نشأة وتطور حقوق الإنسان

كتابة:
نشأة وتطور حقوق الإنسان

حقوق الإنسان

إنّ حقوق الإنسان هي مجموعة من المبادئ والمعايير الاجتماعية التي تصف نموذجاً للسلوك البشري الذي يعتبر حقاً أساسياً لا يمكن تجاوزه أو الاعتداء عليه كونه إنساناً بغض النظر عن الدين والعرق والجنس واللون، وحماية هذه الحقوق من قبل المنظمات والدول المختصة، كما يفرض على المرء احترام هذه الحقوق للآخرين وعدم انتزاعها إلا نتيجة إجراءات قانونية تضمن الحقوق لأصحابها، ووثيقة حقوق الإنسان وصلت إلينا في العصر الحالي بعد أن مرت عبر العصور السابقة ومرت بمراحل عديدة حتى تم اعتمادها بالشكل الحالي.


نشأة وتطور حقوق الإنسان

حقوق الإنسان في الحضارات القديمة

إنّ الاعتقاد السائد لتكون فكرة وأساس حقوق الإنسان قديم جداً منذ تكوّن العلاقات البشرية وتكون حياة مشتركة بينهم، فمنذ أربعة وعشرين قرناً في الصين أسّس الفيلسوف موزي المدرسة الموهية فلسفة الأخلاق والتي تقوم على احترام الأشخاص لبعضهم واحترام حقوق الآخرين، وفي الهند انطلق جوتاما سد هارتا بوذا في الفترة بين (560-480) قبل الميلاد والتي مثلت الفلسفة الدينية في القضاء على ظروف القهر والمعانة للأشخاص والتغلب عليها.


احتوت البوذية في القديم على العديد من الأفكار والمبادئ التي تنشر وتنادي بالحرية والعدالة والمساواة، أما الكونفوشيوسية والتاوية في بلاد الصين فهي شكلت العديد من التعاليم الدينية التي تنشر العدل والمساواة بين الناس، وفي العراق كانت أقدم وثيقة تخص حقوق الإنسان والتي كانت من قبل حمورابي أشهر ملوك بابل حيث وضعت هذه الشريعة والوثيقة القوانين التي توفر الحماية الكاملة للشعب البابلي على مختلف أفراده، كما ركزت على أصناف من الشعب لترفع الظلم عنه.


حقوق الإنسان في الدين الإسلامي

إنّ الدين الإسلامي هو أول من قرر حقوق الإنسان وكفلها حيث إنّه كرم الإنسان ورفع من مكانته ولم يقبل بالظلم له، وجاء بمجموعة من المواثيق التي لا يمكن تبديلها أو إلغائها لأنه مواثيق إلهية وثقت في القرآن الكريم واتلسنة النبوية الشريفة، وهذا ما أكده الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع التي بين فيها أنّه لا فرق بين عربي وأعجمي ولا بين أبيض وأحمر إلا بالتقوى.


حقوق الإنسان والثورة الفرنسية

جاءت الثورة الفرنسية تنادي بالإخاء والمساواة على مستوى العالم واعتبار هذا قاعدة ومرجعية في منظومة القيم الواجب سيادتها، وذلك بعد التبلور الذي حدث في الشرق وأخذ الغرب لفرصته في ذلك.


حقوق الإنسان في العصر الحديث

دخلت حقوق الإنسان عهداً جديداً ومرحلة متطورة على مستوى العالم ككلّ وليس على مستوى الدولة الوحيدة، وذلك بعد الانتهاء من الحرب العالمية الأولى والثانية، وبعد تأسيس عصبة الأمم التي يحتوي ميثاقها على بعض البنود التي تخص حقوق الإنسان وتكفلها لهم، وفي عام 1948م تم الإعلان عن ميثاق الأمم المتحدة والذي كان من ضمنه إعلاناً لمبادئ وحقوق الإنسان وإلزام الدول الموقعة على هذا الميثاق باحترام حقوق الإنسان ومعاقبة كلّ من يعتبر منتهكاً لها.

4087 مشاهدة
للأعلى للسفل
×