محتويات
نشيد: لا بد أن أستأذن الوطن
قال الشاعر نزار قباني:
يا صَديقتي في هذهِ الأيّامِ يا صَديقتي
تخرجُ من جيوبِنا فراشةٌ صيفيّةٌ تُدعَى الوَطَنْ
تَخرجُ من شفاهِنا عَريشةٌ شاميةٌ تُدعَى الوَطَنْ
تخرجُ من قُمصانِنا
مآذنُ.. بلابلُ.. جداولُ.. قرنفلٌ.. سفرجلٌ
عصفورةٌ مائيّةٌ تُدعى الوَطَنْ
أريدُ أنْ أراكِ يا سيّدتي
لكنّني أخافُ أنْ أجرحَ إحساسَ الوطنْ
أريدُ أن أهتفَ إليكِ يا سيّدتي
لكنّني أخافُ أنْ تسمعَني نوافذُ الوَطَنْ
أريدُ أنْ أمارسَ الحبَّ على طريقَتِي
لكنّني أخجلُ من حماقَتِي
أمامَ أحزانِ الوَطَنْ
نشيد: نقش على جدار الوطن
قال الشاعر عبد الرحمن العشماوي:
مِنْ أينَ ابتدِئُ الحديثَ عن الوَطَن
- ولِمَن أصوغُ حكايةَ الذكرى لِمنْ
منْ أينَ والأمجادُ تشرقُ في دمِي
- نورًا من الذكْرى وتخْتصرُ الزَّمن
من أينَ و الإيمانُ يجري نهرُهُ
- عذبًا ويغسلُ عن مشاعرِنا الدَّرَن
من أين أبتدئُ الحديثَ و ليلَتِي
- تأبَى على عينِي مقاربةَ الوَسَنْ
من أينَ والأشواقُ تحلفُ أنها
- ستظلُّ تسقيني التَّذكُرَ والشَّجَن
من أينَ والزّمنُ السّريعُ يمرُّ بي
- وجبينُه بدمِ الرّحيلِ قدِ احْتقَنْ
فمنَ اللّفافةِ حينَ نُولدُ بَدؤُنا
- في رحلةِ العمرِ القصيرِ إلى الكفنْ
قالُوا ابتدِئ من وصفِ مكّةَ إنّها
- صدرٌ حَوَى نورَ الهدايةِ واطمَئنْ
ابدأْ من البيتِ العتيقِ فإنّهُ
- سكنٌ لمنْ لمْ يلقَ في الدّنيا سكنْ
وارحلْ بشعْرِكَ بعد هذا ناشرًا
- نورَ الهدايةِ بينَ سرّكَ والعلَنْ
فأجبْتُهم :شكرًا سأبدأُ منْ هُنا
- منْ أرضِنا المعطاءِ مِن هذا الوطنْ
منْ كعبةٍ رفعَ الإلهُ مقامَها
- وحمى حِماها من طواغيتِ الفتنْ
أنا سوفَ أبدأُ من مطافِ نبيِّها
- أتلُو كتابَ الله اتّبعُ السُّنَن
أنا سوفَ أبدأُ من مقامِ خليلِها
- من حجرِ اسماعيلَ من ركْن اليَمنْ
هذي بلادُكَ دينُها متأصلٌ
- في قلبِها والمجدُ فيها مختزَنْ
في أرضِها المعطاءِ يُحتضَن الهدى
- إنّ المبادئَ كالبراعمِ تُحتَضن
هي مهبطُ القرآنِ تحتَ لوائِهِ
- سارَتْ بعونِ اللهِ تجتازُ المِحنْ
نشيد: ديننا حبك يا هذا الوطن
قال الشاعر إبراهيم طوقان:
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن
- سرُّنا فيهِ سِواء وَالعَلَن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن
- قَد رَأَينا النار يَعلوها الرَماد
يا فلسطين فَقُمنا للجهاد
- وَنَفَضنا الذُلَّ عَنا وَالرَقاد
وَنَهَضنا نَهضةً تُحيي البِلاد
- ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن
سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلن
- فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن
المسيحي أَخ للمسلم
- يا فَلسطين بَقَلب وَفَم
فَاِنشُري حبهما في العلم
- رَمزنا عَقد الثريا في الدَم
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن
- سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلَن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن
- حرم طَهره فادي الوَرى
وَإِلَيهِ المُصطَفى لَيلًا سَرى
- وَكَذا البَيعةُ حَيث عمرا
حبّنا حُبٌّ أَبى أَن يُنكرا
- ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن
سرُّنا فيهِ سَواء وَالعلن
- فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن
لا حمى مثل فَلسطين حمى
- مَجدها سَطر في لَوح السَما
أَي مَجد مثله مَهما سَما
- إِنَّهُ نور يُضيء الأَنجُما
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن
- سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلَن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن
- يا فَلسطين دَمي وَقفٌ عَلى
أَن تَفوقي الشَمس مَجداً وَعُلا
- وَعلي العَهد أَلا أَقبَلا
بِك ملكَ الأَرض طرًا بَدَلا
- ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن
سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلَن
- فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن
نشيد: هيا نتحالف يا إخوان
قال الشاعر رفاعة الطهطاوي:
هيّا نتحالفْ يا إخوانْ
- بأكيدِ العهد وبالأيمانْ
أن نبذلَ صِدْقاً للأوطانْ
- وبيمْن سعيدٍ نحن نصانْ
والفضل يجلُّ عن النُّكران
- للحربِ هلمُّوا يا شجعان
حبُّ الأوطان من الإيمانْ
- هيا اجتهدوا هيا اجتهدوا
والحُرُّ ينجزُ ما يَعِد
- وجميعُ الناسِ لكم شهدُوا
بشجاعتِكم عند الميدان
- للحربِ هلمُّوا يا شجعان
حبُّ الأوطانِ من الإيمانِ
- هيا اتّحدُوا هيّا اتّحدوا
للملَّةِ سيفُكم عضدُ
- وبيُمن سَعيدٍ نحنُ نُصان
للحربِ هلمُّوا يا شُجعان
- حبُّ الأوطانِ منَ الإيمان
فلكم قِدمٌ ولكم قَدمُ
- في الفضلِ وضدُّكُم عدمُ
ومعالمُكُم لا تنهدِمُ
- بالتقوى تأسيسُ البنيان
للحربِ هلمُّوا يا شُجعان
- حبُّ الأوطانِ من الإيمان
أنتم كُرما أنتم نُبلا
- تحمُون الجيرةَ والنُّزُلا
ولكم شرفٌ في الكونِ علا
- قدْرًا لا يمحوه الملوان
للحربِ هلمُّوا يا شُجعان
- حبُّ الأوطان من الإيمان
فنزالِ نزالِ على الأعْدا
- لا ترعوْا في الأعْدا عَهدا
فالوقتُ أتاحَ لكُمْ سعْدا
- وأذاقَهم طعمَ الخسران
للحربِ هلمّوا يا شُجعان
- حبُّ الأوطان من الإيمان
هيا انتظموا وارْقوْا أوْجا
- هيا اقتحمُوا فوجًا فوْجا
هيا التحمُوا عندَ الهَيجا
- حبُّ الأوطانِ من الإيمان
لا تعطوا الأعْدا مِقْوَدكم
- لا ترضوْا أن تستبعدَكُم
واللهُ تعالى أسعدَكُم
- بقتالٍ وهزم ذوي الطُّغيان
للحرب هلمّوا يا شجعان
- حبُّ الأوطانِ من الإيمان
بصوارمِكم وعواليكم
- ومفاخرِكُم ومعاليكُم
وبيُمن سعيد نحنُ نُصان
- خوضُوا بدِما أهلِ العُدوان
للحربِ هلمُّوا يا شُجعان
- حبُّ الأوطانِ من الإيمان
هولُ الأعداءِ طلائعُكُم
- وبنادقُكُم ولوامعُكم
وعذابُ الهونِ مدافعُكم
- وصواعقُكم رمُى الأهوان
للحربِ هلمُّوا يا شُجعان
- حبُّ الأوطانِ من الإيمان
قصباتُ السبقِ بها فُزتم
- وسهامُ المغنمِ قد حُزتم
وحظوظُ الشهرةِ أحرزْتُم
- وبها امتزْتُم بين الأقرانْ
للحربِ هلمُّوا يا شُجعان
- حبُّ الأوطانِ من الإيمان
قسمًا بجميلِ شروعِكُم
- في حفظِ وصونِ ربوعِكم
والنصرُ حليفُ دروعِكم
- وبيمنٍ سعيد نحن نُصان
للحربِ هلمُّوا يا شُجعان
- حبُّ الأوطانِ من الإيمان
هيّا اشتبكُوا هيا اشتبكُوا
- وغبارُ المعْرك محتبكُ
والعسجدُ هلّا ينسبكُ
- إلّا بمقاومةِ النّيران
للحربِ هلمُّوا يا شُجعان
- حبُّ الأوطانِ من الإيمان
ربُّ الخيراتِ أرادَ لها
- خيرًا من ذلك بدّلها
بأكيد العهد وبالإيمان
- وبيمنٍ سعيدٍ نحن نُصان
نشيد: ألا رعاك الإله من وطن
قال الشاعر نيقولاس الصائغ:
أَلا رعاكَ الالهُ من وَطَنٍ
- علا بهاءً بحُسنهِ وغلا
فما زُهورُ الرُبَى تُفاخِرهُ
- ولا يُباهِي يومًا حِلاهُ حِلَى
كأَنَّ أيدي الرياض قد خلعت
- عليهِ من وَشيِ زهرها حُلَلا
لا زالَ فيهِ السرورُ متصلًا
- بأرغد العيش بالغًا أمَلا
ودامَ طولَ الزمانِ ساكنُهُ
- على ذويهِ للدّهر مشتملا
قد تمَّ مَعنَى سَنَى المسيح أرّخ
- بها لمغنىً بحُسنهِ اكتملا
نشيد: شممت تربك لا زلفى ولا ملقا
قال الشاعر محمد مهدي الجواهري:
شَمَمْتُ تُرْبَكِ لا زُلْفى ولا مَلَقا
- وسِرْتُ قَصْدَكِ لا خِبّاً، ولا مَذِقا
وما وَجَدْتُ إلى لُقْياكِ مُنْعَطَفًا
- إلاّ إليكِ،ولا أَلْفَيْتُ مُفْتَرَقا
كنتِ الطَّريقَ إلى هاوٍ تُنازِعُهُ
- نفسٌ تَسُدُّ عليهِ دونَها الطُّرُقا
وكان قلبي إلى رُؤياكِ باصِرَتي
- حتى اتَّهَمْتُ عليكِ العينَ والحَدَقا
شَمَمْتُ تُرْبَكِ أَسْتافُ الصِّبا مَرِحًا
- والشَّمْلُ مُؤْتَلِفًا، والعِقْدُ مُؤْتَلِقا
وسِرْتُ قَصْدَكِ لا كالمُشْتَهي بَلَدًا
- لكنْ كَمَنْ يَتَشَهّى وَجْهَ مَن عَشِقا
قالوا (دِمَشْقُ) و(بَغْدادٌ) فقلتُ هما
- فَجْرٌ على الغَدِ مِن أَمْسَيْهِما انْبَثَقا
ما تَعْجَبونَ؟ أَمِنْ مَهْدَيْنِ قد جُمِعا
- أَم تَوْأَمَيْنِ على عَهْدَيْهِما اتَّفَقا
أَم صامِدَيْنِ يَرُبَّانِ المَصيرَ مَعًا
- حُبًّا ويَقْتَسِمانِ الأَمْنَ والفَرَقا
يُهَدْهِدانِ لِسانًا واحِدًا ودَمًا
- صِنْوًا، ومُعْتَقِدًا حُرًّا، ومُنْطَلَقا
أَقْسَمْتُ بالاُمَّةِ اسْتَوْصى بها قَدَرٌ
- خَيرًا، ولاءَمَ منها الخَلْقَ والخُلُقا
مَن قالَ أنْ ليسَ مِن معْنىً للفْظَتِها
- بلا دِمَشْقَ وبَغدادٍ فقد صَدَقا
فلا رَعى اللهُ يومًا دسَّ بينهما
- وَقيعَةً، ورَعى يَوْمَيْهِما ووَقى
يا جِلَّقَ الشَّامِ والأَعْوامُ تَجْمَعُ لي
- سَبْعًا وسَبْعينَ ما الْتاما ولا افْتَرَقا
ما كانَ لي منهما يومانِ عِشْتُهُما
- إلاّ وبالسُّؤْرِ مِن كَأْسَيْهِما شَرِقا
نشيد: يا بلادًا فيها جرى النيل عذبا
قال الشاعر سليم عنحوري:
يا بلادًا فيها جرى النيلُ عَذبا
- فسقاها ووسعَ الأرضَ خصبا
ماؤُها كالنِضارِ لونًا لهذا
- نالَ منهُ الزُرَّاعُ وفرًا وكسبا
بصعيدٍ قد كان يُحسَبُ عبدًا
- منذُ قرنٍ واليوم يُحسَب رَبا
زمنَ الجورِ بِيعَ أبخس بيعٍ
- عاد تِبرًا قد ضلَّ من قال تَربا
رفعَ الحقُّ رايةَ العدلِ تزهو
- في رباهُ فصارَ للخلدِ تِربا
فاضَ للزارعينَ بالخيرِ حتّى
- بعد فقرٍ قد أسبلُوا اليومَ حُجبا
أرض فرعونَ للحضارةِ اُمٌّ
- قبلَ عهدِ التاريخِ تختالُ عجبا
حيثُ فيها للمرءِ أقصى المُنى لا
- سيما للفتى الذي يتصبَّى
فحسانٌ مثل الدُمى وقيانٌ
- أن تغنَّت أشجت أبا الهول ضَربا
ونعيمٌ وعزةٌ وهناءٌ
- وثراءٌ يسبي عقول الأَلبَّا
فلهذا ومثل هذا غُزاةُ الكون
- كانت تصلي الكنانة حَربا
نشيد: العز في شفة الحسام الأَخَضر
قال الشاعر العُشاري:
العزُّ في شفةِ الحسامِ الأَخَضرِ
- وَالمَجدُ في العربِ الكِرامِ العنصرِ
فَإِذا ضَربْتَ فَكُنْ بِسَيفٍ ضارِبًا
- وَإِذا اِنتَسَبْتَ فَمِنْ سلالةِ حَيدر
قَومٌ مِن العربِ الكِرامِ تَشرّفُوا
- بِأَبي البتولِ الطّاهرِ المُتطهّرِ
مَنْ ذا يُباري مَجدهم وَفخارهم
- يَسمو عَلى نجمِ السُها وَالمُشتري
بَيت لَهُم في كُل فعل رُتبةً
- عُلويةً وَمَنصةً لَم تُعبر
فَرعوا بِأَطول ما يَكون مِن التُقى
- شتّان بَينَ مطولٍ وَمُقصر
وَتَوارَثوا سرَّ النُبوة كابرًا
- عَن كابرٍ عن كابرٍ عَن كابرِ
وَتَطهّروا مِن كُلِّ رجسٍ فاحشٍ
- هُم طاهرٌ عَن طاهرٍ من طاهرِ
عمرُوا مَحاريبَ العِبادةِ فَاغتَدوا
- للّه بَين مهلّلٍ وَمكبّرِ
فَالوَحيُ يُتلى في خلالِ بُيوتهم
- وَالناسُ بَين مصفّقٍ وَمزمّر
تِلكَ المَكارمُ لا مَكارمُ حاتمٍ
- تِلكَ الشَجاعةُ لا شَجاعةُ عَنترِ
تِلكَ المزيةُ لا مزيةُ أَحنَفٍ
- تِلكَ المَكانةُ لا مَكانةُ قَيصَر
طالَت مَناقبهم فَقصر خاطِري
- لَولا مَديد عَديدها لم يقصر
عُذرًا إِلَيكُم سادة عُلوية
- نَبَوية أَكرِم بِها مِن مَعشر
مِن مدحةٍ لَم تَأت فَردًا واحِدًا
- مِن إلفكم إِذ فَردُكم لَم يحصر