نشأة المسرح المصري
تُعدّ مصر أمّ الفنون، والحضارة المُشرقة، فهي مَهْد المسرح العربيّ عامةً، وكان هذا بعد الحملة الفرنسية لنابلوين على مصر، فقد حمل الفرنسيّون معهم بعض الفنون التي تميّزت بها أوروبا إبّان عصر النهضة ومنها المسرح،[١] حيث قُدّم على خشبات مسرح مصرية بحضورٍ وأداءٍ فرنسيّ، ولم يعرف عنه المصريون إلّا الذين كانوا يسترقون النظر إليه خلسةً، وبعد انتهاء الحملة الفرنسية قام المسرح العربيّ بشكله الحاليّ بطابعٍ عربيٍّ وحضورٍ عربيٍّ.[٢]
كما قام المسرح المصري الحالي على أساس قديم كان يُسمى بـ(مسرح خيال الظل)، وهو نوع من الفنون المسرحية التي تعتمد على شخصيّات مُصوّرة تُؤدّي دورها من خلال انعكاس ظلّها عبر إضاءة مُعينة ويُحركها صاحب المسرح،[١] وغالبًا ما كان يقوم على شخصٍ واحدٍ فقط، هو المسؤول عن تأليف القصة، وتحريك الشخصيات، والإضاءة وكل شيء، وبهذا لم تكن فكرة المسرح مُستهجنةً لدى المصريين مع دخول الحملة الفرنسية.[٢]
رواد المسرح المصري
لمع نجم المسرح المصري بهيئة أدبية وفنية مُميّزة على يد رواده، وهم الآتي:[٣]
- مارون النقاش.
- أحمد أبو خليل القباني.
- يعقوب صنوع.
ومع أنّ هذه الأسماء الثلاثة لمعت في تاريخ المسرح المصري، إلّا أنّهم لم يستفيدوا جيدًا من الإرث العربي في مسرحهم، وكان اعتمادهم الكُلي على ظاهرة المسرح الغربي أنموذجًا، فقد عُرضت أوّل مسرحية لمارون النقاش عام 1847م باسم البخيل، استوحى فكرتها من موليير، وحاكت المسرح الغربي بشكلٍ كاملٍ، وأهملوا أنّ الإرث العربي قابل للتطوير والتحديث بشكلٍ يتماشى ويُحاكي الواقع العربي.[٣]
كان الطابع الغالب على مسرح النقاش طابعًا أدبيًا، حيث اعتمد على النص الأدبي كمدخل لمسرحه، ثمّ عرّج بعد ذلك للقصص الشعبية بروايةٍ أدبيةٍ كالشعر المُغنّى، إلّا أنّ مسرحه لم يلقَ رواجًا كبيرًا، ثمّ يتبعه القباني الذي اعتمد في مسرحه على الإنشاد والحكايا الشعبية المروية، وعلى أنّ رأي بعض النُّقاد رجّح أفضلية الصياغة الأدبيّة في مسرح النقاش، إلّا أنّ مسرح القباني كان أقرب قليلًا للناس.[٣]
يتبعهما يعقوب صنوع، الذي ارتكز على أساساتٍ علميّة بما يخصّ فن المسرح، حيث كان مُمثلًا في فرقةٍ مسرحيةٍ فرنسيةٍ وأُخرى إيطالية، وكان يتطلع إلى تأسيس مسرح بطابعٍ مصري صميم، وبهذا شكّل فرقته الخاصّة، وألّف وأخرج ما يُقارب 32 مسرحيةً أدى أدوارًا فيها أيضًا، وقد سلّط الضوء على الحاضر المصريّ في ذلك الوقت وتناول بعض العادات التي سادت حينها، وقد لقي مسرحه صدىً واسعًا وجمهورًا كبيرًا كذلك.[٣]
المسرح المصري ما بعد الخمسينات
استمر المسرح المصري بمُحاكاة المسرح الغربي حتّى مطلع الستينات، وفي تلك المرحلة اكتمل نضوج المسرح المصري كمسرحٍ عربيٍّ خالص يُحاكي الواقع والشارع العربي لا سيما المصري، وقد لمعت في هذه الفترة أسماء كُتّاب كبيرة هم رواد المسرح الستيني في مصر، ومنهم الآتي:[٤]
- رشاد رشدي.
- ألفريد فرج.
- سعد الدين وهبة.
- يوسف إدريس.
المراجع
- ^ أ ب سيد علي إسماعيل، أثر التراث العربي في المسرح المصري المعاصر، صفحة 14-30. بتصرّف.
- ^ أ ب فيليب سادجروف، المسرح المصري في القرن التاسع عشر، صفحة 64-75. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث محمد سراج الدين، فن المسرحية وسعته في الأدب العربي، صفحة 24-29. بتصرّف.
- ↑ "الفريد فرج: علينا أن نخلق حوارا مع العالم عبر المسرح"، ديوان العرب، اطّلع عليه بتاريخ 31/5/2022. بتصرّف.