نشأة علم النفس المعرفي

كتابة:
نشأة علم النفس المعرفي
تتماثل عملية معالجة البيانات عند البشر تلك التي تتم في أجهزة الحاسوب، إذ تستند على استقبال البيانات وتخزينها واسترجاعها من الذاكرة، وتشمل هذه البيانات العمليات المعرفية والعقلية مثل الذاكرة والانتباه والتركيز، ويعرف علم النفس المعرفي بأنه فرع علم النفس الذي يستكشف العمليات العقلية المتعلقة بالإدراك والحضور والتفكير واللغة والذاكرة، أي هو الدراسة العلمية للعقل كمعالج للبيانات، ويرتبط ذلك بالطريقة التي تؤخذ وتُفهم بها المعلومات من العالم الخارجي.[١][٢]


تاريخ علم النفس المعرفي

تعود نشأة علم النفس المعرفي إلى الفترة الزمنية التي أُنشأت فيها المدارس الفكرية والعقلانية التي شملت الأعمال الفلسفية لأفلاطون وأرسطو، ومع ذلك فقد كانت زمام الأمور بيد المدرسة الفكرية السلوكية، التي تصب تركيزها على السلوك بدلًا من الفكر، ثم في الفترة ما بين الخمسينات والسبعينات بدأ صرف النظر عن علم النفس السلوكي وتحويله إلى العمليات الفكرية، مثل حل المشاكل والتركيز واتخاذ القرار، ثم ظهر مصطلح "علم النفس المعرفي" رسميًا في منتصف القرن العشرين أثناء الثورة المعرفية، وتحديدًا في عام 1967، وكان سبب ظهوره هو عدم الرضا عن المنهج السلوكي، بالإضافة إلى الحرب العالمية الثانية والتقدم التكنولوجي الذي أدى إلى الثورة المعرفية، بعدها استعادت العمليات الفكرية مكانتها في علم النفس، وفي الآونة الأخيرة ظهرت العديد من التخصصات المرتبطة بعلم النفس المعرفي مثل الذكاء الاصطناعي واللغويات والفلسفة وعلم الأعصاب.[٣]


تطور علم النفس المعرفي

فيما يأتي مراحل تطور علم النفس المعرفي حتى يومنا هذا:[٤]

  • ظهور مصطلح علم النفس المعرفي: شهد علم النفس المعرفي نهضةً في الستينات، فقد ظهرت نظريات الإدراك والتعلم ونمذجة السلوك، وشهدت السبعينيات ظهور مجلات مهنية مكرسة لعلم النفس المعرفي.
  • تزايد الاهتمام بعلم النفس المعرفي: بدأ في السبعينيات والثمانينيات بناء المعامل المعرفية، وظهور الندوات والمؤتمرات في الاجتماعات الوطنية والإقليمية، كما أُضيفت مواد في علم النفس المعرفي إلى المناهج الدراسية، وجندت الجامعات أساتذة في علم النفس المعرفي ليحلوا محل أساتذة علم النفس التجريبي التقليدي.
  • تداخل علم النفس المعرفي وعلم الأعصاب: في الثمانينيات والتسعينيات بُذلت جهود للعثور على المكونات العصبية المرتبطة بالعمليات المعرفية، ولا يزال هذا العلم خاضعًا لعملية تحول بسبب التغييرات في التكنولوجيا وعلوم الدماغ.
  • علم النفس المعرفي الحديث: تقارب علم النفس المعرفي مع علوم الحاسوب وعلم الأعصاب خاصةً مع ظهور طرق جديدة لرؤية الدماغ، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي والتصوير المقطعي والتخطيط الكهربائي للدماغ.


مناهج علم النفس المعرفي

يتفرع علم النفس المعرفي إلى المناهج التالية:[٣]

  • علم النفس المعرفي التجريبي: يقوم على إجراء تجارب عملية لدراسة استجابة أفراد أصحاء، واستكشاف طرق عمل العمليات المعرفية.
  • علم النفس المعرفي الحاسوبي: يشمل إنشاء نماذج حاسوبية للوظائف الإدراكية للإنسان.
  • علم النفس المعرفي العصبي: يقوم هذا النهج على دراسة الأشخاص الذين عانوا من تلف في الدماغ، ومعرفة ما إذا كان قد ألحق الضرر في منطقة معينة من الدماغ مسببًا عطلًا معرفيًا محددًا.
  • علم النفس المعرفي الإدراكي: يقوم على الاستعانة بأجهزة تصوير الدماغ لدراسة الوظائف المعرفية، ويساعد ذلك في اكتشاف مكان حدوث العمليات المعرفية في الدماغ.


المراجع

  1. "Cognitive Psychology", simplypsychology, Retrieved 22/1/2022. Edited.
  2. "cognitive psychology", apa, Retrieved 22/1/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "Introduction to Cognitive Psychology", nptel, Retrieved 22/1/2022. Edited.
  4. "Cognitive Psychology", iresearchnet, Retrieved 23/1/2022. Edited.
7261 مشاهدة
للأعلى للسفل
×