي في ذلك الوقت رخصًا من وزارة المواصلات لإنشاء محطات إذاعية أهلية، وظهرت المحطات الأهلية في كل من القاهرة والإسكندرية ومنها: راديو القاهرة، راديو فؤاد، مصر الحرة، مصر الملكية، أبو الهول، الجيش، وكان بعضها يذيع باللغة العربية والأخر باللغة الأجنبية، وتم إلغاء هذه الإذاعات عام 1932م لتترك مكانها للمحطة الحكومية التي بدأت إرسالها عام 1934م[٥]، وفي الحديث حول نشأة الإذاعة في الوطن العربي نذكر بعض الإذاعات المحلية التي نشأت في مصر: كإذاعة البرنامج الأوروبي المحلي، ركن السودان، صوت العرب، الشعب، فلسطين، الشرق الأوسط، وإذاعة القرآن الكريم.[٦]

وللحديثِ عن نشأة الإذاعة في الوطن العربي في باقي الدول العربية، ففي المغرب فقد ظهرت الإذاعة عام 1928م على يد الاحتلال الفرنسي، وفي النصف الثاني من ثلاثينيات القرن الماضي توالى ظهورها في باقي الأقطار العربية فظهرت في تونس عام 1935م، وفي العراق عام 1936، وفي لبنان عام 1938، وفي ليبيا عام 1939، وفي الأربعينيات في كل من السودان عام 1940، وسوريا عام 1941، والصومال عام 1943، واليمن الشمالية عام 1947، وفي الأردن عام 1948، وتأسس النظام الإذاعي في السعودية عام 1949، وفي الخمسينيات ظهرت الإذاعة في كل من الكويت عام 1951، واليمن الديموقراطية عام 1954، وموريتانيا عام 1956، وقطر عام 1968، والإمارات عام 1969، وسلطنة عُمان عام 1970.[٣]

ومع تزايُد الاهتمام بقطاع الإذاعة بثًا وإنتاجًا في سياق ثورة وسائل الاتصال كان الحرص شديد على استخدام القمر الصناعي في التبادل الإذاعي بين الهيئات العربية وتم وضع نظام تبادل إذاعي يقوم على استخدام حيز ترددي صغير من السعة القمرية المتوفّرة على القناة التي يستأجرها اتحاد إذاعات الدول العربية على القمر الصناعي العربي "عربسات".[٧]

حيث كان تبادل المواد الإذاعية بين الدولة العربية يتم عن طريق نسخ هذه المواد ونقلها عبر البريد وتم تبادل المواد الإذاعية بين الدول العربية يتم عن طريق نسخ هذه المواد ونقلها عبر البريد، وتم استخدام التبادل الإذاعي الجديد عبر الساتل عام 2000م، وهذا تأكيد في رفع تحديات العولمة حتى يكون للعالم العربي حضور فاعل في المشهد الاتصالي لكوني، وتشمل الخدمات الإذاعية الحالية التي تبث على النطاقات الترددية تحت 30 ميغاهيرتز خدمات البث الصوتي الأرضي كل من الموجة الطويلة والمتوسطة والقصيرة في استخدام الأنظمة التماثلية للبث، كان هذا تفصيل موجز للحديث حول نشأة الإذاعة في الوطن العربي.

تعريف الخبر الإذاعي

وفي طور الحديث حول نشأة الإذاعة في الوطن العربي، لا بُدّ من الخوض حول تعريف الخبر الإذاعي، حصرت إحدى الدراسات محاولات تعريف الخبر الإذاعي وأوردتها في مائة تعريف صنفتها إلى مجموعات، بعضها يقرر صراحة أنه من الصعوبة بمكان وضع تعريف واضح ومحدد للخبر، والبعض الأخر من التعريفات جاء بسيطًا غير متكامل ولا يلمح كل ما في الخبر من عناصر ودعائم وأركان، والطرف الثالث ينظر لتعريف الخبر على أساس الفائدة التي يحققها للوسيلة والجمهور، أما الرابعة فهي تعبر عن اتجاه ينظر إلى الخبر على أساس وظيفته الإعلامية باعتباره أساس المادة الإخبارية جميعها، ويمكن تعريف الخبر الإذاعي بأنه: وصف موضوعي دقيق لحدث أو رأي أو موقف أو فكرة أو قضية، تتوافر فيه قيم إخبارية تجعل الإذاعة تقدمه إلى جمهورها.[٨]

المراجع

  1. ميلفن ديفلر، ساندرا بول (د.ت)، نظريات وسائل الإعلام (الطبعة الرابعة)، القاهرة: الدار الدولية للنشر والتوزيع، صفحة 146. بتصرّف.
  2. حمدي حسن (1987)، مقدمة في دراسة وأساليب الاتصال (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار الفكر العربي، صفحة 47. بتصرّف.
  3. ^ أ ب راسم الجمال (2001)، الاتصال والإعلام في الوطن العربي (الطبعة الثانية)، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية،، صفحة 106-107. بتصرّف.
  4. ماجي الحلواني (1982)، الإذاعات العربية (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار الفكر العربي، صفحة 202. بتصرّف.
  5. خليل صابات (1985)، وسائل الإعلام نشأتها وتطورها (الطبعة الرابعة)، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، صفحة 122. بتصرّف.
  6. يوسف مرزوق (1988)، الإذاعات الإقليمية وتحقيق أهداف التنمية، القاهرة: دار المعرفة الجامعية، صفحة 121. بتصرّف.
  7. سعد المشهداني (2013)، تاريخ وسائل الإعلام في العراق النشأة والتطور (الطبعة الأولى)، الأردن: دار أسامة للنشر والتوزيع، صفحة 170. بتصرّف.
  8. محمد معوض، بركات عبدالعزيز (2000)، الخبر الإذاعي والتلفزيوني (الطبعة الثانية)، القاهرة: دار الكتاب الحديث، صفحة 8-9. بتصرّف.
3702 مشاهدة
للأعلى للسفل
×